التوقعات الـ 7 لـ " مستقبل الغاز الطبيعي

مستقبل الغاز الطبيعي – مع تنامي الطلب على الغاز الطبيعي، الذي بلغ استهلاكه العالمي حوالي 4,07 تريليون متر مكعب في نهاية عام 2023، أصبح من الضروري فهم دوره في مستقبل الطاقة، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية والبيئية، وكذلك التنافس المتزايد مع مصادر الطاقة المتجددة .. هذا المقال يسلط الضوء على مستقبل الغاز الطبيعى، التحديات التي تواجهه، والحلول الممكنة لضمان استدامته كعنصر أساسي في مزيج الطاقة العالمي.

نمو الطلب على الغاز الطبيعي

في عام 2021، سجل استهلاك الغاز الطبيعي حوالي 4,030 مليار متر مكعب، وذلك بفضل عدة عوامل رئيسية، منها:

تحول أنظمة الطاقة العالمية: حيث أصبح الغاز الطبيعي بديلاً عن الفحم في إنتاج الكهرباء بفضل قلة تأثيره البيئي.
النمو الاقتصادي المتسارع في الدول النامية: لا سيما في الهند والصين، حيث تشير تقارير البنك الدولي إلى أن الطلب على الغاز سيزداد بنسبة 5% سنويًا حتى عام 2030.

مستقبل الغاز الطبيعي يبدو واعدًا، إذ يستمر في لعب دور محوري في تلبية الاحتياجات الطاقية المتزايدة، مع تزايد الوعي بأهمية التنمية المستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية.

التحديات المستقبلية

يواجه مستقبل الغاز الطبيعى تحديات عدة، من بينها:

التنافس مع الطاقة المتجددة: وفقًا لتقرير “IRENA”، من المتوقع أن تصل حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي إلى 80% بحلول عام 2050، مما يشكل ضغطًا على الغاز الطبيعي.
التقلبات الجيوسياسية: تعكس إحصاءات منظمة الأوبك أن حوالي 70% من احتياطات الغاز الطبيعي العالمية تتركز في مناطق مثل الشرق الأوسط وروسيا، مما يزيد من المخاطر السياسية.
التحديات البيئية: يواجه مستقبل الغاز الطبيعي تحديات بيئية عديدة، منها التنافس مع الطاقة المتجددة، وعلى الرغم من أن الغاز الطبيعي ساهم في تقليل انبعاثات الكربون بنسبة 20% في قطاع الطاقة في الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس الماضية، إلا أن تحقيق الأهداف البيئية يتطلب المزيد من الاستثمارات في التقنيات النظيفة.

مواجهة التحديات المستقبلية

لمواجهة تحديات مستقبل الغاز الطبيعي، يجب على الدول الالتزام بعدة خطوات أساسية، من أهمها:

تعزيز الاستثمارات في التقنيات النظيفة: من الضروري توجيه الاستثمارات نحو تقنيات تساهم في تقليل الانبعاثات وتحسين الأثر البيئي للغاز الطبيعي.
تطوير استراتيجيات فعّالة لتحسين كفاءة استخدام الغاز: ينبغي وضع استراتيجيات تهدف إلى تعزيز كفاءة استخدام الغاز في مختلف القطاعات، مما يسهم في تحقيق أقصى استفادة من هذه الموارد.
تحقيق الاستدامة: يتطلب الأمر التركيز على تحقيق الاستدامة في جميع مراحل إنتاج واستخدام الغاز الطبيعي، لضمان تلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية.
الابتكار والتعاون بين القطاعين العام والخاص: يجب تشجيع الابتكار وتعزيز التعاون بين الحكومة والشركات الخاصة لتطوير حلول جديدة ومبتكرة تواجه التحديات البيئية والاقتصادية المرتبطة بالغاز الطبيعي.

من خلال الالتزام بتعزيز الاستثمارات في التقنيات النظيفة وتطوير استراتيجيات فعّالة، يمكن للدول مواجهة التحديات المرتبطة بـ مستقبل الغاز الطبيعي.

توقعات مستقبل الغاز الطبيعي

تستمر التوقعات المستقبلية للغاز الطبيعي في التأكيد على أهمية هذا المورد الحيوي في تلبية احتياجات الطاقة العالمية، سنستعرض في هذه الفقرة المزيد من التوقعات المرتبطة بالاستثمارات في هذا القطاع خلال السنوات المقبلة:

يتوقع ارتفاع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي بنسبة 30% بحلول عام 2040، ليصل إلى حوالي 5,400 مليار متر مكعب، هذا الارتفاع مدفوع بزيادة عدد السكان المتوقعة لتجاوز 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050، وبالنمو الاقتصادي المتسارع في دول مثل الهند والصين، مما يزيد من اعتمادها على الغاز الطبيعي كمصدر رئيسي للطاقة.
تشير التقديرات إلى أن الاستثمارات في مشاريع الغاز الطبيعي ستصل إلى 500 مليار دولار حتى عام 2025، لتلبية الطلب المتزايد.
من المتوقع أن تشهد الأسواق الناشئة مثل إفريقيا وآسيا نموًا كبيرًا في استهلاك الغاز الطبيعي.
من المتوقع أن يشهد مستقبل الغاز الطبيعي المزيد من الاستثمارات في تقنيات جديدة لتقليل تكاليف الإنتاج وتحسين كفاءة استغلال الموارد.
يُتوقع أن يصل استهلاك الغاز في إفريقيا إلى حوالي 200 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، مما يوفر فرصًا كبيرة للاستثمار.
من المتوقع أن تصل حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي إلى 80% بحلول عام 2050، مما يشكل ضغطًا كبيرًا على الغاز.
من المتوقع زيادة أهمية الغاز الطبيعي في تأمين إمدادات الطاقة، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية.

في الختام، إن مستقبل الغاز الطبيعي يعتمد على القدرة على التكيف مع المتغيرات العالمية، وتبني الابتكار المستدام لتحقيق أهداف الطاقة النظيفة، حيث يعكس النمو المستمر في الطلب والابتكارات التكنولوجية والدور البيئي للغاز الطبيعي إمكانية استدامته كمصدر طاقة رئيسي في المستقبل، ومع ذلك تظل التحديات قائمة، ويجب على الصناعة مواجهة المنافسة المتزايدة من مصادر الطاقة المتجددة.

مستقبل الغاز الطبيعي في العقد الأخير