نفط وبترول

مشتقات البترول .. استمرار الطلب حتى 2040 رغم التحول نحو الطاقة النظيفة

كل ما تريد معرفته عن مشتقات البترول

تلعب مشتقات البترول دورًا حيويًا في الاقتصاد العالمي، حيث تشير بعض التقديرات إلى احتمال استمرار نمو الطلب عليها في عدد من القطاعات حتى عام 2040، وإن كان ذلك بوتيرة أبطأ من السابق.

ويعكس هذا الاعتماد الواسع الأهمية الاستراتيجية لهذه المشتقات في تشكيل ملامح الحياة العصرية والمستقبل الصناعي.. في هذا المقال، سنتناول مفهوم مشتقات البترول وأبرز استخدامات هذه المشتقات، وسنوضح أنواعها المختلفة بالتفصيل، كما سنستعرض مستقبلها في ظل التحولات العالمية نحو الطاقة المستدامة.

ما هي مشتقات البترول؟

مشتقات البترول هي المنتجات التي تُستخرج من تكرير النفط الخام، وتنقسم إلى مشتقات خفيفة مثل البنزين وغاز الطهي، ومشتقات متوسطة مثل الكيروسين والديزل، ومشتقات ثقيلة مثل المازوت والزيوت والأسفلت. كما تشمل المركبات البتروكيماوية التي تدخل في صناعة البلاستيك والمواد الكيميائية. وتُعد هذه المشتقات أساسية في تشغيل وسائل النقل والصناعات وتوليد الطاقة.

استخدامات مشتقات البترول 

تُستخدم مشتقات البترول في خمسة قطاعات رئيسية تشمل النقل، والصناعة، والزراعة، وتوليد الكهرباء، والمنتجات الاستهلاكية، وتُعد وقودًا أساسيًا للسيارات والطائرات والسفن، فضلًا عن كونها مادة خام لصناعات كبرى مثل البلاستيك، والأسمدة، والمطاط، والأدوية، ورغم اتجاه العالم نحو الطاقة المتجددة، لا تزال هذه المشتقات تمثل حجر الزاوية في الإنتاج والاستهلاك اليومي، ما يمنحها أهمية استراتيجية لا تُنكر، ومع ذلك، تواجه مشتقات البترول تحديات بيئية كبيرة، أبرزها انبعاثات الكربون والتلوث، ما دفع الحكومات والشركات لتبني حلول أكثر استدامة، مثل دعم الطاقة النظيفة وتحسين كفاءة الاستهلاك، وبينما يظل الاعتماد على هذه المشتقات قائمًا لعقود قادمة، فإن مستقبلها يتطلب توازنًا دقيقًا بين استمرار الاستفادة منها والحفاظ على البيئة.

استخدامات مشتقات البترول
استخدامات مشتقات البترول

• اقرأ أيضاً: استخدامات مشتقات البترول .. 5 أسباب تجعلها محورًا للأمن الطاقي العالمي

أنواع مشتقات البترول

تتنوع مشتقات البترول إلى ثلاث فئات رئيسية: الوقودية، والكيميائية، والغازية، وتُستخلص جميعها من عملية تكرير النفط الخام أو الغاز الطبيعي، وتشمل المشتقات الوقودية منتجات تُستخدم مباشرةً كمصادر للطاقة مثل البنزين، السولار، الكيروسين، والمازوت، وتُعد ضرورية لتشغيل وسائل النقل والمولدات ومحطات الكهرباء، أما المشتقات الكيميائية، وأبرزها البتروكيماويات، فتدخل في تصنيع البلاستيك، الأدوية، المنظفات، الأسمدة، والألياف الصناعية. بينما تضم المشتقات الغازية مثل البروبان، البيوتان، والغاز الطبيعي المسال، وتُستخدم في التدفئة والطبخ والصناعات الخفيفة، وتُشكل هذه المشتقات مجتمعة حجر الأساس في قطاعات الطاقة والصناعة والنقل، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية للبترول في الاقتصاد العالمي.

أنواع مشتقات البترول
أنواع مشتقات البترول

• اقرأ أيضاً: أنواع مشتقات البترول .. 15 مشتقًا بتكوينات مختلفة واستخدامات متعددة

البنزين

البنزين هو أحد مشتقات البترول الأساسية المُستخلصة من تكرير النفط الخام، ويتكوّن من خليط من الهيدروكربونات الخفيفة والمتوسطة الوزن، ويُستخدم وقودًا رئيسيًا لمحركات الاحتراق الداخلي في السيارات والدراجات النارية نظرًا لخصائصه التي تشمل الاشتعال السريع وسرعة التبخر وسهولة التحكم في الانبعاثات باستخدام إضافات مثل الإيثانول لتحسين كفاءة الأوكتان، ويختلف البنزين بحسب رقم الأوكتان المُعلن: بنزين 90 للمحركات العادية، وبنزين 92 للمحركات متوسطة الأداء، وبنزين 95 للمحركات عالية الأداء والرياضية، إضافةً إلى بنزين 80 الذي كان يُستخدم في المحركات القديمة لكنه أصبح أقل فعالية ومُستبعدًا في بعض الأماكن، إضافة إلى كونه وقودًا، يُستخدم البنزين كمادة وسيطة في قطاعات كيميائية مهمة مثل صناعة المذيبات العضوية والبلاستيك والمطاط، كما يُعد وقودًا لمولدات الطاقة والمعدات الصغيرة في الأماكن النائية.

البنزين من مشتقات البترول
البنزين من مشتقات البترول

• اقرأ أيضاً: البنزين من مشتقات البترول .. 4 أنواع أساسية واستخدامات لا غنى عنها في الحياة اليومية

السولار

يُعد السولار أحد أهم مشتقات البترول ومكونًا لا غنى عنه في منظومة الطاقة الحديثة، إذ يشكل ركيزة أساسية في دعم قطاعات الإنتاج والخدمات الحيوية، لاسيما في الدول التي تعتمد بشكل كبير على الأنشطة الصناعية والزراعية، ويتميز هذا الوقود بقدرته العالية على توليد الطاقة بشكل فعّال، إضافة إلى كفاءته الاقتصادية مقارنةً بغيره من أنواع الوقود التقليدي، مما يمنحه مكانة استراتيجية في مزيج الطاقة على المستويين المحلي والعالمي، وبفضل مرونته في الاستخدام وتوفّره، يُعتبر السولار خيارًا مثاليًا لتشغيل المعدات الثقيلة، وتوليد الكهرباء في المناطق النائية، ودعم عجلة الاقتصاد في مختلف القطاعات الحيوية.

السولار
السولار أحد مشتقات البترول

• اقرأ أيضاً: السولار أحد مشتقات البترول .. 5 قطاعات حيوية تعتمد عليه بشكل أساسي

المازوت

المازوت ، أو زيت الوقود، هو أحد المشتقات البترولية الثقيلة والأساسية في منظومة الطاقة العالمية، ويُستخدم في خمسة قطاعات حيوية تشمل الصناعة، وتوليد الكهرباء، والنقل البحري، والتدفئة، والصناعات البتروكيماوية، ويتم إنتاجه من التقطير السفلي للنفط الخام ويتميز بلزوجته العالية واحتوائه على نسب مرتفعة من الكبريت، وتتنوع أنواعه بين مازوت خفيف وثقيل، ومنخفض وعالي الكبريت، ويُفضَّل استخدام الأنواع منخفضة الكبريت للحد من الآثار البيئية الضارة مثل التلوث والأمطار الحمضية. ورغم التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة، لا يزال المازوت يحتفظ بأهميته، خاصة في الدول النامية، مع توقعات بنمو سوقه إلى أكثر من 102 مليار دولار بحلول 2033، ومع تزايد القيود البيئية، تتجه الصناعات لاستخدام بدائل أنظف أو تحسين تقنيات تشغيله لتقليل الانبعاثات وتحقيق التوازن بين الطاقة والبيئة.

المازوت
المازوت

• اقرأ أيضاً: المازوت من مشتقات البترول .. 5 استخدامات رئيسية ترسّخ مكانته في عالم الطاقة

الكيروسين

الكيروسين هو مشتق بترولي وسيط يتم إنتاجه من التقطير الجزئي للنفط الخام، ويتميز بكثافة معتدلة واحتراق نظيف نسبيًا، ما جعله وقودًا مثاليًا في مجالات متعددة، ويُستخدم على نطاق واسع في الطيران، والتدفئة، والطبخ، والإضاءة، وبعض الصناعات الكيميائية، بفضل خصائصه مثل قابلية الاشتعال، ودرجة غليانه المتوسطة، وقدرته على التخزين طويل الأمد، ورغم تأثيراته البيئية المحدودة مقارنة ببعض المشتقات الأخرى، إلا أن العالم يتجه نحو تقنيات أكثر نظافة وكفاءة، ومع أن دوره قد يتراجع في بعض الاستخدامات، إلا أنه سيظل عنصرًا أساسيًا في وقود الطائرات، مما يضمن له مكانة مهمة في مستقبل الطاقة العالمي.

الكيروسين من مشتقات البترول
الكيروسين من مشتقات البترول

• اقرأ ايضاً: الكيروسين من مشتقات البترول .. إنتاج عالمي يتجاوز 6 ملايين برميل يوميًا

الديزل

يُعد الديزل من أبرز مشتقات البترول وأكثرها استخدامًا عالميًا، نظرًا لكفاءته العالية وقدرته على توليد طاقة كبيرة، ما يجعله الخيار المثالي لتشغيل المركبات الثقيلة، والآلات الصناعية، ومحطات توليد الكهرباء، ويتميز الديزل بكثافته العالية، واحتراقه البطيء المنتظم، وعمره التشغيلي الطويل، ويُستخدم في قطاعات حيوية مثل النقل، الزراعة، البناء، والصناعة. ورغم أن انبعاثاته أقل من البنزين من حيث ثاني أكسيد الكربون، إلا أنه يُصدر ملوثات أخرى مثل أكاسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة، وتتنوع أنواعه بين الديزل منخفض الكبريت، وفائق الانخفاض، والديزل الحيوي، ومع التوجه العالمي نحو تقليل الانبعاثات، يواجه مستقبل الديزل تحديات بيئية، لكنه سيظل ضروريًا في القطاعات التي يصعب استبداله فيها بسهولة، مع التوسع في إنتاج بدائل أكثر نظافة واستدامة.

الديزل من مشتقات البترول
الديزل من مشتقات البترول

• اقرأ أيضاً: الديزل من مشتقات البترول .. 5 مجالات رئيسية للاستخدام

الزيوت المعدنية

تمثّل الزيوت المعدنية أحد أبرز مشتقات البترول السائلة وأكثرها استخدامًا في عالم الصناعة والطب والتجميل، بفضل خصائصها الفيزيائية والكيميائية الفريدة التي تمنحها قدرة عالية على التزليق، وخفض الاحتكاك، ومقاومة التآكل، وتُستخرج هذه الزيوت من تكرير النفط الخام وتُصنَّف إلى أنواع مختلفة مثل الزيوت البيضاء الطبية، وزيوت التزليق، والزيوت الهيدروليكية، وزيوت ناقلات الحرارة، وغيرها، بحسب درجة النقاء والاستخدام، وتدخل في 3 مجالات حيوية رئيسية: تشحيم المحركات والآلات الصناعية، وتصنيع مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، وإنتاج الأدوية، إضافة إلى استخدامها في أنظمة الهيدروليك والتبريد والنقل الحراري، وتلعب هذه الزيوت دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد الحديث من خلال تعزيز كفاءة الإنتاج، إطالة عمر المعدات، وخفض تكاليف التشغيل، مما يجعلها عنصرًا لا غنى عنه في قطاعات صناعية وطبية وتجارية متعددة.

الزيوت المعدنية
الزيوت المعدنية

• اقرأ أيضاً: الزيوت المعدنية .. 3 مجالات حيوية تكشف استخداماتها الدقيقة والمتطورة

إعادة تدوير الزيوت المعدنية

تُعد إعادة تدوير الزيوت المعدنية المستعملة خطوة ضرورية لمواجهة التحديات البيئية العالمية، حيث تتحول هذه الزيوت، بعد فقدان خواصها التشغيلية، إلى ملوثات خطرة للتربة والمياه والهواء إذا لم تُعالج بشكل سليم، وتشمل عملية التدوير خمس مراحل أساسية تبدأ بجمع الزيوت من مصادرها، مرورًا بترسيب الشوائب والمعالجة الفيزيائية والكيميائية، ثم إعادة التكرير، وصولًا إلى اختبار المنتج وتعبئته. وتوفر هذه العملية فوائد بيئية واقتصادية هامة، أبرزها الحد من التلوث، وتوفير الموارد، وخفض الانبعاثات، وتعزيز الاستدامة، ومع أن التحديات لا تزال قائمة، إلا أن تجارب دول متقدمة أثبتت جدواها، ما يجعل دعم هذا التوجه بالتشريعات والوعي المجتمعي أمرًا حتميًا لبناء اقتصاد دائري مستدام.

إعادة تدوير الزيوت المعدنية
إعادة تدوير الزيوت المعدنية

• اقرأ أيضاً: دليل شامل لإعادة تدوير الزيوت المعدنية.. 5 مراحل ضرورية تحافظ على البيئة

الزيوت الأساسية للتزييت

تُعد الزيوت الأساسية للتزييت أحد مشتقات البترول الحيوية التي تُستخدم كقاعدة لتصنيع زيوت التشحيم بفضل خصائصها الكيميائية والفيزيائية الفريدة، والتي تنقسم إلى خمس مجموعات رئيسية وفقًا لتصنيف معهد البترول الأمريكي، تختلف في درجة النقاء والأداء، بدءًا من الزيوت التقليدية إلى الزيوت الاصطناعية عالية الكفاءة، وتُستخدم في مجموعة واسعة من التطبيقات الصناعية والهندسية، منها محركات السيارات، أنظمة الهيدروليك، ناقلات الحركة، والمعدات الدوارة، حيث تسهم في تقليل الاحتكاك وإطالة عمر الآلات، وتلعب هذه الزيوت دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد الصناعي العالمي، حيث تتصدر دول مثل الولايات المتحدة والسعودية وكوريا الجنوبية سوق الإنتاج والتصدير. ورغم التوجه نحو الطاقة النظيفة، لا تزال الزيوت الأساسية للتزييت عنصرًا لا غنى عنه، مع توجه متزايد نحو تطوير زيوت مستدامة وإعادة تكرير الزيوت المستهلكة، بما يتماشى مع متطلبات المستقبل الصناعي والبيئي.

