تمتلك مصر أفضل أنواع الرمال البيضاء فى العالم باحتياطي 20 مليار طن ،و تتمتع بجودة كبيرة بسبب نقائها الكبير؛ إذ تصل نسبة تركيز خام السيليكا فيها إلى نحو 98.8%، وتقل نسبة أكسيد الحديد غير المرغوب فيه عن حوالي 0.01% و توجد فى سيناء و منطقة الواحات بالصحراء الغربية و محافظة قنا ، و في ” وادي الدخل ” جنوب غرب الزعفرانة بالصحراء الشرقية و هي المادة الخام لعنصر السليكون عصب التطور التكنولوجي العالمي ، و هو الخام الرئيسي فى صناعة الخلايا الشمسية و الرقائق الالكترونية التي تعتبر عصب التكنولوجيا العالمية.
جدول المحتويات
تعريف الرمال البيضاء
الرمال البيضاء عبارة عن صخور رملية بيضاء نقية، تحتوي على نسبة عالية من عنصر السليكا SiO2 بنسبة تزيد عن أكثر من 99% وتتكون من حبيبات معدن الكوارتز بشكل رئيس، ويطلق مصطلح الرمال الزجاجية على رمال السليكا أو الكوارتز التي تتمتع بمواصفات فيزيائية وكيميائية تلائم صناعة الزجاج، فعلى سبيل المثال حجم حبيباتها يتراوح عادة ما بين 100 و500 ميكرون، أما نسبة أكاسيد الحديد (Fe2O3) فتقل عن حوالي 0.05%.
35 % من رمال السيليكا العالمية في مصر
يبلغ سمك الطبقة الرملية بالرمال المصرية حوالي 100 متر بدون غطاء صخري وهو ما يساعد علي خفض تكلفة الإنتاج وبالتالي سهولة استخراجها، وتتوفر كميات هائلة منها في :
- وادي الدخل جنوب غرب الزعفرانة بالصحراء الشرقية .
- وادي قنا.
- جبال يلق و المنشرح بشمال سيناء .
- منطقة أبو زنيمة، و هضبة الجنة بجنوب سيناء.
و تجدر الإشارة إلى أن سعر طن رمال السيليكا يعتمد على مكان تعدينها وجودتها، بالإضافة إلى حجم الطلب العالمي على المنتج .
أهمية الاستثمار في مجال السيليكا
يتوقع أن الاستثمار في الرمال البيضاء ( رمال السيليكا ) في مصر و التي تعتبر الخام الرئيسي في صناعة الخلايا الشمسية و الرقائق الإلكترونية التي تمثل قلب الطفرة التكنولوجية الهائلة الى :
- جذب الاستثمارات الخارجية، ويحفز الاستثمارات المحلية في مشروعات ذات قيمة مضافة تعتمد على تلك المادة لدعم الاقتصاد الوطني.
- فتح فرص عمل جديدة من خلال إنتاج السيليكون ذي الاستخدامات العديدة منها إنتاج الألياف الضوئية والرقائق الإلكترونية والتي أصبحت تدخل في الأجهزة والمعدات كافة.
- ازدهار صناعة الخلايا الشمسية التي تبرز أهميتها هذه الأيام مع تزايد الاتجاه إلى الاستفادة من الطاقة الشمسية كأحد أهم مصادر الطاقة البديلة.
- استخدام أبخرة السيليكا -وهي أحد النواتج الجانبية لصناعة السيليكون – في صناعة الإسمنت.
- الارتفاء بصناعة الكوارتز والمستلزمات البصرية مثل العدسات اللاصقة والاستخدامات الطبية وغيرها .
الجهود المصرية لاستغلال الرمال البيضاء
كانت مصر تقوم بتصدير الرمال البيضاء بهيئتها الخام بسعر حوالي 20 دولارًا فقط،حتى عام 2014 ثم يعاد بيعها بحوالي أكثر من 150 دولارًا، ويصنع منها زجاج يصل سعر الطن إلى نحو 1000دولار، ويصل سعر الرقائق الإلكترونية إلى نحو 100 ألف دولار بما يعادل أكثر من 5 آلاف ضعف المادة الخام و لكن تحركت مصر من خلال العديد من الخطوات، بدأت بوقف تصدير الرمال، وبحث كيفية استغلالها بوصفها ثروة قومية كما يلي :
- وقف تصدير الرمال البيصاء في عام 2016، وبحث كيفية استغلالها بوصفها ثروة قومية.
