استدامة

8 نقاط تسلط الضوء على دور الهيدروجين الأزرق في مرحلة الانتقال الطاقي

استخدام 40% من الغاز الطبيعي لإنتاج الهيدروجين بحلول عام 2050

يُعدّ الهيدروجين الأزرق خيارًا عمليًا وواعدًا للطاقة النظيفة و هناك 8 نقاط رئيسية توضح دور الهيدروجين الأزرق في مرحلة الانتقال الطاقي على المديين القريب والمتوسط، مما يجعله عنصرًا حيويًا لتمهيد الطريق نحو مستقبل طاقي أكثر استدامة.

دور الهيدروجين الأزرق في مرحلة الانتقال الطاقي

يُعدّ الهيدروجين الأزرق حلاً انتقاليًا واعدًا في سعينا نحو اقتصاد خالٍ من الكربون، خاصة في القطاعات الصناعية التي يصعب فيها الاعتماد الكامل على الكهرباء المباشرة، ويسهم في بناء نظام طاقة مستدام يحد من التلوث ويحفظ الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

1. تعزيز أمن الطاقة

يقلل تنويع مصادر الطاقة من الاعتماد على عدد محدود من الدول المنتجة للوقود الأحفوري، مما يعزز الاستقلالية الطاقوية للدول ويحد من تقلبات الأسعار. بالنسبة للدول التي تمتلك احتياطيات وافرة من الغاز الطبيعي، يسهم دور الهيدروجين الأزرق في مرحلة الانتقال الطاقي في تقليل الحاجة إلى استيراد النفط ومشتقاته، ما يدعم الاستقلال الطاقوي ويقلل من التعرض لتقلبات أسعار النفط العالمية.

2. مكافحة تغير المناخ

يظهر دور الهيدروجين الأزرق في مرحلة الانتقال الطاقي في تقليل البصمة الكربونية من خلال خفض الانبعاثات الناتجة عن إنتاجه مقارنة بالهيدروجين الرمادي (الذي يُنتج من الوقود الأحفوري دون احتجاز الكربون). هذا يجعله بديلاً “أقل تلويثًا” من الهيدروجين الرمادي، ويمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تحقيق أهداف خفض الانبعاثات على المدى القصير والمتوسط. يهدف التحول الطاقوي بشكل عام إلى التخفيف من الآثار المدمرة لتغير المناخ، مثل ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وتزايد الظواهر الجوية المتطرفة، وارتفاع منسوب سطح البحر.

فيديو .. الهيدروجين الأزرق.. ما لا تعرفه عن مصدر الطاقة الأكثر صداقة للبيئة؟

3. التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل

  • جذب الاستثمارات: يتطلب تأسيس مصانع إنتاج الهيدروجين الأزرق ومنشآت احتجاز الكربون وتخزينه استثمارات رأسمالية ضخمة. هذا يجذب استثمارات محلية وأجنبية كبيرة، ويدعم النمو الاقتصادي، ويحفز النشاط في قطاعات الهندسة، والبناء، والتصنيع. وتشير التقديرات إلى نمو كبير في سوق الهيدروجين الأزرق خلال السنوات القادمة، مما سيزيد من جذب الاستثمارات.
  • تنشيط الصناعات القائمة: يمكن للهيدروجين الأزرق دعم الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة التي تعتمد حاليًا على الوقود الأحفوري، مثل صناعات الصلب، والأسمنت، والأسمدة، وتكرير البترول. بتوفير مصدر طاقة أنظف، تستطيع هذه الصناعات مواصلة عملياتها وتوسعها مع تقليل بصمتها الكربونية، مما يحافظ على قدرتها التنافسية في ظل التشريعات البيئية الأكثر صرامة.
  • تصدير الهيدروجين ومشتقاته: يمكن للدول ذات القدرة التنافسية في إنتاج الهيدروجين الأزرق أن تصبح موردًا عالميًا للهيدروجين النظيف أو مشتقاته كالأمونيا والميثانول. هذا يفتح أسواقًا تصديرية جديدة ويزيد من الإيرادات الوطنية، ما يعزز ميزان المدفوعات ويسهم في النمو الاقتصادي.
  • تطوير التكنولوجيا والابتكار: يتطلب تطوير الهيدروجين الأزرق وتعزيزه ابتكارًا مستمرًا في تقنيات احتجاز الكربون، وإنتاج الهيدروجين، وتطبيقاته. هذا يحفز البحث والتطوير، ويدعم الشركات الناشئة، ويجعل الدول مراكز للخبرة التكنولوجية في مجال الطاقة النظيفة.
  • زيادة الإيرادات الضريبية: تولد الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بإنتاج الهيدروجين الأزرق وتشغيله وتصديره إيرادات ضريبية كبيرة للحكومات على المستويين الوطني والمحلي، يمكن استخدامها لتمويل الخدمات العامة والمشاريع التنموية.
  • خلق فرص عمل جديدة: يستحدث الاستثمار في الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة صناعات جديدة وفرص عمل في مجالات متعددة، مثل: وظائف البناء والتشييد، والتشغيل والصيانة، والوظائف المباشرة وغير المباشرة في قطاعات كالخدمات، والتجزئة، والضيافة، بالإضافة إلى تطوير المهارات وإدارة المشاريع، مما يرفع من مستوى الكفاءات في القوى العاملة.
دور الهيدروجين الأزرق في التحول الطاقي
8 نقاط تسلط الضوء على دور الهيدروجين الأزرق في مرحلة الانتقال الطاقي