الزيوت الأساسية للتزييت
الزيوت الأساسية للتزييت

• اقرأ أيضاً: الزيوت الأساسية للتزييت .. 5 مجموعات تصنّف جودة الأداء وتحدد الاستخدامات الصناعية

زيوت التشحيم

زيوت التشحيم تُعد عنصرًا أساسيًا في الصناعة الحديثة، حيث تساهم في تقليل الاحتكاك والتآكل، وحماية الأجزاء المتحركة، وتحسين كفاءة المعدات، وتنقسم إلى خمس فئات رئيسية تختلف في خصائصها واستخداماتها: الزيوت المعدنية، وهي الأرخص وتُستخلص من تكرير النفط الخام وتناسب الاستخدامات العامة رغم ضعف أدائها في درجات الحرارة القصوى؛ الزيوت الصناعية (الاصطناعية)، التي تُركّب كيميائيًا لتتحمل ظروف التشغيل القاسية، وتُستخدم في المعدات المتطورة والطيران؛ الزيوت شبه الصناعية، وهي مزيج من الزيوت المعدنية والاصطناعية، وتوفر توازنًا جيدًا بين الأداء والتكلفة؛ الزيوت البيولوجية، المشتقة من مصادر طبيعية كالنباتات، وتتميز بكونها صديقة للبيئة؛ وأخيرًا، الشحوم، وهي زيوت مخلوطة بمواد مكثفة لتكوين مادة شبه صلبة تُستخدم في التطبيقات التي تتطلب ثباتًا في مكان التشحيم.

زيوت التشحيم من مشتقات البترول
زيوت التشحيم من مشتقات البترول

• اقرأ أيضاً: زيوت التشحيم من مشتقات البترول .. تعرَّف على 5 استخدامات لا غنى عنها

استخدامات زيوت التشحيم

تلعب زيوت التشحيم دورًا محوريًا في مختلف القطاعات الصناعية والتقنية، نظرًا لقدرتها على تقليل الاحتكاك والتآكل بين الأجزاء المتحركة، مما يسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية للمعدات وإطالة عمرها الافتراضي. وتتوزع استخداماتها على خمسة قطاعات رئيسية، تشمل: الصناعة الثقيلة، حيث تُستخدم في الآلات والمولدات لتحمل الظروف القاسية والضغوط العالية؛ ووسائل النقل، مثل السيارات والقطارات والطائرات، لتقليل استهلاك الوقود والحفاظ على أداء المحركات؛ إضافة إلى الأجهزة المنزلية والمعدات الدقيقة كالساعات والأجهزة الطبية، التي تتطلب تشحيمًا فائق الدقة؛ وكذلك في القطاع البحري ومحطات الطاقة، حيث تواجه الزيوت بيئات تشغيلية معقدة. ونتيجة لتعدد استخداماتها، أصبحت زيوت التشحيم عنصرًا لا غنى عنه في دعم الاستدامة، خفض التكاليف، والارتقاء بكفاءة الأنظمة التشغيلية في شتى المجالات.

استخدامات زيوت التشحيم
استخدامات زيوت التشحيم

• اقرأ أيضاً: استخدامات زيوت التشحيم .. 5 قطاعات لا يمكنها الاستغناء عنها

أنواع زيوت التشحيم

تختلف أنواع زيوت التشحيم بشكل كبير بحسب تركيبها الكيميائي وخصائصها الفيزيائية، وهو ما يجعلها قادرة على تلبية مجموعة واسعة من الاحتياجات التشغيلية في قطاعات متعددة، وتُستخدم هذه الزيوت وفق معايير دقيقة لتتناسب مع ظروف التشغيل المختلفة، مثل درجات الحرارة والضغط ونوع المعدن، وتشمل استخداماتها خمسة قطاعات رئيسية، أبرزها السيارات، الطيران، الصناعات الثقيلة، القطاع البحري، والمعدات المنزلية الدقيقة، حيث تسهم في تقليل الاحتكاك، ومنع التآكل، وضمان الأداء السلس. وبفضل خصائصها كمشتقات بترولية، مثل اللزوجة والثبات الحراري، أصبحت زيوت التشحيم عنصرًا محوريًا في دعم كفاءة واستدامة الأنظمة الصناعية الحديثة.

أنواع زيوت التشحيم
أنواع زيوت التشحيم

• اقرأ أيضاً: أنواع مشتقات البترول .. 15 مشتقًا بتكوينات مختلفة واستخدامات متعددة

البتروكيماويات

تُعد البتروكيماويات من أبرز مشتقات البترول التي أحدثت ثورة في الصناعات الحديثة، إذ لم تعد مجرد منتجات كيميائية، بل أصبحت ركيزة لصناعات حيوية تشمل البلاستيك، الألياف الصناعية، الأدوية، الإلكترونيات، والمنظفات، وتُصنّف كمشتقات ثانوية تُستخلص من نواتج تكرير مثل النافثا والغازات البترولية، وتُستخدم لإنتاج مركبات أساسية تدخل في تصنيع آلاف المنتجات اليومية. وتولي دول عديدة، ومنها مصر، اهتمامًا متزايدًا بهذا القطاع ضمن استراتيجياتها التنموية، لما يمثله من قيمة مضافة اقتصادية وصناعية وفرص تصديرية واعدة. وفي ظل التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة، تبرز البتروكيماويات كخيار استراتيجي لتحقيق النمو الصناعي المستدام.