- إطلاق مبادرة “مصر تصنع الإلكترونيات”.
- افتتاح مصنع إنتاج ألواح الطاقة الشمسية بشركة بنها للصناعات الإلكترونية بطاقة إنتاجية حوالي 50 ميجا وات سنويًا (مستهدف الوصول إلى 100 ميجا وات سنويًا)، والذي يُهدف إلى تأمين الإمدادات بمكونات تصنيع ألواح الطاقة الشمسية والتي يمكن من خلالها إنشاء حقول الطاقة الكهربائية باستغلال الطاقة الشمسية، وهو ما يؤدي إلى خلق فرص عمل مع تحقيق تنمية مستدامة وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
- إعلان وزارة التعليم العالي بداية خطوات إنشاء الغرفة النظيفة بمعهد بحوث الإلكترونيات المصري والتي تُمثل نواة لتصنيع الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات وذلك على مساحة حوالي 3000 متر مربع وعلى 3 مراحل عن طريق تحالف مصري عالمي.
تكنولوجيا الصحراء
جدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي طرح منذ عدة سنوات مشروعا ضخماً للطاقة النظيفة و المتجددة أطلق عليه اسم ” تكنولوجيا الصحراء “، حيث سيتم استغلال رمال صحراء شمال إفريقيا، و معدل الإشعاع الشمسي في صحاريها الذي هو الأعلى في العالم، لإنتاج مئات الميجاوات من الكهرباء باستخدام الخلايا الشمسية ، ليتم تغذية أوروبا و منازلها و مصانعها بالطاقة النظيفة ، بعد نفاد البترول المتوقع بحلول عام 2050.
و يمكن للصحراء المصرية إنتاج 2,8 مليون وات كهرباء لكل متر مربع و فقا لمعدل السطوع الشمسي بها، و هو ما يعني أن تركيز مصر على صناعات الطاقة النظيفة المستدامة يمكن أن يجعل مصر أحد أهم موردي الطاقة للعالم خلال القرن الحادي و العشرين.
20 مليار طن احتياطي مصر من الرمال البيضاء
يبلغ احتياطي مصر من الرمال البيضاء نحو 20 مليار طن ، موزعة على صحاري مصر المتنوعة من شمال سيناء إلى جنوبها ، و صحراء مصر الشرقية و الغربية على النحو التالي :
- شمال سيناء بها احتياطي من الرمال البيضاء يبلغ 120 مليون طن، يمتلك الموقع الأكبر منها بمنطقة الحسنة أكثر من 40 مليون طن.
- يتركز الخام في جنوب سيناء في منطقتي وادي الجنة و أبو زنيمة و التي يعد الخام بها الأجود في مصر و العالم، بإجمالي احتياطيات مؤكدة يصل إلى 268 مليون طن، و احتياطي جيولوجي أكثر من مليار طن.
- منطقة وادي الدخل جنوب غرب مدينة الزعفران بجبل الجلالة، و يبلغ احتياطي الخام بها 27 مليون طن، و يبلغ سمك طبقة الرمال بها 100 متر بدون غطاء صخري.
- منطقة وادي قنا باحتياطيات تصل إلى 260 مليون طن، مصحوبة بأكثر من 40 مليون طن من خام الكاولين (الصلصال) الثمين فى صناعة الخزف و العوازل الكهربية.
مقترحات هامة لتحقيق الاستفادة القصوى من الرمال البيضاء
قطعت الدولة المصرية شوطًا كبيرًا في سعيها نحو توطين واستغلال الرمال البيضاء، وأخذت العديد من الخطوات الجادة والتي تهدف إلى إدارة هذا الملف بصورة شاملة لتحقيق التنمية المستدامة وتلبية احتياجات السوق المحلية من تلك الصناعة الاستراتيجية. ولكن لا تزال هناك العديد من التحديات والعقبات، ومن هنا يمكن إيضاح بعض المقترحات التي من الممكن أن تُسهم في تذليل تلك العقبات ومنها:
- ضرورة زيادة وربط البحث العلمي بالقطاعات التي تعتمد فيها السوق المصرية على الاستيراد والتي تعاني من فجوة كبيرة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك.
- ضرورة عقد شراكات مع الدول الكبرى المنتجة في الصناعات الاستراتيجية المعتمدة على الرمال البيضاء والاستفادة من تلك التجارب.
- تقليص مخاطر الاستثمارات بهدف تحفيز استيعاب السوق ودعم البنية التحتية في تلك الصناعات.
- ضرورة اعتبار الصناعات المعتمدة على الرمال البيضاء بمثابة مشروعات استراتيجية وليس تجارية فقط، لأن لدى العالم صناعات كبيرة تعتمد بشكل رئيس على تلك المادة بشكل أساسي، وفي حالة عدم توفرها فإن تلك الدول مهددة بالتوقف عن الإنتاج.
- تأهيل الكوادر البشرية على تلك الصناعات بالإضافة إلى نقل واستقطاب الخبرات العالمية في تلك الصناعات.
- انخفاض عناصر البنية التحتية للجاهزية التكنولوجية والتي عانت منها الدولة المصرية قبل عام 2014، يتطلب استقطاب شركات عالمية كبرى، وإبرام شراكات معها، مع ضرورة تدشين تعاون مشترك مع الدول المصنعة في هذا المجال كالصين وكوريا الجنوبية وتايوان.
صناعة الرقائق الإلكترونية
صناعة الرقائق الإلكترونية تقوم على محورين وهما التصميم والتصنيع، ولذلك هناك فرصة حقيقية للتوجه نحو تلك الصناعة بشكل تدريجي، حيث يمكن للدولة المصرية الدخول في مجال التصميم في البداية، فتكلفة تصميم الرقائق الإلكترونية في العالم تصل إلى نحو 500 مليار دولار سنويًا وهو ما يُشكل رقمًا ضخمًا يجب الحصول على حصة مناسبة منه،بهدف توطين جزئي لتلك الصناعة الاستراتيجية ونقل تكنولوجيات تصنيعها بالإضافة إلى امتلاك موارد ومواد تصنيع تلك الرقائق.
الرمال البيضاء نفط العالم الرقمي
تعد الرمال البيضاء نفط العالم الرقمي وذلك لأنها تُعد المادة الخام في صناعة الخلايا الشمسية، والرقائق الإلكترونية، والتي تدخل بدورها في مختلف التقنيات الحديثة،وتُمثل الرمال البيضاء ثروة ومشروعًا قوميًا يضاف إلى سجل المشروعات التي كانت غير مُستغلة لسنوات عديدة والتي بإمكانها نقل مصر إلى مصاف الدول الصناعية والاقتصادية الكبرى، إذ تسهم تلك الثروة الهائلة في دفع عجلة الاقتصاد المصري، فالعالم يسارع الخطى نحو التكنولوجيا والطاقة ومصادر الحصول عليها وتنويعها المركز المصري للفكر و الدراسات
دراسات شاملة عن الرمال البيضاء بأنواعها السيليسية و الكاولينية
إنتهت الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية من عمل دراسات شاملة عن الرمال البيضاء بأنواعها السيليسية و الكاولينية وتقييم تواجداتها بجميع انحاء جمهورية مصر العربية و لتعظيم القيمة المضافة للخام.
شملت الدراسة اعمال فنية حقلية ومعملية لعدة مواقع منها مناطق بمحافظة قنا ووشملت الدراسة شرق وغرب وسط سيناء مع تواجدات الرمال السيليسيه شمال الصحراء الشرقيه في وادي الدخل ودير الانبا بولا ووادي الضحل ، وتضمنت دراسة عدة قطاعات جيولوجية كما قامت الهيئة بأجراء كافة التحاليل الكيميائية والبتروجرافية و النصف صناعية، بإستخدام أحدث التقنيات الصناعية والمعملية وذلك لتقييم الخام و تصميم وحدات لفصل وتنقية وتركيز وإنتاج الخام لتحقيق الإستفاده المثلى الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية
وخلال الدراسة تم رصد ملايين الاطنان من الرمال السيليسية تصل نسبة نقاؤه 99.95 % ورمال كاولينية تصل فيها نسبة الكاولين الى 14% والالوم
ينا 38.5 % وهى نسبة مرتفعه طبقا للمقاييس العالمية .
فيديو أهمية استغلال الرمال البضاء
اقرأ أيضا
صناعة التعدين في مصر.. المناطق و الخامات و التحديات.. ملف شامل
تحديات صناعة التعدين في مصر.. ملف شامل
خامات التعدين في مصر .. احتياطيات مؤكدة تقدر بـ 635 مليون طن