تطور صناعة البتروكيماويات في مصر

شهدت مصر تطور صناعة البتروكيماويات من خلال اعداد مخطط للاستثمار في صناعات ذات مردود اقتصادي وتنموي كبير وبدء العمل على المشروعات الخضراء فتشمل المشروعات الجديدة التي من المقرر إقامتها منها تم البدء فى دراسة إقامة عدد من المشروعات الصديقة للبيئة و تم بالتوازى مع المشروعات الجديدة تنفيذ مشروعات مهمة للإحلال والتطوير والتجديد في مشروعات البتروكيماويات القائمة وفى مقدمتها مشروعات تطوير وتجديد مصانع شركة البتروكيماويات المصرية بالأسكندرية حيث تم الانتهاء من مشروع إحلال وتجديد مصنع انتاج مادة VCM لزيادة الطاقة 125% حيث أدى الى رفع الطاقة التصميمية للمصنع إلى 125% وذلك لإنتاج 125 ألف طن سنوياً من مادة ـ VCM، باستثمارات حوالى 900 مليون جنيه من خلال المشروعات المستهدف اقامتها وتشمل :

مشروعات البتروكيماويات الجديدة بمدينة العلمين تستهدف إنشاء قاعدة صناعية جديدة لصناعات البتروكيماويات، منها إقامة مجمع العلمين للبتروكيماويات ومجمع إنتاج السيليكون و مجمع لإنتاج الصودا آش ومشتقاته و تحفيز إقامة صناعات تكميلية صغيرة و متوسطة لإنتاج منتجات نهائية يتم تسويقها محليًا و عالميًا .

كما يتم العمل على إيجاد فرص جديدة للاستثمار وتعظيم استغلال البنية التحتية من موانئ وطرق ومرافق وإيجاد فرص عمل مباشرة و غير مباشرة بما يسهم في دعم وزيادة العائد الاقتصادي لتنعكس إيجابيًا على منطقة العلمين الجديدة باعتبارها ظهير صناعي واعد بهدف إقامة العديد من الصناعات الرئيسية و التكميلية وتحقق التنمية المستدامة التي تستهدفها الدولة بالمنطقة ويهدف مشروع مجمع العلمين للبتروكيماويات لتعظيم القيمة المضافة من الموارد الطبيعية المتاحة بمصر عن طريق إنتاج منتجات عالية القيمة لأول مرة في مصر وأفريقيا بدلًا من استيرادها من الخارج  و ستتم إقامة المشروعات الجديدة على مساحة 1600 فدان ويقدر حجم استثمارات المجمع بنحو 10.5 مليار دولار تستهدف إنتاج 6 ملايين طن سنويًا من المنتجات البتروكيماوية والكيماوية المتخصصة وغير التقليدية و التي لا يتم إنتاجها محليًا

مشروع مجمع انتاج السيليكون بمدينة العلمين الجديدة والذي يعد أحد أهم المشروعات القومية والاستراتيجية لقطاع البترول والثروة المعدنية فى إطار رؤيته لتحقيق الاستفادة الاقتصادية المثلى من الثروات الطبيعية والتعدينية، وفيما يلى أهم المعلومات المتعلقة بالمشروع  و يعد المشروع نموذجا للشراكة بين الدولة والقطاع الخاص في إقامة صناعات جديدة لإستغلال الثروات التعدينية بإستثمارات وطنية، وذلك بديلا عن تصدير تلك الثروات فى صورتها الخام بما يعزز من القيمة المضافة والعائد من هذه الثروات علي الاقتصاد المصري.

3- مجمع لإنتاج كربونات الصوديوم ( الصودا اش) 

4- مشروع شمال ابو قير للمغذيات الزراعية

يأتى مشروع شمال أبو قير للمغذيات الزراعية والذى يعد واحداً من مشروعات القيمة المضافة للثروات الطبيعية، فى ظل توسع الطلب المحلى والعالمى على منتجاته من سماد نترات الأمونيوم والعمل على زيادة الرقعة الزراعية باستخدام التقنيات الحديثة والمغذيات الزراعية عالية الجودة وتماشياً مع توجهات نحو زيادة الرقعة الزراعية واستصلاح الأراضي الصحراوية تم تأسيس شركة شمال أبو قير للمغذيات الزراعية و تم وضع حجر الأساس لشركة شمال أبوقير للمغذيات الزراعية (مشروع إنتاج سماد نترات الأمونيوم)، حيث شهدت المهندس طارق الملا  رئاسة  اجتماع الجمعية التأسيسية لشركة شمال أبوقير للمغذيات الزراعية والتى تقام على قطعة الأرض المملوكة للهيئة المصرية العامة للبترول والملاصقة لشركة أبوقير للأسمدة، وذلك بحضور ممثلى المساهمين فى الشركة الجديدة.ويضم هيكل المساهمين فى الشركة الجديدة شركة شمال  أبوقير للأسمدة والصناعات الكيماوية بنسبة 45% والهيئة المصرية العامة للبترول بنسبة 45%  والشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات بنسبة 10%.