البتروكيماويات من مشتقات البترول
البتروكيماويات من مشتقات البترول

• اقرأ أيضاً: البتروكيماويات من مشتقات البترول .. ركيزة الصناعات الحديثة في ظل استراتيجية 2030

المواد البتروكيماوية المستخرجة من النفط

تُعد المواد البتروكيماوية المستخرجة من النفط من أبرز المشتقات الحيوية التي تدعم الصناعات الكيميائية الحديثة، إذ تُستخدم كمكونات أساسية في إنتاج آلاف المنتجات اليومية مثل البلاستيك، الألياف الصناعية، المنظفات، والأدوية. وتنقسم هذه المواد إلى الألكينات مثل الإثيلين والبروبيلين، والمركّبات العطرية مثل البنزين، التولوين، والزيلين، وتُستخلص من النفط الخام والغاز الطبيعي. وتشمل أبرزها: البولي إيثيلين، البروبيلين، البنزين العطري، التولوين، والزيلين. وفي ضوء الاستراتيجية المصرية حتى 2040، تسعى الدولة لتوسيع هذا القطاع الحيوي عبر تعزيز الإنتاج المحلي، وفتح أسواق تصديرية، مما يجعل البتروكيماويات ركيزة أساسية للاقتصاد والصناعة في المستقبل.

المواد البتروكيماوية المستخرجة من النفط
المواد البتروكيماوية المستخرجة من النفط

اقرأ أيضاً: 5 عناصر رئيسية .. تعرف على أهم المواد البتروكيماوية المستخرجة من النفط

الأسفلت

الأسفلت هو مادة بترولية ثقيلة تُستخلص من عمليات تقطير النفط، وتُعد من العناصر الأساسية في البنية التحتية الحديثة، نظرًا لمرونته ومقاومته للعوامل الجوية والتآكل. يُستخدم بشكل رئيسي في رصف الطرق والمطارات وصيانة الأسطح، ويتوفر بعدة أنواع مثل الأسفلت الساخن، والمستحلبات، والمخفف، والمطاطي، حيث تختلف استخداماتها حسب طبيعة المشروع. ورغم الأثر البيئي لإنتاجه، كاستهلاك الطاقة والانبعاثات، فإن الحلول المبتكرة مثل إعادة التدوير وتقنيات الإنتاج البارد تسهم في جعله أكثر استدامة. ومع التطور التكنولوجي، يشهد الأسفلت مستقبلًا واعدًا يشمل أنواعًا ذاتية الشفاء، ودافئة، وموصلة للكهرباء، ما يعزز من كفاءته وصلاحيته لمشاريع ذكية وصديقة للبيئة.

الأسفلت من مشتقات البترول غير الوقودية
الأسفلت من مشتقات البترول

• اقرأ أيضاً: الأسفلت من مشتقات البترول .. دليلك المختصر في 5 نقاط لفهم هذه المادة الحيوية

الكبريت

الكبريت هو أحد المشتقات غير الوقودية للبترول، يُستخلص كمُنتج ثانوي من عمليات تكرير النفط والغاز، وتحديدًا خلال إزالة الكبريت من المشتقات البترولية مثل الديزل والبنزين. ورغم كونه ناتجًا غير مرغوب فيه بيئيًا، إلا أن له قيمة صناعية كبيرة، حيث يُستخدم في أكثر من 20 صناعة أبرزها إنتاج الأسمدة، الصناعات الكيميائية، معالجة المعادن، والمبيدات الزراعية. يتوفر الكبريت بعدة أشكال مثل الصلب والمطحون والسائل، ويُعد الكبريت البترولي أكثر نقاءً وأقل تكلفة مقارنة بالكبريت الطبيعي. ومع أن انبعاثاته تمثل تحديًا بيئيًا، إلا أن التقدم في تقنيات التكرير واستخداماته المستدامة، مثل بطاريات الطاقة ومعالجة التربة، يعزز من أهميته الاقتصادية. ويُتوقع أن ينمو سوقه عالميًا مدفوعًا بالطلب الزراعي والصناعي، مع مساهمة متزايدة من إنتاجه المحلي في دول مثل مصر ضمن خططها التوسعية في صناعة البتروكيماويات.

الكبريت
الكبريت من مشتقات البترول

• اقرأ أيضاً: الكبريت من مشتقات البترول .. 20 استخدامًا صناعيًا يعكس أهميته في الاقتصاد العالمي

الفحم البترولي

يُعد الفحم البترولي من أبرز مشتقات البترول الثقيلة وأكثرها أهمية في القطاع الصناعي، حيث يُصنَّف كمنتج كربوني عالي الكثافة يُستخلص من المخلفات الصلبة الناتجة عن عمليات تكرير النفط الخام. وتكمن أهميته في استخدامه ضمن ثلاث صناعات رئيسية هي: صناعة المعادن وخاصة في إنتاج الألمنيوم والصلب، وتوليد الطاقة بفضل قدرته العالية على الاحتراق، وإنتاج الجرافيت الصناعي الذي يُستخدم في التطبيقات الكهربائية والحرارية. وبفضل خصائصه الحرارية العالية ومحتواه الكربوني المرتفع، يُعد الفحم البترولي بديلًا استراتيجيًا للفحم الحجري، مما يمنحه مكانة متقدمة في الأسواق العالمية كأحد مصادر الطاقة الصناعية الحيوية.

الفحم البترولي
الفحم البترولي

• اقرأ أيضاً: الفحم البترولي .. مشتق نفطي يدعم 3 صناعات ثقيلة تقود الاقتصاد العالمي

الغازات البترولية المسالة

تُعد الغازات البترولية المسالة من أهم مشتقات البترول، نظرًا لتنوع استخداماتها وسهولة إنتاجها وتخزينها، إذ تُستخدم في المنازل والصناعة والنقل والتخييم والزراعة والخدمات. وتتكوّن أساسًا من البروبان والبيوتان، وهما غازان هيدروكربونيان يُسهل تسييلهما تحت ضغط منخفض، ما يجعلها عملية وآمنة للنقل والتوزيع. تمتاز هذه الغازات بخصائص فيزيائية فريدة، مثل كثافتها العالية مقارنة بالهواء، وقابليتها العالية للاشتعال، وكفاءتها الحرارية المرتفعة، مع انبعاثات منخفضة نسبيًا. ورغم بعض التحديات مثل الحاجة لإجراءات أمان دقيقة، تظل الغازات البترولية المسالة خيارًا انتقاليًا مثاليًا نحو مستقبل طاقة أكثر استدامة، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى شبكات الغاز الطبيعي.

الغازات البترولية المسالة
الغازات البترولية المسالة

• اقرأ أيضاً: الغازات البترولية المسالة .. 6 استخدامات تجعلها من أقوى مشتقات البترول استخدامًا

الغازات الهيدروكربونية السائلة

تُعد الغازات الهيدروكربونية السائلة واحدة من أهم مشتقات البترول وأكثرها تنوعًا من حيث الاستخدامات، إذ تدخل في أكثر من 9 مجالات مختلفة تشمل الطاقة والصناعة والتصنيع الكيميائي والنقل والتدفئة والبتروكيماويات، وصولًا إلى استخدامها كمواد أولية في إنتاج البلاستيك والمطاط الصناعي ووقود الطيران. وتؤدي هذه الغازات دورًا محوريًا في دعم العديد من الصناعات الحيوية حول العالم، مما يجعلها عنصرًا استراتيجيًا لا غنى عنه في منظومة الطاقة والاقتصاد العالمي، وركيزة أساسية في سلاسل الإمداد الحديثة.

الغازات الهيدروكربونية السائلة
الغازات الهيدروكربونية السائلة

• اقرأ أيضاً: الغازات الهيدروكربونية السائلة .. 9 استخدامات حيوية تعزز مكانتها كمشتق بترولي استراتيجي

مشتقات البترول الغازية

تُعد مشتقات البترول الغازية من أبرز نواتج تكرير النفط الخام، وتلعب دورًا محوريًا في تلبية احتياجات الطاقة الحديثة بفضل تنوع أنواعها واستخداماتها. وتشمل هذه المشتقات ستة غازات رئيسية، أبرزها الميثان، الإيثان، البروبان، البيوتان، وغاز البترول المسال، بالإضافة إلى غازات أخرى مثل الإيزوبيوتان والبنتان. وتتميز هذه الغازات بخفة وزنها، وسهولة نقلها وتخزينها، وقابليتها للاشتعال، مما يجعلها مثالية للاستخدام المنزلي والصناعي وفي إنتاج الطاقة والبتروكيماويات. وتُسهم في الاقتصاد من خلال توفير وقود أنظف، وتقليل الانبعاثات مقارنة بمشتقات النفط السائلة، رغم التحديات البيئية المرتبطة بانبعاثات الميثان ومخاطر التسرب. ومع الاتجاه العالمي نحو الطاقة النظيفة، تبرز هذه المشتقات كحلٍّ انتقالي فعّال ضمن مزيج الطاقة المستقبلي.

