ثقافة بترولية

آثار التغير المناخي الضارة .. « ثانياً » التأثير على الصحة

يتميز التغير المناخي بنطاق واسع من المخاطر على صحة الأشخاص و هي مخاطر سوف تزداد في العقود القادمة و غالباً ستصل إلى مستويات خطيرة، في حالة استمرار تغير المناخ في مساره الحالي ، و من ثّم فإن المناخ المُتغير يُؤثر سلباً على متطلبات صحة الأفراد و هي :

الهواء و الماء النقي و الطعام الكافي و العوائق الطبيعية لعوامل العدوى المرضية و المأوى المناسب و الآمن فالمناخ الحار و المتغير يؤدي إلى مستويات مرتفعة من بعض ملوثات الهواء و زيادة تكرار الحوادث المرتبطة بالطقس المتطرف ، حيث يزيد من معدلات و نطاقات نقل الأمراض المعدية من خلال الماء غير النظيف و الطعام الملوث و بالتأثير في بعض الكائنات  ( مثل الناموس ) و فصائل المضيف المتوسط و المستودع التي تأوي العامل المعدي ( مثل الماشية و الخفافيش و القوارض ) .

تأثيرات التغير المناخي على درجات الحرارة

كما إن التغيرات التي تطرأ على درجات الحرارة و سقوط الأمطار الموسمية تعرض الإنتاج الزراعي في العديد من المناطق للخطر بما يتضمن بعضاً من البلدان الأقل تطوراً ، و ذلك يشكل مخاطر على حياة الأطفال و نموهم و الصحة العامة و القدرة الوظيفية للبالغين ، و مع استمرار تزايد ارتفاع الحرارة، فإن خطورة الكوارث المرتبطة بالطقس ستزداد .

كما أن ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي بالإضافة إلى التغيرات التي تطرأ على موارد الطعام و الماء ، يمكن بصورة غير مباشرة أن تزيد من نطاق نتائج الحالة الصحية العكسية مثل سوءالتغذية و الإسهال و الإصابات و الوعاء القلبي و أمراض الجهاز التنفسي و الأمراض المنقولة عن طريق الماء و الحشرات.

أيضاً لتفاوت الرعاية الصحية و التغيرات المناخية تأثيراً كبيراً على صحة الإنسان و جودة الحياة و تعدّان متصلتين من خلال العديد من الطرق ، و قد أشار تقرير مفوضية منظمة الصحة العالمية للعوامل المحددة للصحة الاجتماعية إلى أن المجتمعات الفقيرة عرضة لتحمل حصة غير متكافئة من عبء التغير المناخي بسبب تعرضها المتزايد و قابليتها لمواجهة تهديدات صحية .

فأكثر من 90 % من وفيات الملاريا و الإسهال تنقل بواسطة أطفال يبلغون من العمر 5 سنوات أو أقل و غالباً  ما يكونون في الدول النامية و تتضمن المجموعات التي تتأثر بدرجة خطيرة النساء و الكبار و الأشخاص الذين يعيشون في ولايات الجزر النامية الصغيرة و الأقاليم الساحلية الأخرى و المدن الضخمة أو المناطق الجبلية .

استجابة الصحة العامة لـ التغيرات المناخية

في الوقت الحالي، لا يوجد دليل يجعلنا نقترح أن البدء السريع للتغير المناخي آخذ في الهبوط ، فحتى إذا تمكنا بمعجزة من وقف جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فسنظل نواجه التغيرات المحتملة غير القابلة للتحول التي تسببنا فيها بأنفسنا. و من ثَمّ فمن الضروري التأقلم على هذه الظروف المتغيرة ، و اتخاذ خطوات تفاعلية و استباقية على حد سواء و يجب أن تتم على عدة مستويات تشريعية و هندسية و سلوكية و شخصية .

تابعنا على جوجل

فريد عبد الوارث

أديب وكاتب صحفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى