ثقافة بترولية

آثار التغير المناخي الضارة … « ثالثاً » النزوح و الهجرة

" آسيا و المحيط الهادي " أكثر المناطق تأثُّراً بالتغيُّر المناخي

يؤدي التغير المناخي إلى نزوح الأفراد والجماعات من خلال العديد من الطرق و أكثرها وضوحاً  و مأساوية، ما يكون بسبب زيادة عدد و خطورة الكوارث المتعلقة بالطقس و التي تدمر المنازل و المساكن مما يدفع الأفراد إلى البحث عن مأوى أو أماكن للعيش بمكان آخر .

كما أن ظاهرة البداية البطيئة التي تتضمن تأثيرات التغيرات المناخية مثل التصحُّر و ارتفاع منسوب البحار  يؤدي تدريجياً إلى تدمير أسباب المعيشة و يجبر المجتمعات على التخلي عن أوطانها التقليدية لتذهب إلى بيئات أكثر ملاءمة .

مثلما يحدث حالياً في مناطق الساحل الإفريقي و حزام مناطق المناخ شبه الجاف الذي يمتد حول القارة أسفل صحرائها الشمالية تماماً ، و يمكن أن تؤدي البيئات المتدهورة نتيجةً للتغير المناخي إلى مزيد من الصراعات حول الموارد و التي قد تؤدي بدورها إلى نزوح الأفراد والجماعات .

و ينظر للأحداث البيئية المتطرفة باعتبارها السبب الرئيسي للهجرة عبر العالم ، فطبقاً لمركز مراقبة النزوح الداخلي ( Internal Displacement Monitoring Centre )، فإن أكثر من 42 مليون شخص نزحوا من منطقة آسيا و المحيط الهادئ خلال عامي 2010 و 2011، و هذا يزيد عن ضعف سكان سريلانكا ،و تتضمَّن هذه الأرقام أؤلئك الذين نزحوا بسبب العواصف و الفياضانات و موجات الحر و البرد ، و لا يزال هناك آخرون نزحوا بسبب الجفاف و ارتفاع منسوب البحار ،و معظم هؤلاء الأفراد أجبروا على ترك منازلهم و في النهاية عادوا عندما تحسنت الظروف، و لكن عدداً غير محدد أصبح في عداد المهاجرين، و هذا داخل بلادهم في العادة، إلا أن هناك أيضاً من هاجروا عبر الحدود القومية.

” آسيا و المحيط الهادئ ” من أكثر المناطق تأثراً بـ التغير المناخي

تُعد منطقة آسيا و المحيط الهادئ أكثر مناطق العالم تعرضاً لحدوث الكوارث الطبيعية، و ذلك من ناحية العدد الإجمالي للكوارث و الأشخاص المتضررين على حد سواء ، حيث تتعرض تلك المنطقة بدرجة كبيرة للتأثيرات المناخية و تُعد موطناً لمجموعات سكانية مُعرَّضة للمخاطر بدرجة كبيرة ، و قد أشار تقرير صدر عن بنك التنمية الآسيوي مؤخراً إلى ” المناطق الخطرة بيئياً ” و التي تُمثل مخاطر خاصة لحدوث فياضانات و زوابع و أعاصير التايفون و زيادة ضغط المياه .

و تُعد الروابط بين التدهور البيئي التدريجي الناتج عن التغير المناخي والنزوح معقدة ، حيث إن قرار الهجرة يؤخذ على مستوى أفراد الأسرة و من الصعب قياس مدى التأثير المعين للتغير المناخي في هذه القرارت باعتبار العناصر المؤثرة الأخرى ، مثل خيارات الفقر أو النمو السكاني أو التوظيف ، و هذا يحدث جدلاً حول الهجرة البيئية في مجال عالي التنافس ، و رغم أن مصطلح ” اللاجئ البيئي ” يشيع استخدامه في بعض السياقات .

إلا أنه لا ينصح به من قبل بعض الوكالات مثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) و التي أشارت إلى أن مصطلح ” لاجئ ” يخضع لتعريف قانوني صارم لا ينطبق على المهاجرين البيئيين ، و لا تتضمن اتفاقية الأمم المتحدة المبدئية بشأن التغير المناخي و لا اتفاقية كيوتو التابعة لها، و التي تُعد اتفاقية دولية حول تغير المناخ أي شروط مرتبطة بالمساعدة أو الحماية المحددة لمن سيتأثرون بشكل مباشر بتغيرات المناخ .

تابعنا على جوجل

فريد عبد الوارث

أديب وكاتب صحفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى