غاز طبيعي

تكنولوجيا الغاز الطبيعي .. نحو 150 مليون طن سنويًا بحلول 2030

تكنولوجيا الغاز الطبيعي - تقنيات مُبتكرة لتعزيز الاستدامة وتقليل الانبعاثات

تشير تكنولوجيا الغاز الطبيعي إلى مجموعة من التقنيات والعمليات المستخدمة في إدارة الغاز الطبيعي، بدءًا من مرحلة الاستخراج وحتى الاستخدام النهائي، وتعتبر هذه التكنولوجيا أحد العوامل الأساسية في تطوير كفاءة صناعة الغاز الطبيعي، حيث يعتمد نجاح هذه المنظومة بشكل كبير على الابتكارات التكنولوجية التي تساهم في تقليل التكاليف، وزيادة الإنتاجية، والحد من الانبعاثات الكربونية.

وفي ظل التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة، تستثمر دول رائدة مثل الولايات المتحدة، قطر، وأستراليا بشكل كبير في تكنولوجيا الغاز الطبيعي لتعزيز قدراتها الإنتاجية، فمن المتوقع أن يصل إنتاج الولايات المتحدة إلى 150 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، بفضل الاعتماد المتزايد على تكنولوجيا الغاز، أما قطر ومع توسعات حقل الشمال، فمن المنتظر أن تزيد إنتاجها بنسبة 64% بحلول عام 2027. وفي الوقت نفسه، تواصل أستراليا تصدير 77 مليون طن سنويًا.

وتتطلع تكنولوجيا الغاز الطبيعي المستخدمة في التقاط الكربون إلى تقليل الانبعاثات بنسبة تصل إلى 50% بحلول عام 2040، بينما قد تساهم الكفاءة في تحويل الغاز إلى منتجات بتروكيماوية في زيادة الإنتاجية بنسبة 20% بحلول عام 2035 .. في هذا المقال، سنستعرض أهم هذه التكنولوجيات المتقدمة التي تقود مستقبل صناعة الغاز الطبيعي.

تكنولوجيا الغاز الطبيعي الرقمية

التكنولوجيا الرقمية في قطاع الغاز الطبيعي تلعب دورًا مهمًا في تحسين الكفاءة والإنتاجية، وتقليل التكاليف والأثر البيئي، تشمل هذه التكنولوجيا العديد من الأدوات والأنظمة التي تعتمد على البيانات والمعالجة الرقمية، إليك أبرز الأنواع المستخدمة حالياً في منظومة تكنولوجيا الغاز الطبيعى الرقمية:

  1. إنترنت الأشياء: أجهزة الاستشعار المتصلة بالإنترنت تجمع البيانات من المعدات والمنشآت وتوفر معلومات حية حول حالة التشغيل والأداء، هذه البيانات تساعد في مراقبة الأنابيب والمحطات بشكل مستمر لتحديد أي مشاكل محتملة مثل التسريبات أو الأعطال.
  2. التحليلات الضخمة: تُستخدم لتحليل كميات ضخمة من البيانات المستخرجة من أجهزة الاستشعار والنظم الأخرى بهدف تحسين اتخاذ القرارات وزيادة الكفاءة، يمكن من خلالها التنبؤ بالأعطال والصيانة الدورية لتحسين العمليات وتقليل التوقفات.
  3. الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي: تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل الأنماط والكشف عن المشاكل المخفية في عمليات الإنتاج والنقل، أما تقنيات التعلم الآلي فتساعد في تحسين عمليات الحفر والإنتاج بناءً على تحليل البيانات التاريخية.
  4. الواقع المعزز والواقع الافتراضي: تستخدم هذه التقنيات من تكنولوجيا الغاز الطبيعي الرقمية في تدريب الموظفين على تشغيل المعدات بشكل افتراضي وفي بيئة آمنة، ويمكن للمهندسين استخدام الواقع المعزز لتوجيه العمليات والصيانة عن بُعد، مما يحسن من دقة العمل.
  5. أنظمة إدارة الطاقة الرقمية: تتيح مراقبة استهلاك الطاقة وتحديد فرص تحسين الكفاءة وتوفير التكاليف، وتعتمد على برامج محاكاة لتوقع استخدام الطاقة وتحليل الأداء في المحطات والمصانع.
  6. أنظمة الأمان السيبراني: مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية، يصبح الأمان السيبراني ضروريًا لحماية الأنظمة من الهجمات الإلكترونية، بمعنى أدق تطوير تقنيات متقدمة لتأمين البيانات الحساسة وحماية البنية التحتية للطاقة.
  7. البلوك تشين: تُستخدم لتسجيل وتتبع المعاملات بشكل شفاف وموثوق في سلسلة توريد الغاز الطبيعي، مما يسهل عملية التتبع ويضمن الشفافية بين الأطراف.

تكنولوجيا الغاز الطبيعي الرقمية تساهم في إحداث نقلة نوعية في صناعة الغاز الطبيعي، حيث تساعد في تحسين الكفاءة التشغيلية، زيادة الاستدامة، وتوفير حلول مبتكرة للتحديات البيئية والاقتصادية.

تكنولوجيا الغاز الطبيعي
تكنولوجيا الغاز الطبيعي الرقمية

تكنولوجيا الغاز الطبيعي البيئية 

تشمل تكنولوجيا الغاز الطبيعى البيئية مجموعة من الحلول والتقنيات التي تهدف إلى تقليل التأثير البيئي لعمليات استخراج وإنتاج ونقل الغاز الطبيعي، وتساهم في تقليل الانبعاثات الضارة وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة، وفيما يلي أهم هذه التقنيات:

  1.  تقنيات الحد من انبعاثات الميثان : بما أن الميثان هو أحد الغازات الدفيئة الأكثر ضرراً، تطورت تقنيات تهدف إلى تقليل تسرباته من عمليات الإنتاج والنقل، من بين هذه التقنيات، أجهزة استشعار الميثان المتقدمة وأنظمة المراقبة الفورية التي تكشف عن التسربات في وقت مبكر وتقلل من انبعاثات الميثان بنسبة كبيرة.
  2. احتجاز وتخزين الكربون (CCS) : يتمثل هذا الحل في احتجاز ثاني أكسيد الكربون الناجم عن عمليات حرق الغاز الطبيعي ومن ثم تخزينه في باطن الأرض بدلًا من إطلاقه في الغلاف الجوي. هذه التكنولوجيا تعتبر من الحلول المهمة للحد من البصمة الكربونية للصناعة.
  3. استخدام الغاز الحيوي : الغاز الحيوي، الذي ينتج من معالجة النفايات العضوية، يمكن أن يشكل بديلاً مستدامًا للغاز الطبيعي التقليدي، تحويل النفايات إلى طاقة يقلل من الانبعاثات ويزيد من استدامة مصادر الطاقة.
  4. تحسين كفاءة الحرق : تقنيات الحرق المتقدمة تهدف إلى تقليل الانبعاثات الناتجة عن حرق الغاز الطبيعي، مثل أكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت. تحسين كفاءة أنظمة الحرق يسهم في تقليل كمية الوقود المطلوبة لتوليد نفس كمية الطاقة.
  5. الطاقة المتجددة في دعم عمليات الغاز : يمكن استخدام الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح لتشغيل بعض منشآت استخراج ومعالجة الغاز الطبيعي، مما يقلل من استهلاك الطاقة التقليدية ويقلل من الانبعاثات.
  6. معالجة المياه وإعادة تدويرها : في عمليات استخراج الغاز الطبيعي، يتم استخدام كميات كبيرة من المياه، وتهدف تقنيات المعالجة الحديثة إلى إعادة استخدام المياه المستهلكة وتقليل التلوث الناتج عن المياه العادمة.

تساهم تكنولوجيا الغاز الطبيعى البيئية في جعل صناعة الغاز الطبيعي أكثر صداقة للبيئة وتساعد على دعم التحول نحو طاقة أنظف وأقل تأثيراً على المناخ.

فيديو .. كيف تعمل تكنولوجيا احتجاز وتخزين الكربون

مراجع

اقرأ أيضاً

here
تابعنا على جوجل
theer

محمد أبو الخير

محرر اقتصادي متخصص في شئون البترول والغاز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى