أكَّد المهندس طارق المُلا وزير البترول و الثروة المعدنية على أهمية تواصل الحوار و دعم التعاون المشترك بين الدول التعدينية للإصلاح و الانطلاق بـ قطاع التعدين ليتبوأ المكانة اللائقة به و يُسهم في بناء الاقتصاديات.
جاء ذلك خلال كلمة وزير البترول و الثروة المعدنية في الجلسة الرئيسية ” دور الحكومات في تعظيم مُساهمة قطاع التعدين ” بمؤتمر التعدين الدولي بالسعودية.
و أشار الوزير إلى أن مصر تعمل على تطوير عدد من المدن التعدينية من خلال رؤية واضحة تتزامن مع ما تقوم به الدولة المصرية حالياً من تطوير للبنية الأساسية والذي يُعد أحد المحاور الهامة في استراتيجية تطوير قطاع التعدين التي تُنفذها وزارة البترول و الثروة المعدنية لتعظيم القيمة المضافة للعديد من الخامات التعدينية ذات القيمة الاقتصادية ، فضلاً عن وجود التسهيلات الإنتاجية و الخبرات المتميزة في هذا المجال ، و امتلاك مصر لمناطق واعدة بالغة الأهمية في منطقة الصحراء الشرقية.
و أوضح ” المُلا ” أنه من المخطط إقامة بعض المدن الصناعية في الصحراء الشرقية و سيناء تعمل على تحقيق القيمة المضافة لهذه المعادن ، و تنفيذ عدد من مُجمَّعات صناعة الأسمدة الفوسفاتية لتعظيم العائد الاقتصادي من خام الفوسفات ، وذلك بالإضافة إلى تطوير المراكز التدريبية المُخصصة لزيادة مهارات الكوادر البشرية للجيولوجيين و العاملين أيضاً ، و تدريبهم تدريباً احترافياً و مهنياً لصقل خبراتهم ليصبحوا قيمة مضافة للمجتمع.
كما لفت إلى ما أشار إليه في وقت سابق ، حول الدرع النوبي العربي في المملكة العربية السعودية و مصر و السودان على ساحل البحر الأحمر من وفرة الكثير و الكثير من المعادن التي لم تُكتشف و لم تُستغل والتي سيكون لها آفاق جيدة و إمكانات ضخمة.
و أوضح أنه بالنسبة لمصر فإنه كما هو معروف تاريخياً كان المصريون القدماء يستخدمون الذهب و المعادن منذ آلاف السنوات و رأينا ذلك في المومياوات وفي أشكال التزيين و الحُلي التي كانوا يرتدونها ، ولم يتم استكشاف و استغلال الإمكانات التي نمتلكها و يزخر بها قطاع التعدين ، ولكن قمنا مؤخراً بالتواصل مع الشركات الاستشارية الدولية للتعرف على المشكلة و الخلل من خلال إعادة دراسة النتائج الخاصة بهذه الدراسة و اكتشفنا أن التشريعات ليست جذابة وأن النظام المالي ليس جيداً و بيئة العمل ليست مناسبة للاستثمار في هذا القطاع.
بينما على النقيض تماماً في البترول و الغاز نستقطب عدداً كبيراً من المستثمرين و الشركات الاستثمارية الدولية ، فقطاع التعدين يمثل نسبة ضئيلة حالياً من إجمالي الناتج المحلي ولذلك أصبح أولوية لنا الآن العمل على زيادة نسبة مساهمته إلى 5% خلال العقدين القادمين ، و بدأنا على الفور بتغيير التشريعات و الأنظمة و القوانين و اللوائح التنفيذية لتصبح اكثر مرونة و تتوافق مع الممارسات الدولية في هذا القطاع ، بالإضافة إلى تسهيل الحصول على التراخيص و طرحنا أوَّل مُزايدة عالمية و حصلنا على 11 فائزاً لهذة العروض و الامتيازات وتم منحهم حق البحث والاستكشاف ، ولاشك أنه نجاح كبير في وقت جائحة كورونا أن تجتذب هذة الشركات الراغبة في الاستثمارات ، ويتم توقيع العقود و تسليم المناطق لبدء عمليات الاستكشاف.
أدار الجلسة ويندى تيريل المدير التنفيذي لمعهد تنمية الشركاء ، و شارك فيها بندر الخُريف وزير الصناعة و الثروة المعدنية بالمملكة العربية السعودية ، و أولمليكان اديجبايت وزير تطوير المناجم و الحديد الصلب بدولة نيجيريا ، و ليلة بن علي وزيرة الانتقال الطاقي و التنمية المُستدامة بدولة المغرب ، و كوتمانوفا دينارا وزير الموارد المعدنية و البيئة و المراقبة الفنية بجمهورية قيرغيزستان.
مُباحثات تعدينية مصرية سعودية
عقد المهندس طارق المُلا وزير البترول والثروة المعدنية والمهندس بندر الخُريف جلسة مباحثات على هامش مؤتمر التعدين الدولي ، تناولا فيها عدداً من الموضوعات التعدينية ذات الاهتمام المشترك ، ومنها الدرع النوبي القاسم المشترك بين مصر و المملكة و السودان الشقيق على امتداد ساحل البحر الأحمر.
و أكد الوزيران على تكثيف التعاون المشترك فيما يخص صناعة التعدين في ظل ما تتمتع به من ثروات وما يمكن أن يتحقق لها من قيمة مضافة تمكنها أن تدعم الاقتصاد و الصناعة والسوق و فرص التشغيل و جذب الاستثمارات في البلدين.
و أثنى الخريف على المشاركة المصرية في المؤتمر الذي شهد إقبالاً واضحاً و تجرى خلاله مناقشات ثرية ، و أكد الوزيران على أهمية البناء عليها لتحقيق ما تصبوا إليه الدولتان من زيادة عائد تلك الصناعة الحيوية ، كما أكد حرصهما على تعزيز جهود التعاون المشترك في صناعة التعدين.
و عقب المباحثات زار المهندس طارق المُلا يصاحبه الوزير السعودي الجناح المصرى بالمعرض المُصاحب للمؤتمر والذي يعرض الاستراتيجية المصرية لتطوير قطاع التعدين المصري وما يمتلكه من إمكانيات و ثروات وما حققته من جذب ناجح للاستثمار من خلال المزايدة العالمية التي تم إعلان نتائج المرحلة الأولى منها والتي أسفرت عن فوز 11 شركة منها شركات عالمية تدخل السوق المصري لأول مرة.
• مصدر الخبر : الصفحة الرسمية لوزارة البترول و الثروة المعدنية