غاز طبيعي

خريطة حقول الغاز الطبيعي في مصر

في عام 1967 ، وفي منطقة أبو ماضي بدلتا النيل تحديداً، كان اكتشاف أول حقول الغاز الطبيعي في مصر، وهو حقل بري للغاز، تم اكتشافه من قِبل شركة بلاعيم للبترول، وكان بداية الاستكشافات الكبرى للغاز الطبيعي في مصر، حيث تبعه اكتشاف حقل أبو قير البحري في البحر المتوسط في عام 1969 وهو أول حقل بحري للغاز الطبيعي في مصر، ثم حقل أبو الغراديق في الصحراء الغربية في عام 1971، وتوالت إنتاجات مصر من الغاز الطبيعي.

إنتاج الغاز الطبيعي في مصر بالأرقام

حققت مصر زيادة غير مسبوقة في إنتاج الغاز الطبيعي، حيث ارتفع المتوسط اليومي للإنتاج من حوالي 4 مليار قدم مكعب يومياً خلال عام 2015 حتى وصل إلى حوالي 7,1 مليار قدم مكعب يومياً وتم تحقيق الاكتفاء الذاتي في سبتمبر 2018، يُشكل حقل ظهر وحده حوالي 40% من حقول الغاز الطبيعي في مصر، بقدرة إنتاجية تبلغ 2.7 مليار قدم مكعب يوميًا.

وتسعى مصر إلى زيادة إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 20% بحلول 2025، وهو ما يعكس الجهود المستمرة لتطوير المزيد من الحقول البحرية، خاصة في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وتشير التقديرات إلى أن احتياطيات الغاز المؤكدة في مصر تصل إلى 2.3 تريليون متر مكعب، مما يضعها في المرتبة الثالثة أفريقيًا من حيث الاحتياطيات.

أكبر مناطق الغاز الطبيعي في مصر

تمثل منطقة البحر المتوسط النصيب الأكبر من انتاج الغاز الطبيعي في مصر بنسبة 62% تليها دلتا النيل بنسبة 19% ثم الصحراء الغربية بنسبة 18% وذلك من خلال عدد (20) شركة ومن أهمهم (شركة بتروبل، شركة خالدة، شركة الفرعونية، شركة بدر الدين، وشركة البرلس) ومن أهم الشركات الأجنبية العاملة بأنشطة الإنتاج في مصر (إيني الإيطالية، أباتشي الأمريكية، بي بي الإنجليزية وشل الهولندية).

تم مؤخراً تحقيق العديد من اكتشافات الغاز الطبيعي العملاقة لتلبية احتياجات السوق المحلى المتزايدة ومنها نورس بدلتا النيل، وكشف شمال الإسكندرية وغرب دلتا النيل بالبحر المتوسط، وكشف ظهر الذي يعتبر أكبر كشف غاز طبيعي بالبحر المتوسط ومن أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي بالعالم.

حقل ظهر

تم اكتشاف حقل ظهر في أغسطس 2015 بواسطة شركة “إيني” الإيطالية، وهو أكبر حقول الغاز الطبيعي في مصر ويقع على عمق حوالي 1500 متر تحت سطح البحر، وعلى بعد حوالي 190 كيلومترًا شمال مدينة بورسعيد، وتقدر احتياطيات حقل ظهر  بحوالي 30 تريليون قدم مكعب غاز وهو ما يعادل 5,4 مليار برميل زيت مكافئ، كما أن احتياطيات الحقل تمثل أكثر من 135% من الاحتياطي الحالي للزيت الخام في مصر، ويمثل المشروع أهمية كبرى للاقتصاد القومي، حيث يساهم في توفير فرص العمل، وجذب الاستثمارات الأجنبية التي تقدر بحوالي 12 مليار دولار.