مشتقات البترول الغازية
مشتقات البترول الغازية

• اقرأ أيضاً: مشتقات البترول الغازية .. 6 عناصر رئيسية تُشكّل عصب منظومة الطاقة العالمية

مشتقات البترول الوقودية

تُعد مشتقات البترول الوقودية عماد الطاقة الحديثة، حيث تشمل 13 نوعًا رئيسيًا تُستخرج من النفط الخام عبر التقطير والمعالجة، وتُستخدم في تشغيل وسائل النقل، توليد الكهرباء، والصناعات الثقيلة والبحرية. وتتميز هذه المشتقات بكثافة طاقية عالية وسهولة في النقل والتخزين، مما يجعلها رغم التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة، مصدرًا رئيسيًا لا غنى عنه في العديد من القطاعات. ومع أن احتراقها يسهم في التلوث وتغيّر المناخ، إلا أن مستقبلها لا يزال مهمًا، لا سيما مع تطوير تقنيات لتقليل الانبعاثات وتحسين الكفاءة.

مشتقات البترول الوقودية
مشتقات البترول الوقودية

• اقرأ أيضاً: مشتقات البترول الوقودية .. دليل شامل لـ 13 مشتقًا يحرّك الاقتصاد العالمي

مشتقات البترول غير الوقودية

الأسفلت والكبريت هما من أبرز مشتقات البترول غير الوقودية التي تلعب دورًا حيويًا في البنية التحتية والصناعات الحديثة. فالأسفلت، المعروف بلونه الأسود وخصائصه اللاصقة، يُستخدم بشكل أساسي في رصف الطرق وصناعة العوازل المائية، أما الكبريت، الذي يُستخلص كمنتج ثانوي من عمليات التكرير، فيُعد عنصرًا مهمًا في صناعات الأسمدة، البطاريات، المبيدات، والمطاط. وتُبرز هذه المشتقات أهمية اقتصادية كبيرة عبر دعم الصناعات التحويلية، وتنويع مصادر الربح لشركات النفط، ومع الاتجاه العالمي نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، تزداد أهمية هذه المشتقات في مستقبل الصناعة والطاقة.

مشتقات البترول غير الوقودية

• اقرأ أيضاً: مشتقات البترول غير الوقودية .. تعرَّف على 8 منتجات أساسية في الصناعة والاقتصاد

البيوتان

يُعد البيوتان (البوتان) من المشتقات البترولية الهامة، وهو غاز هيدروكربوني يُستخلص خلال تكرير النفط، ويتميّز بسهولة تسييله وقابليته العالية للاشتعال، مما يجعله مثاليًا لتطبيقات متنوعة. يتوفر في شكلين متصاوغين: النورمال بيوتان، المستخدم في الطهي والتدفئة، والآيزو بيوتان، المستخدم كغاز دافع وفي تحسين البنزين، تتعدد استخداماته لتشمل الوقود المنزلي، البخاخات، الصناعات البتروكيماوية، توليد الطاقة، صناعة البلاستيك، وحتى بعض المنتجات الطبية. ورغم مخاطره كالتسرب والاشتعال، يظل خيارًا فعالًا كمصدر طاقة انتقالي، خاصة في الدول النامية، لدوره الحيوي في الحياة اليومية والصناعة.

البيوتان أحد المشتقات البترولية
البيوتان أحد المشتقات البترولية

• اقرأ أيضاً: البيوتان من مشتقات البترول .. تعرف على أهم 6 استخدامات له

البروبان

يُعد البروبان من أهم مشتقات البترول الغازية، يتميز بمرونته وكفاءته كمصدر للطاقة في أكثر من سبعة قطاعات حيوية، منها الاستخدام المنزلي، والصناعي، والزراعي، والنقل، والتبريد، وحتى المجالات الطبية. يُستخرج من عمليات تكرير النفط ومعالجة الغاز الطبيعي، ويتميز بخصائص مثل قابلية الاحتراق العالية، وسهولة التخزين والنقل، وانبعاثاته المنخفضة نسبيًا، مما يجعله خيارًا نظيفًا وفعالًا. ورغم بعض التحديات مثل مخاطر التسرب وتقلبات الأسعار، فإن البروبان يُعد بديلًا عمليًا ومستدامًا في ظل التحول نحو الطاقة النظيفة، خاصة في المناطق النائية والدول النامية، ما يعزز مكانته كمصدر طاقة واعد في المستقبل.

البروبان
البروبان

• اقرأ أيضاً: البروبان أحد مشتقات البترول .. 7 قطاعات حيوية تعتمد عليه كمصدر طاقة أساسي

الفرق بين البروبان والبيوتان

يُعد كل من البروبان والبيوتان من الغازات الهيدروكربونية المشتقة من البترول، ويشيع استخدامهما في مجالات الطهي والتدفئة والتخييم، لكن الاختلافات بينهما تُحدد أفضلية كل منهما حسب طبيعة الاستخدام والبيئة، يتميز البروبان بقدرته على التبخر عند درجات حرارة منخفضة، مما يجعله مثاليًا للمناخات الباردة والتطبيقات الصناعية، بينما يُفضل البيوتان في الأجواء المعتدلة لاستخدامه في الأجهزة المحمولة بفضل سهولة تسييله، ويُخلط الغازان غالبًا لإنتاج غاز البترول المسال (LPG) الذي يجمع بين مزايا الاثنين، كما يُعد كلاهما وقودًا أنظف نسبيًا من البدائل التقليدية، مما يعزز مكانتهما في مرحلة التحول نحو طاقة مستدامة.

