تأتي أهمية الهيدروجين في عملية تحول الطاقة بأن لديه القدرة بصفة خاصة على خفض الانبعاثات في القطاعات التي يصعب كهربتها ، و يُمثّل تعزيز اقتصاد الهيدروجين ضرورة ملحّة حتى يفي الوقود النظيف بدوره المنتظر في دفع عملية إزالة الكربون حول العالم.
اقتصاد الهيدروجين
مصطلح اقتصاد الهيدروجين قد عُرِّف لأول مرة على لسان ” John Bockris ” خلال خطاب ألقاه عام 1970 في المركز التقني لجنرال موتورز.
و اقترح اقتصاد الهيدروجين لحل المشاكل المتعلقة بالتأثيرات السلبية لاستخدام أنواع الوقود الهيدروكربوني ، حيث ينطلق الكربون ضمن ثاني أكسيد الكربون كناتج عن الاحتراق لمثل هذه الأنواع من الوقود.
و تعتمد الفائدة من اقتصاد الهيدروجين على القضايا المتعلقة بمصادر الطاقة مثل استخدام الوقود الأحفوري و التغير المناخي و توليد الطاقة المتجددة (المستدامة).
و يعتبر المؤيدون لاقتصاد الهيدروجين كنظام عالمي أن الهيدروجين هو الناقل الأنظف للطاقة للمستهلك النهائي ، خاصةً في تطبيقات النقل ، حيث يمتلك الهيدروجين محتوى طاقي كبير في وحدة الكتلة.
و شهد اقتصاد الهيدروجين نمواً كبيراً خلال السنوات الأخيرة الأمر الذي ينذر بأن يحدث تغيير جغرافي لخريطة الطاقة العالمية ، مما سيغير موازين التجارة العالمية.
و وفقاً لتقرير نشرته وكالة «آيرينا» بعنوان «جيوسياسية تحول الطاقة : عامل الهيدروجين» في يناير الماضي ، فإن هذا النوع من الاقتصاد يُعد أحد الحلول للتخلص من انبعاثات الكربون.
التعريف العلمي للهيدروجين
يُعرًّف الهيدروجين الأخضر بأنه وقود عالمي و خفيف ، وأيضاً له قدرة عليه من التفاعل ، وذلك من خلال عملية كيميائية تسمى «التحليل الكهربائي» ، حيث يتم استخدام الكهرباء من أجل فصل الهيدروجين المتواجد في الماء ، فإذا كان مصدر الكهرباء من الطاقة المتجددة مثل الشمس أو الرياح فإن هذا يضمن إنتاج هيدروجين أخضر آمن على البيئة.
تعاون مصري ألماني في بناء اقتصاد الهيدروجين
جدير بالذكر ، أن المستشار الألماني أولاف شولتس قد أكّد خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ، أن ألمانيا و مصر اتفقتا على التعاون في بناء اقتصاد الهيدروجين ، في إطار جهود أوروبا لتنويع مصادر الطاقة للحد من اعتمادها الحالي على الغاز الروسي.
و أضاف ” شولتس ” : من أجل تحول الصناعة في دول مثل ألمانيا ، ستكون الكهرباء و الهيدروجين من المصادر المهمة ، متابعاً أنه سيتم استيراد الكثير من الهيدروجين ، واصفاً حاجة ألمانيا إلى واردات الغاز بأنها ” فرصة كبيرة جداً ” لدول أخرى.