فيديو .. وزير البترول يتفقد حقل ظهر 

كيف تتم عمليات استخراج الغاز الطبيعي في مصر؟

تعتمد عملية استخراج الغاز الطبيعي في مصر على استكشاف الحقول البحرية والبرية، حيث يتم الحفر في طبقات الأرض حتى الوصول إلى الغاز، ثم يتم رفعه إلى السطح باستخدام مضخات متقدمة، ويشهد قطاع الغاز المصري تطورًا كبيرًا بفضل التقنيات الحديثة التي تتيح استخراج الغاز بكفاءة أعلى وتقليل التكاليف التشغيلية.

أهم حقول الغاز الطبيعي في مصر

  1. حقل ظهر: ( أكبر حقول الغاز الطبيعي في مصر ) يقع فى منطقة امتياز شروق بالمياه العميقة بالبحر المتوسط، وتقدر احتياطات الحقل “داخل الخزان” بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، والمشغل الرئيسي للحقل شركة “إيني” الإيطالية.
  2. حقول شمال الإسكندرية: تقع فى البحر المتوسط، وتضم حقول “تورس وليبرا وفيوم وجيزة وريفين، باحتياطيات داخل الخزان تتجاوز 5 تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي ، المشغل الرئيسى للمشروع شركة “بريتش بتروليم” البريطانية.
  3. حقل نرجس: ويقع فى البحر المتوسط ، باحتياطيات مبدئية معلنة 3.5 تريليون قدم مكعب ، المشغل الرئيسى شركة “شيفرون” الأمريكية.
  4. حقل نورس: يقع بمنطقة الدلتا، وتم الإعلان عن اكتشافه فى 2015، ويبلغ إجمالى احتياطي الحقل نحو 2 تريليون قدم مكعب من الغاز ، المشغل الرئيسى شركة “أيوك” التابعة لشركة إيني الإيطالية.
  5. حقل أتول: تم اكتشافه فى عام 2015 ، ويقع بمنطقة امتياز شمال دمياط البحرية، شرق دلتا النيل بالبحر المتوسط، وتبلغ احتياطيات حقل أتول 1,5 تريليون قدم مكعب، المشغل الرئيسي شركة “بريتش بتروليم” البريطانية.

أهمية حقول الغاز الطبيعي في مصر 

حقول الغاز الطبيعي في مصر أحد أهم الركائز الاقتصادية للدولة المصرية، حيث شهدت تطورًا كبيرًا خلال العقود الماضية بفضل الاكتشافات الجديدة والاستثمارات في البنية التحتية، ويعد حقل “ظهر” من أبرز الأمثلة على التحول الكبير في صناعة الغاز الطبيعي في مصر، حيث يُعد أحد أكبر الاكتشافات في البحر الأبيض المتوسط، وساهم بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر من الغاز.

وحقول الغاز الطبيعي هي المناطق التي تحتوي على تراكمات كبيرة من الغاز الطبيعي تحت سطح الأرض أو تحت سطح البحر، يتم استخراج هذا الغاز من خلال عمليات حفر وتطوير مكلفة ومعقدة، ثم يتم نقله ومعالجته للاستخدامات المختلفة.

الغاز الطبيعي في مصر
حقول الغاز الطبيعي في مصر

التحديات في قطاع الغاز الطبيعي في مصر

  • التكاليف العالية للتنقيب والتطوير: يُعد تطوير الحقول البحرية مكلفًا للغاية، حيث تتراوح تكلفة إنشاء الحقل الواحد بين 500 مليون و1 مليار دولار.
  • التحديات البيئية: تؤدي عمليات الحفر واستخراج الغاز إلى تحديات بيئية كبيرة، خاصة في المناطق البحرية الحساسة.
  • التنافس الإقليمي: تواجه مصر منافسة شديدة من دول شرق المتوسط مثل إسرائيل وقبرص، حيث تسعى كل دولة لتعزيز صادراتها من الغاز الطبيعي.

التكنولوجيا المستخدمة في حقول الغاز الطبيعي

  1. التكنولوجيا: تلعب التكنولوجيا دورًا رئيسيًا في تحسين كفاءة استخراج الغاز وتقليل التكاليف، ومن أبرز التقنيات المستخدمة في مصر:
  2. التكسير الهيدروليكي: تستخدم هذه التقنية لاستخراج الغاز من الصخور الصلبة، مما يزيد من كفاءة استخراج الغاز.
  3. أنظمة التبريد المتقدمة: تسهم هذه الأنظمة في فصل الهيدروكربونات الثقيلة، وتحسين جودة الغاز المستخرج.
  4. استخدام الأغشية لفصل الغازات: تعتمد هذه التقنية على فصل مكونات الغاز الطبيعي بشكل أكثر دقة.

استثمارات قطاع الغاز الطبيعي في مصر

على مدار السنوات الماضية، قامت مصر بجذب استثمارات كبيرة في قطاع الغاز الطبيعي، حيث تستثمر الشركات العالمية والمحلية في تطوير الحقول الجديدة والبنية التحتية اللازمة للإنتاج، على سبيل المثال، حققت شركة “إيني” الإيطالية استثمارات تقدر بأكثر من 12 مليار دولار لتطوير حقل “ظهر”، بالإضافة إلى ذلك، تعزز الحكومة المصرية من الشراكات مع الشركات الأجنبية لتعزيز الاستكشافات، حيث أعلنت عن خطط لجذب استثمارات بحوالي 30 مليار دولار بحلول عام 2030 لتطوير حقول الغاز، من خلال خطة موضوعة لتطوير 20 حقلًا جديدًا بحلول عام 2030.

وسجل قطاع الغاز الطبيعي في مصر نموًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، وتشير التقارير إلى أن مصر حققت الاكتفاء الذاتي من الغاز في عام 2018، وأصبحت مُصدرًا رئيسيًا إلى أوروبا وآسيا، تسهم صادرات الغاز في تحقيق إيرادات تصل إلى 10 مليارات دولار سنويًا، مع توقعات بزيادة هذا الرقم بنسبة 15% خلال الأعوام القادمة.وتشير تقديرات الحكومة إلى أن الاستثمارات في قطاع الغاز الطبيعي ستساهم في خلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، بالإضافة إلى دعم الصناعات المرتبطة بالطاقة مثل البتروكيماويات والأسمدة.

مستقبل الغاز الطبيعي في مصر

يمثل الغاز الطبيعي جزءًا هامًا من استراتيجية مصر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، ومع الاستثمارات المستمرة في تكنولوجيا التنقيب والبنية التحتية، من المتوقع أن يزيد إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 20-25% خلال السنوات الخمس المقبلة. ومن المتوقع أيضًا أن ترتفع صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية بشكل كبير.

تشير التقارير إلى أن مصر تطمح لزيادة قدرتها التصديرية من الغاز الطبيعي المسال إلى 12 مليون طن سنويًا بحلول عام 2025، مقارنة بالقدرة الحالية التي تقدر بحوالي 7 ملايين طن سنويًا، يهدف ذلك إلى تلبية الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي في الأسواق الأوروبية التي تسعى إلى تقليل اعتمادها على الغاز الروسي.

الغاز الطبيعي في مصر
إنتاج الغاز الطبيعي في مصر

دور الغاز الطبيعي في مصر من التحول إلى الطاقة النظيفة

يساهم الغاز الطبيعي بشكل كبير في التحول نحو الطاقة النظيفة في مصر، تشير التقارير إلى أن 40% من توليد الكهرباء في مصر يعتمد على الغاز الطبيعي، وهو ما يساعد في تقليل الانبعاثات الكربونية مقارنة باستخدام الفحم أو النفط.

ختامًا؛ تُعد اكتشافات الغاز الطبيعي في مصر جزءًا أساسي من استراتيجيتها الاقتصادية والطاقة، مع التركيز على تطوير موارد الغاز الطبيعي لتلبية الاحتياجات المحلية وزيادة صادرات الطاقة، في السنوات الأخيرة، ساهمت اكتشافات الغاز الجديدة والتكنولوجيا المتقدمة في دفع مصر لتصبح واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي في منطقة شرق المتوسط.

مراجع

اقرأ أيضاً

تابعنا على جوجل

محمد أبو الخير

محرر اقتصادي متخصص في شئون البترول والغاز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Index