يعتبر تغير المناخ أهم قضية بيئية في عصرنا حيث أنه يضيف ضغوطا كبيرة على المجتمعات و على البيئة بشكل خطير ، بدءا من تغير أنماط المناخ التي تهدد إنتاج الغذاء، وصولا إلى ارتفاع منسوب مياه البحر الذي يزيد من خطر حدوث فيضانات كارثية، و من المعروف أن آثار التغير المناخي عالمية النطاق و غير مسبوقة من حيث الحجم ، و بدون اتخاذ إجراءات جذرية اليوم، سيكون التكيف مع هذه الآثار في المستقبل أكثر صعوبة و تكلفة ، و ذلك بحسب ” برنامج الأمم المتحدة للبيئة ” .
و قد اتفقت 195 دولة على اتفاقية تاريخية لمكافحة تغير المناخ و إطلاق العنان للإجراءات و الاستثمار نحو مستقبل منخفض الكربون و مرن و مستدام في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ ( COP 21 ) ، و من خلال اتفاق باريس الذي نتج عن هذا المؤتمر، أكدت دول العالم أن تغير المناخ يشكل تهديدا لأمن و ازدهار جميع المجتمعات، و لا يمكن معالجته إلا من خلال توحيد الهدف ، و أن المستقبل المستدام يعود بالنفع على البشرية جمعاء .
من المعروف أن قطاع النقل يمثل نقطة هامة في التحدي العالمي المتمثل في التصدي لتغير المناخ الذي هو من صنع الإنسان ، و مع توقع أن يتضاعف عدد المركبات في جميع أنحاء العالم ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050، فإن تحقيق أقصى قدر من الكفاءة في استهلاك الوقود باستخدام التكنولوجيات الحالية الفعالة من حيث التكلفة يمكن أن يقلل إلى النصف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجم عن أسطول السيارات العالمي بحلول عام 2050 .
و تأتي المبادرة العالمية للاقتصاد في استهلاك الوقود كشراكة بين الأمم المتحدة للبيئة، و وكالة الطاقة الدولية، و منتدى النقل الدولي ، و المجلس الدولي للنقل النظيف، و معهد دراسات النقل في جامعة كاليفورنيا ” ديفيس ” و مؤسسة ( FIA ) التي تعمل على تأمين تحسينات حقيقية في الوقود و الاقتصاد، و الحد الأقصى لنشر تكنولوجيات الاقتصاد في استهلاك الوقود الموجود في المركبات في جميع أنحاء العالم ، و الهدف من هذه المبادرة هو زيادة كفاءة الوقود في جميع أنحاء العالم في المركبات خفيفة الاستخدام بنسبة 50٪ بحلول عام 2050 .
” تغير المناخ ” و كفاءة استخدام الطاقة
تعد الأمم المتحدة للبيئة شريكا رئيسيا في مبادرة الطاقة المستدامة ” SE4All ” للجميع التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة و التي تشجع الحصول على طاقة ميسورة التكلفة و موثوقة للناس لكي يعيشوا حياة منتجة و صحية و آمنة، مع احترام القيود الكوكبية التي نواجهها جميعا نتيجة لتغير المناخ، و يدعم عمل مبادرة الطاقة المستدامة للجميع ” SE4All ” ثلاثة أهداف ينبغي تحقيقها بحلول عام 2030 و هي :
– ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة .
– مضاعفة المعدل العالمي للتحسن في كفاءة استخدام الطاقة .
– مضاعفة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي .
” تغير المناخ ” و مزيج الطاقة العالمي
التحدي العالمي المعني بالإضاءة هو مبادرة جديدة لكفاءة استخدام الطاقة يقودها أعضاء المؤتمر الوزاري العالمي للطاقة النظيفة ( يشمل أعضاء الحكومتين الأمريكية و الكندية ) و مبادرة الشراكة العالمية لتحويل الأسواق لأغراض كفاءة الإضاءة ” en.lighten ” و هو سباق للوصول إلى مبيعات عالمية تراكمية تبلغ نحو 10 مليارات لمبة من منتجات الإضاءة المتقدمة عالية الكفاءة، ذات جودة عالية و بأسعار معقولة، مثل مصابيح الليد ( و هي مصابيح ذات صمام ثنائي باعث للضوء ).
التوسع في استخدام الطاقة المتجددة
يعتمد معظم نظام الطاقة العالمي على الوقود الأحفوري الذي يسهم بنحو 60 % من انبعاثات غازات الدفيئة المسؤولة عن تغير المناخ ، و على الرغم من المعدل السريع الأخير للابتكار التكنولوجي و خفض التكاليف، فإن تكنولجيات الطاقة المتجددة و كفاءة الطاقة لا تزال تتنافس مع تكنولوجيات الطاقة المكثفة الكربون ، و تدعم منظمة الأمم المتحدة للبيئة التطورات الجديدة في مجال الطاقة الشمسية و طاقة الرياح و الطاقة الحرارية الأرضية و الطاقة الحيوية و مجموعة متنوعة من أنظمة تخزين الطاقة الجديدة لتشجيع قادة الأعمال و الحكومات الأمريكية و الكندية على تحقيق تقدم في مجال الطاقة المتجددة و توفير الطاقة .
انعقاد ” COP 27 ” في مصر خلال العام الجاري
تستعد مصر لاستضافة القمة العالمية للمناخ Cop27 بمدينة شرم الشيخ في شهر نوفمبر من العام الحالي ، و التى يتم الإعداد الجيد لها من خلال لجنة عليا للتنيسق بين مختلف الوزارات و الجهات المشاركة في المؤتمر .
و مصر تعمل فعلياً من خلال الاستراتيجية الوطنية لمواجهة تغير المناخ و الحد من الانبعاثات 2050، على العديد من المبادرات المتميزة الداعمة لعملية خفض الانبعاثات في مجال الطاقة من خلال التوسع في استخدامات الغاز الطبيعي كوقود و استمرار دوره المهم كمصدر طاقة منخفض الانبعاثات خلال فترة التحوُّل الطاقي و كذلك مشروعات تحسين كفاءة الطاقة .