
استمرارًا للجهود المتواصلة التي تبذلها وزارة البترول والثروة المعدنية للنهوض بقطاع التعدين وتعزيز الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي، وفي إطار محاور العمل الرئيسية للوزارة، والتي يأتي على رأسها تعزيز التعاون الإقليمي والتكامل الاقتصادي، ولا سيما مع دول القارة الأفريقية، بهدف تعظيم القيمة المضافة من الموارد الطبيعية والثروات التعدينية واستغلال كافة الطاقات التي تزخر بها القارة، وذلك في ضوء الأهداف المشتركة ووحدة المصالح.
وسط ترحيب واهتمام شديدين بالمشاركة المصرية من قِبل وزراء التعدين ورؤساء شركات التعدين العالمية الحاضرين بمؤتمر “إندابا للتعدين”، المُنعقد بمدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا خلال الفترة من 3 إلى 6 فبراير 2025، والذي يُعد أكبر مؤتمر شامل للتعدين في أفريقيا، شارك المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، كمتحدث رئيسي في الجلسة الوزارية الرئيسية التي عُقدت تحت عنوان “تشكيل جبهة تعدين أفريقية موحدة: التعاون من أجل التنمية المستدامة”، وذلك بمشاركة نخبة من وزراء وقادة صناعة التعدين بالقارة الأفريقية.
وضمت الجلسة الوزارية كلًا من جويدي مانتاشي، وزير الثروة المعدنية والبترولية بجمهورية جنوب أفريقيا، وكيزيتو باكابومبا كابينجا مولومي، وزير المناجم بجمهورية الكونغو الديمقراطية، وبول كابوسوي، وزير المناجم وتنمية المعادن بجمهورية زامبيا. وأدارت الجلسة الدكتورة ماريت كيتاو، مدير المركز الأفريقي لتنمية المعادن.
وزير البترول يستعرض جهود تطوير قطاع التعدين في مصر
وخلال حديثه، استعرض المهندس كريم بدوي جهود تطوير قطاع التعدين في مصر، والمحاور الأساسية لاستراتيجية عمل الوزارة في هذا الشأن، والتي تشمل إحداث نقلة نوعية في قطاع الثروة المعدنية، بهدف زيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي من 1% حاليًا إلى ما يتراوح بين 5-6%، بالإضافة إلى جهود القطاع لتحويل الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية.
كما تطرّق وزير البترول والثروة المعدنية إلى محور تعزيز ثقافة السلامة والصحة المهنية والاستدامة البيئية وترشيد الطاقة بمختلف مراحل سلسلة القيمة لقطاع التعدين، مشيرًا إلى أن قطاع التعدين في مصر بدأ يجني ثمار التحديث، ويسعى لمواصلة البناء على ما تحقق.
فرص واعدة وإمكانات هائلة بقطاع التعدين المصري
وفي هذا السياق، أشار المهندس كريم بدوي إلى الفرص الواعدة والإمكانات الهائلة التي يزخر بها قطاع التعدين في مصر، والتي يدعمها برنامج الحكومة المصرية الجديد، الهادف إلى جذب المزيد من الاستثمارات وتعزيز جاذبية القطاع في إطار رؤية مصر 2030، لوضع البلاد على خريطة الاستثمار التعديني العالمية.
وأكد اهتمام قطاع التعدين المصري ببناء شراكات مستدامة مع مختلف الشركاء المعنيين بصناعة التعدين، لافتًا إلى الإعلان مؤخرًا عن الانتهاء من نموذج اتفاقية استغلال المعادن المعدّلة حديثًا، والتي تعكس الجهود المبذولة لتحسين مناخ الاستثمار، وتؤسس لإطار قوي يحقق المنفعة المتبادلة لجميع الأطراف، بما يتماشى مع استراتيجية تحديث قطاع التعدين في مصر.
كما أوضح الوزير أنه يجري العمل على وضع استراتيجية للقيمة المضافة والصناعات التعدينية، إلى جانب استراتيجية أخرى لمعالجة الآثار البيئية والاجتماعية لقطاع التعدين.
محاور استراتيجية تعظيم الاستفادة من المعادن
وتناول خلال حديثه محاور استراتيجية تعظيم الاستفادة من المعادن الحرجة في دعم جهود التحول الطاقي، مشيرًا إلى أن الطلب العالمي على هذه المعادن شهد زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة، نتيجة تزايد الاعتماد على تقنيات الطاقة النظيفة.
وأوضح وزير البترول والثروة المعدنية أن إنتاج هذه المعادن يواجه عددًا من التحديات البيئية والاجتماعية، مؤكدًا أن قطاع التعدين المصري يعمل على تعزيز التعاون مع مختلف الأطراف الفاعلة في الصناعة، لتطوير استراتيجيات تُسهم في تعزيز التوريد المسؤول والإنتاج المستدام للمعادن الحرجة.
كما استعرض المهندس كريم بدوي مبادرات تشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة في مختلف مراحل الأنشطة التعدينية، وتحسين كفاءة العمليات بقطاع التعدين المصري من خلال استخدام أحدث التقنيات الرقمية والمعدات الأكثر كفاءة، بما يُسهم في تقليل الانبعاثات.
إطلاق بوابة التعدين المصرية
وأشار وزير البترول والثروة المعدنية إلى أن قطاع التعدين المصري بصدد إطلاق “بوابة التعدين المصرية”، على غرار “بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج” (EUG)، بهدف توفير بيانات جيولوجية تفصيلية ومعلومات شاملة للمستثمرين، وتعزيز الشفافية وسهولة التواصل بين الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية والمستثمرين.
وفي ختام حديثه، أكد المهندس كريم بدوي على أهمية التعاون والتكامل بين مختلف دول القارة الأفريقية، لتعظيم الاستفادة من الثروات المعدنية التي تزخر بها القارة، عبر تعزيز القيمة المضافة لهذه الثروات، بما يعود بالنفع على شعوب أفريقيا.

• مصدر الخبر: الصفحة الرسمية لوزارة البترول و الثروة المعدنية