4. تحسين الصحة العامة

يساهم التحول إلى مصادر طاقة أنظف في تقليل تلوث الهواء الناتج عن حرق الوقود الأحفوري، مما يؤدي إلى تحسين الصحة العامة وتخفيض معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية.

5. الاستفادة من البنية التحتية للغاز الطبيعي

يمكن أن يستفيد إنتاج الهيدروجين الأزرق من البنية التحتية القائمة للغاز الطبيعي، مما يقلل من الحاجة إلى استثمارات هائلة في بنية تحتية جديدة بشكل فوري. هذا يختلف عن الهيدروجين الأخضر الذي يتطلب بنية تحتية مخصصة للطاقة المتجددة والتحليل الكهربائي.

6. التكلفة التنافسية

يُعتبر دور الهيدروجين الأزرق في مرحلة الانتقال الطاقي مثاليًا و أكثر تنافسية من حيث التكلفة مقارنة بالهيدروجين الأخضر، خاصة في المناطق التي يتوفر فيها الغاز الطبيعي بأسعار معقولة وتتوفر فيها مواقع مناسبة لاحتجاز الكربون وتخزينه.

7. إمداد الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة

يمكن للهيدروجين الأزرق أن يلعب دورًا حيويًا في إزالة الكربون من الصناعات التي يصعب فيها التحول الكامل إلى الكهرباء المتجددة، مثل تكرير النفط، وصناعة الصلب، وإنتاج الأمونيا والمواد الكيميائية.

 دور الهيدروجين الأزرق في التحول الطاقي
8 نقاط تسلط الضوء على دور الهيدروجين الأزرق في مرحلة الانتقال الطاقي

8. وقود وسيط للانتقال الطاقوي

يمكن اعتبار الهيدروجين الأزرق جسرًا أو وقودًا وسيطًا في مرحلة الانتقال الطاقوي، حيث يمهد الطريق لتطوير تقنيات الهيدروجين الأخضر وتوسيع نطاقها في المستقبل.

ويُعد دور الهيدروجين الأخضر في مرحلة التحول الطاقي محورًا أساسيًا نحو بناء نظام طاقة منخفض الانبعاثات وأكثر استدامة، إذ تتوقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن يصل الطلب على الهيدروجين إلى 550 مليون طن بحلول عام 2050، وقد يتم توليد حوالي 220 مليون طن من الهيدروجين الأزرق باستخدام الغاز الطبيعي مع احتجاز وتخزين الكربون (CCS)، وهو ما يمثل حوالي 40% من إجمالي إنتاج الهيدروجين بحلول عام 2050.

ختاماً، يبرز دور الهيدروجين الأزرق في مرحلة الانتقال الطاقي كعنصر حاسم ضمن مساعينا للتحول الطاقي. وفي قدرته الواعدة على تقديم حلول عملية ومستدامة، والتي تستند إلى عدة أسس رئيسية، تؤكد دوره المحوري. إنه ليس مجرد خيار إضافي، بل قوة دافعة فعالة تدفعنا نحو مستقبل طاقي يعتمد على موارد أنظف، لبناء عالم أكثر استدامة وصداقة للبيئة.

مراجع :

أقرأ ايضا :

here
تابعنا على جوجل
theer

خالد أبوزيد

محرر اقتصادي متخصص في شئون البترول والبتروكمياويات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Index