البنزين من مشتقات البترول .. 4 أنواع أساسية واستخدامات لا غنى عنها في الحياة اليومية

يُعد البنزين من مشتقات البترول واستخداماته متعددة ومتجذّرة في حياة الإنسان اليومية، وتتعدد أنواعه المتداولة في الأسواق إلى 4 أنواع رئيسية، هي: بنزين 80، وبنزين 90، وبنزين 92، وبنزين 95، والتي تختلف فيما بينها من حيث درجة الأوكتان، ما ينعكس على كفاءة الاحتراق وأداء المحرك، خاصة وأنه أحد أشهر أنواع الوقود وأكثرها استخدامًا حول العالم.

ويُستخرج البنزين من عملية تكرير النفط الخام، ويُستخدم بشكل أساسي في تشغيل السيارات، إلى جانب دخوله في بعض الصناعات الكيميائية.

سنتناول في هذا المقال موضوع البنزين من مشتقات البترول، من خلال استعراض أبرز أنواع البنزين المستخدمة في مصر، مع توضيح الفروق الجوهرية بينها من حيث درجة الأوكتان ومدى ملاءمتها لأنواع المحركات المختلفة، كما سنستعرض تأثير كل نوع على أداء السيارة واستهلاك الوقود، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الجوانب الاقتصادية والبيئية المرتبطة باستخدام كل نوع

جدول المحتويات

البنزين من مشتقات البترول

يُعد البنزين من مشتقات البترول الأساسية وأحد أهم المنتجات التي تُستخلص من النفط الخام بعد تكريره، ويتكوّن بشكل رئيسي من مزيج من الهيدروكربونات الخفيفة والمتوسطة الوزن، وهو وقود سائل يُستخدم بشكل واسع في تشغيل محركات الاحتراق الداخلي، خاصة في السيارات والدراجات النارية.

يتميز البنزين بقدرته العالية على الاشتعال وسرعة التبخر، مما يجعله فعالًا في توفير الطاقة الحركية، وبفضل خصائصه الكيميائية والفيزيائية، ويُستخدم أيضًا كمادة خام في صناعات كيميائية متنوعة، مثل إنتاج المذيبات والبلاستيك، لذا، يُعتبر البنزين من مشتقات البترول التي تلعب دورًا محوريًا في الحياة اليومية والاقتصاد العالمي.

ما هو البنزين؟

البنزين (Gasoline) هو سائل هيدروكربوني خفيف يتكوّن من مزيج من المركبات العضوية القابلة للاشتعال. يُستخرج البنزين من عملية التقطير الجزئي للبترول الخام، ثم تُجرى عليه عمليات معالجة مختلفة مثل التكسير الحراري والإصلاح الحفزي لتحسين كفاءته وجودته، مما يجعله وقودًا فعالًا ومناسبًا للاستخدام في محركات الاحتراق الداخلي.

خصائص البنزين الفيزيائية والكيميائية

يمتاز البنزين بعدد من الخصائص الفيزيائية والكيميائية التي تجعله ملائمًا للاستخدام كوقود في محركات الاحتراق الداخلي. من أبرز هذه الخصائص ما يلي:

سائل عديم اللون تقريبًا: في حالته النقية يظهر كلون شفاف أو مائل قليلاً إلى الأصفر الفاتح، وتُضاف له أحيانًا صبغات ملوّنة لأغراض تجارية أو للتمييز بين أنواعه في محطات الوقود.
كثافته أخف من الماء: تبلغ كثافته حوالي 0.71 إلى 0.77 جرام/سم³ عند درجة حرارة الغرفة، أي أنه يطفو فوق الماء، وهذه الخاصية تُعد هامة في التعامل مع حالات تسرب الوقود أو معالجته في الصناعات البترولية.
درجة غليانه تتراوح بين 40 إلى 205 درجة مئوية: يتكوّن من مزيج معقّد من الهيدروكربونات، وهذا يؤدي إلى تفاوت درجات غليانه حسب تركيبه الكيميائي، تُعد هذه الخاصية من العوامل الأساسية التي تؤثر في كفاءة التبخر والاشتعال داخل محرك السيارة.
سريع الاشتعال: من المواد القابلة للاشتعال بسهولة، وتبدأ أبخرته في الاشتعال عند أدنى درجات الحرارة (نقطة الوميض)، مما يجعله وقودًا مثاليًا لتوليد الطاقة الحركية بكفاءة عالية، ولكن في الوقت نفسه يتطلب التعامل معه بحذر كبير لتجنب الحوادث.
رقم الأوكتان يتراوح بين 87 إلى 98 حسب نوعه: رقم الأوكتان هو مقياس لقدرته على مقاومة الاحتراق المبكر أو ما يُعرف بـ”الطرق” داخل محرك السيارة، وكلما ارتفع رقم الأوكتان، زادت مقاومة الوقود للاشتعال الذاتي داخل المحرك، وهو ما يوفر أداءً أفضل خاصة في المحركات الحديثة وعالية الضغط.

تُعد هذه الخصائص مجتمعة السبب في أن البنزين من مشتقات البترول الهامة وأكثرها فعالية في تلبية احتياجات الطاقة الحركية حول العالم.

البنزين كوقود للسيارات

يُستخدم على نطاق واسع كوقود لمحركات الاحتراق الداخلي، خصوصًا في السيارات الخاصة، والدراجات النارية، وبعض المركبات الخفيفة، وقد أصبح البنزين الخيار الأكثر شيوعًا على مستوى العالم بسبب مجموعة من العوامل التي تجعله فعالًا ومناسبًا للاستخدام اليومي.

قوة الاشتعال وسرعة الأداء: يمتاز بقدرته العالية على الاشتعال السريع داخل غرف الاحتراق، مما يوفّر طاقة فورية تُسهم في انطلاق السيارة بسلاسة وكفاءة، وتُعتبر هذه الخاصية من الأسباب الرئيسية التي تجعله مناسبًا لمحركات السيارات التي تحتاج إلى تسارع واستجابة فورية.
توافره وسهولة إنتاجه: يُستخرج عبر عملية التقطير الجزئي للبترول الخام، وهو متوافر بكميات كبيرة في معظم دول العالم، كما أن شبكات التوزيع والبنية التحتية الخاصة به راسخة منذ عقود، مما يُسهّل من عملية الحصول عليه من محطات الوقود في أي مكان تقريبًا.
القدرة على تحسينه بإضافة مواد مثل الإيثانول أو الإضافات الكيميائية: من المميزات المهمة للبنزين أنه يمكن تحسين أدائه عبر مزجه بمواد مضافة، مثل الإيثانول الذي يُقلل من الانبعاثات الكربونية ويساهم في تحسين البيئة، أو الإضافات الكيميائية التي تزيد من رقم الأوكتان وتمنع تراكم الرواسب في المحرك. هذا التعديل يرفع من كفاءة الوقود، ويطيل عمر المحرك، ويُقلل من الاستهلاك على المدى الطويل.
تنوع درجاته بما يتناسب مع أنواع المحركات المختلفة: يتوفر بدرجات مختلفة من رقم الأوكتان (مثل 87، 90، 92، 95، 98)، ما يتيح استخدامه في مجموعة واسعة من المحركات حسب متطلباتها الفنية، مما يعزز من كفاءة استهلاكه للطاقة ويُقلل من الأعطال.

إن هذه الخصائص تجعل منه وقودًا لا غنى عنه حتى الآن، رغم التوجه العالمي المتزايد نحو الوقود البديل والسيارات الكهربائية، لكنه لا يزال يحتفظ بمكانته في السوق لسهولة استخدامه واعتماده على بنية تحتية واسعة الانتشار.

أنواع البنزين في محطات الوقود

تُوفّر محطات الوقود أنواعًا متعددة من البنزين، تُصنّف وفقًا لما يُعرف بـ رقم الأوكتان، وهو مقياس يُعبّر عن مدى مقاومة الوقود لظاهرة “الطرق” أو “الاحتراق المفاجئ” داخل المحرك، وكلما ارتفع رقم الأوكتان، زادت قدرة الوقود على مقاومة هذا الاشتعال المبكر، مما يجعله مناسبًا لمحركات ذات ضغط أعلى.

1. بنزين 90 – للمحركات العادية

يُعتبر بنزين 90 الخيار المناسب للمركبات الاقتصادية ذات المحركات التقليدية.

الاستخدام الشائع: السيارات الصغيرة والعائلية.

الخصائص: تكلفة أقل – احتراق متوازن – كفاءة جيدة في الأداء اليومي.

يُوصى به للمستخدمين الذين لا يحتاجون إلى تسارع أو أداء عالٍ، ويبحثون عن الوقود الموفر.

2. بنزين 92 – للمحركات متوسطة الأداء

يأتي بنزين 92 بدرجة أعلى من الأوكتان، ما يجعله مثاليًا للمركبات التي تتطلب أداءً أعلى من المتوسط.

الاستخدام الشائع: سيارات السيدان المتوسطة وبعض السيارات الحديثة.

الخصائص: احتراق أنظف – أداء أفضل – تقليل احتمالات الطرق داخل المحرك.

يُعد خيارًا متوازنًا بين السعر والكفاءة.

3. بنزين 95 – للمحركات عالية الأداء والرياضية

هو البنزين الأكثر تطورًا، ويُستخدم في السيارات الفاخرة، أو الرياضية، أو التي تحتوي على محركات شديدة الحساسية.

الاستخدام الشائع: سيارات الدفع الرباعي، والسيارات الأوروبية الحديثة، والمركبات ذات الأداء العالي.

الخصائص: يمنع الاحتراق المبكر – يُعزز القوة والتسارع – يقلل من تراكم الرواسب داخل المحرك.

رغم تكلفته الأعلى، إلا أنه يُطيل من عمر المحرك ويحسّن كفاءة استهلاك الوقود في السيارات المصممة له.

4. بنزين 80 – للمحركات القديمة

يُعتبر بنزين 80 من أقل الأنواع من حيث رقم الأوكتان، وكان يُستخدم في الماضي للمركبات ذات المحركات القديمة والبسيطة.

الاستخدام الشائع: سيارات قديمة الصنع، ومحركات لا تتطلب أداءً عاليًا.

الخصائص: تكلفة منخفضة – احتراق غير مثالي – انبعاثات أكثر.

ونظرًا لانخفاض كفاءته وتأثيره السلبي على البيئة والمحركات، بدأ يُستبعد تدريجيًا من الأسواق في بعض الدول لصالح أنواع أعلى جودة مثل بنزين 90 و92.

ما الفرق بين هذه الأنواع؟

الفرق الأساسي يكمن في رقم الأوكتان وليس في مكونات البنزين نفسه، وكل نوع من أنواعه يُناسب نوعًا معينًا من المحركات، واستخدام نوع غير مناسب قد يؤدي إلى ضعف في الأداء أو زيادة استهلاك الوقود أو حتى تلف أجزاء المحرك على المدى البعيد.

استخدامات أخرى للبنزين

رغم أن البنزين يُعرف أساسًا كوقود لمحركات السيارات، إلا أن استخداماته تتجاوز قطاع النقل لتشمل العديد من الصناعات والأنشطة اليومية، ما يُبرز تنوعه وأهميته في الحياة الحديثة.

1. صناعة المذيبات العضوية

يُستخدم البنزين كمادة خام أو وسيطة في إنتاج عدد من المذيبات الكيميائية العضوية، بفضل خصائصه كمركب هيدروكربوني قادر على إذابة مواد لا تذوب في الماء.

يدخل في إنتاج مذيبات الطلاء، والتنظيف الصناعي، والدهانات.
يُستخدم في المختبرات الكيميائية كمحلول لفصل المركبات أو تفاعلات الاستخلاص.

2. تصنيع مواد بلاستيكية ومطاط صناعي

البنزين يُعد مركبًا أساسيًا في صناعة بعض البوليمرات، إذ يستخدم فيما يلي:

يُشتق منه مواد أولية مثل الستايرين الذي يدخل في تصنيع البلاستيك والمطاط الصناعي.
يُستخدم في إنتاج مواد مثل النايلون والبوليسترين والبولي يوريثان، وهي مواد تدخل في صناعة كل شيء من الأدوات المنزلية إلى السيارات.

3. وقود للمولدات والمعدات الصغيرة

يُستخدم البنزين أيضًا كوقود في معدات لا تعمل بالكهرباء، منها:

مولدات الكهرباء الصغيرة، خاصة في المناطق النائية أو أثناء انقطاع التيار.
معدات الحدائق مثل ماكينات جزّ العشب، والمناشير الآلية، وآلات التشذيب.
الدراجات النارية والمركبات الخفيفة، التي تعمل بمحركات صغيرة الحجم تعتمد على البنزين

يوضح هذا التنوع في استخدامات البنزين كيف أن هذه المشتقة البترولية ليست حكرًا على قطاع النقل فحسب، بل تُعد عنصرًا أساسيًا في كثير من الصناعات الحيوية، مما يجعلها من أهم مشتقات البترول على الإطلاق.

ختامًا؛ يبقى البنزين من مشتقات البترول الهامة، ورغم التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة، أحد الأعمدة الأساسية في مشهد الطاقة الحديث، فإلى جانب كونه وقودًا لا غنى عنه في قطاع النقل، يمتد دوره الحيوي إلى قطاعات الصناعة والكيماويات والطاقة المنزلية، ما يجعله من أبرز مشتقات البترول وأكثرها تأثيرًا في حياتنا اليومية.