تولي مصر أهمية كبيرة لزيادة صادرات الغاز الطبيعي ، من خلال تكثيف عمليات البحث و الاستكشاف و زيادة الإنتاج ، فضلاً عن ترشيد الاستهلاك ،و قد ذكر تقرير تطورات الغاز الطبيعى المسال و الهيدروجين لمنظمة “أوابك “أن صادرات الغاز المسال المصرية قفزت خلال الربع الرابع من عام 2022 إلى 2.6 مليون طن، مقابل 2.3 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021 بنسبة نمو على أساس سنوي 13 %وبهذا الأداء المرتفع للصادرات الذي تم تحقيقه على مدار العام من محطتي الإسالة في دمياط و إدكو .
و بحسب التقرير ، فقد بلغ إجمالي صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال (لا يشمل صادرات الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب) خلال عام 2022 نحو 7.4 مليون طن لتحقق بذلك رقماً قياسياً جديداً هو الأعلى منذ أكثر من عقد كامل، و ذلك في مقابل 6.6 مليون طن خلال عام 2021 بنسبة نمو سنوي 12.1%، و هي نسبة النمو الأعلى على مستوى الدول العربية.
و أضاف التقرير الصادر خلال شهر مارس الماضي الذى أعده المهندس وائل حامد خبير الصناعات الغازية بمنظمة أوابك أن محطة الإسالة في دمياط حققت أداء متميزاً خلال عام 2022، حيث بلغ إجمالي ما تم تصديره من شحنات خلال العام نحو 4.14 مليون طن، وهو أعلى معدل يتم تصديره من المحطة منذ انطلاق تشغيلها عام 2005،
جدير بالذكر أن المهندس طارق الملا وزير البترول و الثروة المعدنية قد استقبل صباح اليوم السفير الاسباني بالقاهرة ألبارو إيرانثو حيث تم بحث التغيرات التي تشهدها صناعة الطاقة في ظل التحديات العالمية الحالية و جهود الاتحاد الأوروبي للتغلب على هذه التحديات و تأمين الإمدادات و دور مصر و منطقة شرق المتوسط في تأمين جانب من هذه الاحتياجات ، بالإضافة إلى استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر في مجالات البترول و الغاز و البتروكيماويات.
و خلال اللقاء أكد ” الملا ” أن مصر تنفذ حالياً برنامج حفر مكثف بهدف الاسراع في تحقيق اكتشافات جديدة و زيادة الإنتاج و بالتالي الاستمرار في تلبية احتياجات السوق المحلي و توفير كميات أكبر من الغاز للتصدير خلال فترة التحول الطاقي ، مشيراً إلى أن النموذج المصري في تصدير الغاز المسال يتمثل في التوسع في العقود الفورية مما يحقق لمصر أقصى استفادة ممكنة من ارتفاع أسعار الغاز العالمية.
و أضاف الوزير أن تكثيف الشركات العالمية الكبرى لعملياتها في منطقة شرق المتوسط يعد خير دليل على الأهمية المتزايدة التي تكتسبها المنطقة كمصدر موثوق لموارد الغاز الطبيعي، مشيراً إلى العلاقات المتميزة التي تتمتع بها مصر مع قبرص و اليونان و أن هناك اتجاه قوي لربط إنتاج الحقول القبرصية المكتشفة مع تسهيلات الإنتاج المصرية القائمة بالفعل و من ثم تصديرها ، كما أشار إلى أن مصر ماضية أيضاُ في جهود التحول الطاقي و زيادة نسبة توليد الكهرباء من الطاقات المتجددة بالإضافة إلى العمل على انتاج الهيدروجين.
من جانبه أكد السفير الاسباني على أهمية صادرات الغاز المسال المصرى في تلبية جزء من احتياجات أوروبا ، مشيراً إلى أن منطقة شرق المتوسط أصبحت منطقة استراتيجية تتمتع بإمكانات غازية كبيرة ما يؤهلها لأن توفر كميات أكبر من الغاز لأوروبا في ظل تطور علاقات التعاون و التكامل بين دول المنطقة و التي نجح منتدى غاز شرق المتوسط في ارسائها و توطيدها ، و أن الاتحاد الأوروبي ينفذ حالياً العديد من مشروعات البنية الأساسية في اطار الاستعدادات لمستقبل الطاقة بالتوازى مع تعميق العلاقات في مجالات الطاقة مع الدول الصديقة خاصة في منطقة البحر المتوسط .
