
بدأت الأنظار تتجه إلى أنواع الطاقة النظيفة باعتبارها الحل الأمثل لتأمين احتياجات الشعوب من الكهرباء والطاقة، مع تقليل الانبعاثات الضارة ومواجهة التغير المناخي، ويوجد 6 مصادر رئيسية تعمل بكفاءة بين دول العالم كطاقة نظيفة لا غنى عنها.
ومع تسارع وتيرة التطور العالمي وتزايد التحديات البيئية والمناخية، أصبحت الطاقة النظيفة المحور الأهم في خطط التنمية المستدامة، فكلما توسعت الدول في استغلال أنواع الطاقة النظيفة، تمكنت من رفع الفائض العام، وخفض معدلات التضخم، وتحقيق تقدم ملموس يُقاس بمدى استغلال الموارد المتاحة بكفاءة.
سنتناول في هذا المقال تعريف الطاقة النظيفة، ثم نستعرض أبرز أنواعها الستة: الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، الطاقة الكهرومائية، الوقود الحيوي، الطاقة الحرارية الجوفية، والهيدروجين النظيف (الأخضر والأزرق)، مع تسليط الضوء على تجارب الدول الرائدة عالميًا وعربيًا، إضافةً إلى موقع مصر على خريطة الاستثمار في هذا المجال.
ما هي الطاقة النظيفة؟
الطاقة النظيفة هي الطاقة المُولّدة من مصادر متجددة أو صديقة للبيئة، والتي لا تُطلق كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري، وتُسهم في خفض التلوث البيئي، ومكافحة التغيرات المناخية، كما أنها توفر إمدادات غير محدودة من الطاقة يمكن الاعتماد عليها لعقود طويلة.

ما هي أنواع الطاقة النظيفة؟
1. الطاقة الشمسية.
2. طاقة الرياح.
3. الطاقة الكهرومائية.
4. الوقود الحيوي.
5. الطاقة الحرارية الجوفية.
6. الهيدروجين النظيف (الأخضر والأزرق).
أولاً: الطاقة الشمسية
تُعد الطاقة الشمسية أحد أبرز أنواع الطاقة النظيفة، إذ تُستخلص من ضوء وحرارة الشمس عبر الألواح الكهروضوئية، حيث تقوم خلاياها بتحويل الضوء إلى كهرباء، ثم يُحوَّل التيار المستمر الناتج إلى تيار متردد يصلح للاستخدام المنزلي والصناعي.
وتتصدر الصين قائمة الدول الأكثر إنتاجًا للطاقة الشمسية بقدرة وصلت إلى ٤٤٧.٥ جيجاوات في نهاية ٢٠٢٤، أي ما يقارب نصف إجمالي القدرات العالمية. وتليها الولايات المتحدة بفارق كبير، ثم اليابان وألمانيا والهند وإيطاليا.
عربيًا، تُعتبر مصر والإمارات والأردن من رواد هذا المجال، وتُعد محطة “بنبان” بأسوان أكبر محطة شمسية في إفريقيا والشرق الأوسط، كما شرعت الحكومة المصرية في تخصيص ١٨ ألف متر مربع لإنشاء محطة شمسية بقدرة ١ جيجاوات في نجع حمادي بمحافظة قنا، إلى جانب خطط لتنفيذ ٣٠ محطة جديدة لخدمة مشروعات الزراعة بالعلمين الجديدة.
وفي تطور لافت، فازت شركة “أونا جروب” بتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع محطات شمسية بمطار القاهرة بقدرة ٤٠٠٠ كيلووات، بعد منافسة مع ٧ شركات كبرى.
ثانيًا: طاقة الرياح
تُعتبر طاقة الرياح من أنواع الطاقة النظيفة التي لا تُنتج أي انبعاثات ضارة أثناء التشغيل، وتُولد الكهرباء من خلال توربينات ضخمة تعمل على تحويل الطاقة الحركية للرياح إلى طاقة ميكانيكية، ثم إلى كهرباء.
وتتصدر الصين المشهد العالمي في هذا المجال، تليها الولايات المتحدة كما تقود قارة آسيا – بفضل الصين والهند وفيتنام – جهود التوسع في طاقة الرياح، إلى جانب أوروبا وأمريكا الشمالية.
وفي مصر، ينفذ تحالف “أوراسكوم – إنجي – تويوتا” مشروعات بقدرة ٦٥٠ ميجاوات في منطقة رأس غارب، عبر مرحلتين، يتم بيع إنتاجهما بالكامل إلى الشركة المصرية لنقل الكهرباء.