6- مشروع إنتاج الأمونيا الخضراء

يستهدف قطاع البترول و البتروكيماويات عدد من المشروعات للطاقة الخضراء الصديقة للبيئة والتي تساهم في خفض الانبعاثات وإزالة الكربون كما تسهم فى تنفيذ أهداف استراتيجيات قطاع البترول للتنمية المستدامة وخفض الانبعاثات، بالإضافة إلى إمكانية التصدير للدول الأوروبية والآسيوية مما يضع مصر ضمن الدول الرائدة فى تصنيع المنتجات الكيماوية الخضراء والمصدرة لها وفيما يلى أهم المعلومات مشروع إنتاج الأمونيا الخضراء، يهدف المشروع إلى إنتاج 150 ألف طن سنويًا من الأمونيا الخضراء كوقود نظيف. وذلك من خلال انتاج 26 ألف طن سنوياً من الهيدروجين الأخضر وتحويلها إلى أمونيا خضراء بمصنع شركة موبكو بدمياط. وقد تم توقيع اتفاق تنفيذ المشروع مع شركة سكاتك النرويجية خلال فعاليات مؤتمر المناخCop28. هذا وتجدر الإشارة إلى أنه تم فى أغسطس2023 تأسيس شركة دمياط لإنتاج الأمونيا الخضراء بالمنطقة الحرة العامة بدمياط لتنفيذ المشروع، كأول شركة تؤسس إلكترونياً في مصر، وذلك ضمن المرحلة الأولى لخدمة تأسيس الشركات بشكل متكامل عبر البوابة الالكترونية للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة.

تستهدف الشركة القابضة للبتروكيماويات، ضمن رؤيتها لإنتاج البتروكيماويات الخضراء للحفاظ على البيئة، ومـواكـبـة منها للتوجه العالمى لـتـقـلـيـل الـتـأثـير الـضـار الناتج عن طرق التخلص مـن مـنـتـجـات البلاستيـك وغيرها من المخـلـفـات، عدد من المشروعات ،حيث يجرى حـالـيـا دراسة مشروع إنتاج البلاستيك القابل للتحلل بطاقة إنتاجية 75 ألف طن سنويا ويعتمد تصنيعـه عـلـى مـصـادر حـيـويـة مثل الجلوكوز والـسـكـر الخام  وتبلغ التكلفة الاستثمارية للمشروع 600 مليون دولار ومن المقترح تنفيذه بشركة سيدبك، وبـدء التشغيـل عـام ٢٠٢٦. وكذلك هناك مشروع تحـويـل مخلفات البلاستيك إلـى زيت لاستخـدامـه كـمـادة خـام لـتـصـنـيـع الـبـولـي إيثيلين بشركة سيدبك. ويـهـدف إلى إنتاج الـوقـود مـن مخلفات البلاستيك بطاقة إنتاجية 30 ألف طن سنويا بطريقة التحلل الحراري والتكسير الهيدروجـيـنـي وهـو أحـدث نهج متبع لإعادة تدوير البلاستيك ومن المخطط بدء الإنتاج بنهاية عام 2025.

يستهدف مشروع إنتاج الإيثانول الحيوى فى الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بكمية تقدر بحوالى 300 ألف طن سنوياً و يهدف مشروع إنتاج الإيثانول الحيوى إلى استخدام مادة المولاس المنتجة بشركات السكر المصرية. لإنتاج 100 ألف طن سنوياً من الإيثانول الحيوى.يقع المشروع على جزء من أرض الشركة القابضة بميناء دمياط. تبلغ التكلفة الاستثمارية التقديرية للمشروع 120 مليون دولار. و لديها فرصة متميزة لتصبح أول دولة فى الشرق الأوسط وأفريقيا تنتج وقود SAF لما تتمتع به من مهارات متميزة فى ظل برامج التدريب المكثفة التى ينفذها قطاع البترول ضمن مشروع تطوير وتحديث القطاع ما يؤهل الكوادر البشرية للتعامل مع التكنولوجيات الحديثة.

و اتخذ قطاع البترول مبادرات وقطع خطوات تنفيذية خلال الفترة الأخيرة لدخول مجال إنتاج وقود الطيران المستدام SAF لأول مرة وبدأ إعداد الدراسات الخاصة بأول مشروع لإنتاجه اعتماداً على زيت الطعام المستعمل كمادة تغذية وقام بوضع تصور واستراتيجية مقترحة لتنفيذه من خلال الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات مع الاستعانة بمؤسسات دولية لإعداد الدراسات وإنجاز المراحل الأولية الخاصة بالإعداد للمشروع وتدبير التمويل.

