السيليكون هو عنصر كيميائي رمزه Si و عدده الذرّي 14 ، يقع ضمن عناصر الدورة الثالثة و في المرتبة الثانية في المجموعة الرابعة عشرة ( المجموعة الرابعة وفق ترقيم المجموعات الرئيسية ) في الجدول الدوري ، و يُصنَّف على أنه من أشباه الفلزّات، و يوجد في الشروط القياسية على شكل صلب بلّوري هشّ ذي بريق معدني رمادي مزرق ، و هو رباعي التكافؤ ، ضعيف النشاط الكيميائي نسبياً، لكنّه يمتاز بألفته الكيميائية الكبيرة تجاه الأكسجين.
و يأتي في المرتبة الثامنة وفقاً لترتيب وفرة العناصر الكيميائية في الكون على أساس الكتلة؛ و لكنّه نادراً ما يوجد في الأرض بشكله النقيّ الحرّ، إذ يوجد في الطبيعة بشكلٍ سائدٍ على شكل ثنائي أكسيد السيليكون ، و هو المكوّن الرئيسي للرمل ، كما تنتشر السيليكات بشكلٍ كبيرٍ أيضاً في العديد من المعادن في القشرة الأرضية ، و تتألّف قرابة 90% من القشرة الأرضية من معادن السيليكات ، ممّا يجعله ثاني أكثر العناصر الكيميائية وفرةً في القشرة الأرضية ( قرابة 28% بالنسبة إلى الكتلة ) بعد الأكسجين.
و يُستخدَم تجارياً على شكل سيليكات دون الحاجة إلى عزله بشكله الحرّ، و تتضمّن الأمثلة على هذه الاستخدامات دخوله على شكل رمل أو صلصال أو صخر في مجال الإنشاءات البنائية ، كما تُستخدَم السيليكات في الأسمنت البورتلاندي من أجل الملاط و الزخارف الجصّية؛ كما تُمزَج مع الرمل و الحصى لتحضير الخرسانة؛ و تدخل أيضاً في تركيب الخزف و البورسلان؛ و كذلك في تركيب أنواع مختلفة من الزجاج، مثل زجاج الصودا و الجير ، و هناك المزيد من مركّباته الأخرى، و التي تُستخدَم في تصنيع المواد الساحجة و المواد السيراميكية عالية المتانة، بالإضافة إلى ذلك فإنّه أساس البوليميرات و اسعة الانتشار التي تدعى بالسيليكونات.
لعنصر السليكون تأثير كبير على اقتصاد العالم الحديث منذ أواخر القرن العشرين إلى أوائل القرن الحادي و العشرين، ممّا أدّى إلى وصف تلك الفترة باسم « العصر السيليكوني » (و هو مرادف لمُسمّيَات أخرى أكثر انتشاراً مثل عصر المعلومات) ، إذ أنّه مرتفع النقاوة أساسي في صناعة أشباه الموصلات و الترانزستورات و شرائح الدارات المتكاملة؛ و التي هي المكوّنات الأساسية في صناعة الأجهزة الإلكترونية مثل الحواسيب و الهواتف المحمولة و أيضاً يستخدم في تطبيقات في مجال تنقية الفولاذ و في صبّ الألومنيوم، كما يُستخدَم لتحضير الكيماويات النقيّة الدقيقة .
جدير بالذكر أن رئيس الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات قد أكد أنه جاري حالياً اتخاذ الخطوات التنفيذية لإنشاء مجمع السيليكون المعدني و مشتقاته ، بتكلفة استثمارية 700 مليون دولار ، مشيراً إلى أهمية المشروع الذي سيقام بالمنطقة الصناعية بالعلمين الجديدة في سد الفجوة الاستيرادية من المادة ، مما يدعم استراتيجية للاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية و تعظيم قيمتها المضافة حيث تتعدد استخدامات البولي سيليكون في تصنيع الخلايا الشمسية و الشرائح الإلكترونية ، و تحقق قيمة مضافة عالية جداً من إنتاجها و بيعها تزيد عن 20 ضعفاً مقارنةً بالمادة الخام.