
الحياد الكربوني هو توازن كمية انبعاثات الكربون مع كمية امتصاص أو احتجاز الكربون حتى لا تحدث زيادة للانبعاثات الضارة بالبيئة ، و عندما تكون كمية الامتصاص و الاحتجاز أكبر من كمية الانبعاثات فإن هذا يؤدي إلى خفض كمية الكربون في البيئة .
و تعود أهمية تبنّي سياسة الحياد فيما يخص الكربون عالمياً إلى الزيادة المستمرة في انبعاثات الكربون منذ بداية الثورة الصناعية في أوروبا ، و التي أدت إلى الاحتباس الحراري الذي يعاني منه العالم حالياً.
أسس الحياد الكربوني
تقوم الفكرة على ثلاث قواعد كما يلي :
• الأولى : أن هناك تغيّراً مناخياً ، حدث بالفعل و أثر بالسلب على مختلف المخلوقات و الظواهر الطبيعية.
• الثانية : أن هذا التغير المناخي مرتبط بزيادة انبعاثات الكربون، و يمثل الكربون السبب الرئيسي فيه.
• الثالثة : أن انبعاثات الكربون المسبّبة لـ التغير المناخي ناتجة عن الأنشطة الإنسانية.
و قد أظهر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن الاقتصاد العالمي نما خمسة أضعاف تقريبا في العقود الخمسة الماضية ، لكن بتكلفة هائلة على البيئة العالمية و بالتالي على صحة و حياة البشر.
كيف نصل إلى الحياد الكربوني ؟
يمكن تحقيق ذلك بسبل متعددة مثل استخدام السيارات النظيفة ، و التحول إلى الاقتصاد الأخضر و المشاريع الصديقة للبيئة بعيداً عن التصنيع كثيف الإصدار للانبعاثات ، و كذلك التحوّل إلى مصادر الكهرباء الأكثر خضرة ، مثل الرياح و الطاقة الشمسية ، و التوسع في مبادرات التشجير.
و يُلقي خبراء المناخ باللائمة في تسريع وتيرة الاحتباس الحراري على التراكم الهائل لـ ثاني أكسيد الكربون و غيره من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي منذ الثورة الصناعية ، و يحذّر العلماء من أن الفوز في معركة مكافحة تغيّر المناخ لن يكون ممكناً من دون اتخاذ تدابير جذرية لخفض الانبعاثات.
و بحسب وكالة الطاقة الدولية فإنه من غير المرجح أن يبلغ ذروته قبل عام 2040 ، مدفوعاً بالاستخدام المتزايد لـ الوقود الأحفوري ، و يستمر ارتفاع التلوّث الناتج عن انبعاث ثاني أكسيد الكربون ، إذ سجل عام 2019 رقماً قياسياً جديداً.