11- مجمع البحر الأحمر للبتروكيماويات بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس

تم تنفيذ مشروع مجمع البحر الأحمر للبتروكيماويات أحد المشروعات الضخمة بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، يهدف إلى التحول من إنتاج المواد البتروكيماوية التقليدية إلى إنتاج مواد بتروكيماوية متخصصة لتلبية احتياجات السوق المحلي وتصدير الفائض و يقام مشروع مجمع السخنة للبتروكيماويات على مساحة 3,56 مليون متر مربع ضمن الحيز الجغرافي لشركة التنمية الرئيسية أحد أهم مطوري المنطقة الاقتصادية بالقطاع الجنوبي بالعين السخنة بتكلفة استثمارية 7,5 مليار دولار أمريكي و يعد الغرض من هذا المُجمع الصناعي تحقيق قيمة مضافة مرتفعة في هذه الصناعة و سد احتياجات السوق المحلية من منتجات المشروع و تقليل حجم واردات الدولة من تلك المنتجات بالإضافة إلى خلق فرص تصديرية للمواد المنتجة و توطين هذه الصناعة. هذا المشروع الطموح يُعد واحداً من أركان استراتيجية وزارة البترول و الثروة المعدنية في تطوير صناعة التكرير و البتروكيماويات في مصر و أنه الأول و الأكبر من نوعه في إفريقيا و الشرق الأوسط.

البتروكيماويات المحرك الرئيسي للطلب على النفط

وفقًا لتقرير وكالة الطاقة الدولية (IEA)، يتوقع أن تتطور صناعة البتروكيماويات  و تكون محركًا رئيسيًا للطلب على النفط في المستقبل. وتشير التوقعات إلى أنها ستسهم بأكثر من ثلث النمو في الطلب على النفط بحلول عام 2030، وتقريبًا نصف النمو بحلول عام 2050. وتعمل البتروكيماويات أيضًا كحلقة وصل مهمة بين صناعة النفط والغاز وعمليات التوزيع والتصنيع والصناعات اللوجستية. ويتوقع الاستخدام المتزايد للمواد الأولية المشتقة من النفط في صناعة البتروكيماويات، حيث ستسهم بأكبر حصة في نمو الطلب على النفط خلال الفترة من عام 2022 إلى 2028. ومن المتوقع أن تشكل المواد الأولية الكيميائية حوالي 40٪ من إجمالي نمو الطلب على النفط في هذه الفترة. وهذا يشكل تحديًا كبيرًا للانتقال إلى مستقبل أخضر، حيث يُعتبر إنتاج واستخدام البتروكيماويات مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتلوث البيئة.

الخريطة الاستثمارية لقطاع البتروكيماويات

الخريطة الاستثمارية لمشروعات البتروكيماويات روعى فيها أن تضيف حلقات جديدة ومنتجات خضراء وصديقة للبيئة تزيد من إجمالى الإنتاج ،وتوفر الحلقات والمواد الإنتاجية الجديدة جانباً مما يتم استيراده من الخارج  التى تدعم أهداف تطوير صناعة البتروكيماويات الحيوية فى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز النمو الاقتصادى ، و أن تلك المشروعات واكبها تطوير مصانع البتروكيماويات القائمة وعلى رأسها عمليات التطوير وزيادة الطاقات الإنتاجية لشركة البتروكيماويات المصرية (إحدى قلاع القطاع العام البترولى ) من 80 ألف طن إلى 125 ألف طن سنوياً من مادة البولى فينيل كلوريد التى تخدم العديد من الصناعات الهامة بالسوق المصرية وشمل تطوير المصانع القائمة أيضا شركة إيلاب التى زادت إنتاجها من 100 إلى 135 ألف طن سنوياً من مادة الألكيل بنزين الخطى.

الخطة القومية لتطوير قطاع البتروكيماويات

قامت وزارة البترول والثروة المعدنية بوضع خطة قومية لتطوير صناعة البتروكيماويات في مصر حتى عام 2040 وذلك وفقاً لمتطلبات السوق واحتياجاته من المنتجات البتروكيماوية وتصدير الفائض ودعم توجه الدولة نحو بناء كيانات اقتصادية جديدة تزيد من المساهمة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة للدولة المصرية  فقد تم السير فى إجراءات تنفيذ عدد من المشروعات ، وقد روعى كذلك فى الخطة المحدثة التنوع الجغرافى فى إقامة المشروعات وتحقيق أقصى استفادة من الإمكانيات والتقنيات الحديثة والتقدم العلمى والعملى لصناعة البتروكيماويات عالمياً و شهدت السنوات الأخيرة زخماً كبيراً في صناعة البتروكيماويات وفتح افاق جديدة لمشروعات جديدة تضيف الى القدرات الحالية لمصر فى هذه الصناعة في اطار رؤية وزارة البترول والثروة المعدنية لتنميتها .

مراجع المقال الصفحة الرسمية :

رئاسة مجلس الوزراء 

وزارة البترول والثروة المعدنية

الهيئة العامة للاستعلامات