ثالثًا: الطاقة الكهرومائية
تُعد الطاقة الكهرومائية ثالث أبرز أنواع الطاقة النظيفة، ويتم إنتاجها عبر استغلال قوة اندفاع المياه لتشغيل التوربينات وتوليد الكهرباء.
وتتصدر الصين قائمة الدول المنتجة مسجلةً ١٣٥٦ تيراوات/ساعة عام ٢٠٢٤، تليها البرازيل ثم كندا والولايات المتحدة والهند والنرويج.
وفي مصر، يُشكل السد العالي وخزانات أسوان ومحطات إسنا ونجع حمادي وأسيوط ركائز أساسية للإنتاج الكهرومائي، وأعلنت وزارة الكهرباء عن تخصيص ٢.٤ مليار جنيه استثمارات جديدة لتطوير المحطات المائية خلال العام المالي القادم.
رابعًا: الوقود الحيوي
يُعد الوقود الحيوي أحد أنواع الطاقة النظيفة المستخرجة من المواد العضوية مثل المحاصيل الزراعية والطحالب والنفايات الحيوانية والزيوت المستعملة، وينقسم إلى ثلاثة أنواع: الإيثانول الحيوي، والديزل الحيوي، والغاز الحيوي.
وتتصدر الولايات المتحدة قائمة أكبر المستهلكين، تليها البرازيل، ثم إندونيسيا والهند والصين وألمانيا،
وفي مصر، تعمل الحكومة على وضع خارطة طريق لدعم هذا القطاع بما يتماشى مع المعايير البيئية العالمية.

خامسًا: الطاقة الحرارية الجوفية
الطاقة الحرارية الجوفية هي نوع آخر من أنواع الطاقة النظيفة، تستخرج من حرارة الأرض الداخلية عبر آبار عميقة، وتُستخدم في التدفئة وتوليد الكهرباء.
وتأتي الولايات المتحدة في الصدارة عالميًا، تليها إندونيسيا والفلبين وتركيا، أما في مصر فلا يزال هذا النوع في مرحلة التطوير، لكن مناطق مثل “حمام فرعون” بخليج السويس تُبشر بفرص واعدة.
سادسًا: الهيدروجين النظيف (الأخضر والأزرق)
يُعد الهيدروجين النظيف من أحدث وأهم أنواع مصادر الطاقة النظيفة الواعدة في العالم، لما يتميز به من قدرة عالية على التخزين والنقل، وإمكانية استخدامه كوقود متعدد الأغراض في الصناعة والنقل وتوليد الكهرباء، إذ يُطلق عليه لقب “وقود المستقبل” لأنه لا ينتج عنه سوى بخار ماء عند الاحتراق، ما يجعله خيارًا مثاليًا لتقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد المناخي، كما تتسابق الدول للاستثمار فيه باعتباره حلقة الوصل بين الطاقة المتجددة والتطبيقات الصناعية الكبرى، ومن أبرز أنواع الهيدروجين:
- الهيدروجين الأخضر: يُنتج بالتحليل الكهربائي للمياه باستخدام مصادر متجددة كالطاقة الشمسية والرياح، ليصبح وقودًا عديم الانبعاثات الكربونية، وتتصدر السعودية إنتاجه بتكلفة تنافسية، بينما تتصدر مصر قائمة الدول العربية من حيث عدد المشروعات.
- الهيدروجين الأزرق: يُنتج من الغاز الطبيعي مع تقنيات احتجاز الكربون، وتتصدر الولايات المتحدة هذا المجال، فيما تسعى مصر لجعله ركيزة في استراتيجيتها للطاقة النظيفة، عبر الاستفادة من بنيتها التحتية وموقعها الاستراتيجي.
فيديو.. لماذا أصبح الهيدروجين الأخضر الأمل في إنقاذ الأرض
ختامًا، بعد استعراض أنواع الطاقة النظيفة يتضح أنها أصبحت ركيزة أساسية لمستقبل الطاقة في العالم، إذ توفر بدائل نظيفة ومستدامة أقل تكلفة وأكثر حفاظًا على البيئة، وباتت كل دولة تختار من بينها ما يتناسب مع مواردها، سواء عبر الإنتاج المحلي أو الاستيراد، مع السعي لزيادة الفائض القابل للتصدير.
مراجع:
- الطاقة النظيفة والمتجددة – منظمة الأمم المتحدة للعمل المناخي
- أنواع الطاقة النظيفة – الهيئة المصرية العامة الاستعلامات
اقرأ أيضاً:
- أنواع الطاقة النظيفة .. 6 مصادر رئيسية تدعم مستقبل العالم
- مشروعات الطاقة النظيفة .. التحول نحو تطوير 6 مصادر
- أهمية الطاقة النظيفة .. 3 محاور أساسية لمستقبل مستدام
- دور الطاقة النظيفة في خفض الانبعاثات الكربونية .. 10 أسباب لإنقاذ كوكب الأرض