إليك جدولًا يوضح الفروقات الرئيسية بين البروبان والبيوتان:

العامل البروبان (Propane) البيوتان (Butane)
الصيغة الكيميائية C₃H₈ C₄H₁₀
درجة الغليان -42 درجة مئوية -0.5 درجة مئوية
الضغط اللازم للتسييل يحتاج ضغطًا أعلى يُسهل تسييله عند ضغط منخفض
الأداء في الطقس البارد فعال جدًا أقل كفاءة – لا يتبخر بسهولة
الطاقة الحرارية أعلى إنتاجًا للطاقة أقل إنتاجًا للطاقة
سهولة التخزين والنقل يتطلب ضغطًا أعلى للتخزين أسهل في التخزين بأسطوانات صغيرة
الاستخدامات الشائعة التدفئة، الطهي، تشغيل المولدات، السيارات ولاعات السجائر، أجهزة التخييم، بعض أجهزة التبريد
البيئات المناسبة المناخ البارد المناخ المعتدل والدافئ
التكلفة والتوفر أعلى في بعض المناطق أرخص في بعض الدول، وأقل استخدامًا في الشتاء
الأثر البيئي أقل انبعاثًا من الملوثات مشابه للبروبان من حيث النظافة البيئية

هذا الجدول يساعد على مقارنة الغازين بسرعة ويساهم في اختيار الأنسب حسب طبيعة الاستخدام والظروف المناخية.

اقرأ أيضاً: الفرق بين البروبان والبيوتان .. 6 نقاط رئيسية لفهم الفروق

شمع البرافين

شمع البرافين هو أحد مشتقات البترول المهمة، يُستخرج من تكرير النفط الخام ويُستخدم في عدة قطاعات حيوية. يدخل في صناعة الشموع والمنتجات المنزلية، ويُستخدم طبيًا وتجميلًا في الكريمات والعلاجات الموضعية، كما يُستعمل في تغليف المواد الغذائية، والورق المقاوم للرطوبة، وفي عزل الأسلاك والكابلات الكهربائية، نظرًا لخصائصه العازلة والمُلطفة، مما يجعله عنصرًا أساسيًا في عدد من الصناعات اليومية.

شمع البرافين
شمع البرافين

• اقرأ أيضاً: شمع البرافين من المشتقات البترولية .. 7 خطوات لفهم طريقة استخراجه واستخدامه

الإضافات البترولية

تُعد الإضافات البترولية من المكونات الأساسية في صناعة الوقود الحديث، فهي مواد كيميائية تُضاف بكميات صغيرة ولكن بأثر كبير إلى منتجات مثل البنزين، الديزل، وزيوت التشحيم، بهدف تحسين أدائها ورفع كفاءتها التشغيلية. وتكمن أهميتها في قدرتها على تعزيز خصائص الاحتراق، تقليل الانبعاثات الضارة، تحسين سلوك الوقود في درجات الحرارة المختلفة، وزيادة عمر المحركات. وتتنوّع الإضافات إلى سبعة أنواع رئيسية، تشمل محسّنات الأوكتان والسيتان، مضادات الأكسدة، مانعات التآكل، مثبطات الرغوة، منظفات الحُقن، ومزيلات الماء، وغيرها، وكل منها يؤدي وظيفة محددة تسهم في تحسين جودة الوقود وتلبية متطلبات الأداء الحديثة. ورغم أن نسبتها لا تتجاوز 1% من حجم المنتج، إلا أن فعاليتها تفوق هذه النسبة بأضعاف، ما يجعلها عنصرًا لا غنى عنه في منظومة الطاقة والصناعات المرتبطة بها.

الإضافات البترولية
الإضافات البترولية

• اقرأ أيضاً: الإضافات البترولية .. 7 أنواع رئيسية تعزز كفاءة الوقود وتحمي المحركات

المذيبات البترولية

تُعد المذيبات البترولية من العناصر الأساسية في العديد من الصناعات الكيميائية والتقنية، بفضل قدرتها العالية على إذابة المواد العضوية، ما يجعلها ضرورية في مجالات مثل الطلاء، والتنظيف، والطباعة، والبتروكيماويات. وتنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية: الأليفاتية، والأروماتية، والمختلطة، كل منها يتميز بخصائص فريدة تناسب استخدامات صناعية محددة. وتُسهم هذه المذيبات في تحسين الكفاءة التشغيلية وجودة المنتجات، مع تحقيق توازن بين الأداء والسلامة، مما يجعلها من الحلول الذكية التي تدعم الإنتاج الصناعي الحديث.

المذيبات البترولية
المذيبات البترولية من المشتقات النفطية

• اقرأ أيضاً: المذيبات البترولية .. 3 أنواع رئيسية تُشكل حلولًا ذكية

النافثا

في ظل الارتفاع المستمر في الطلب العالمي على الطاقة والمواد البتروكيماوية، تبرز النافثا كأحد أهم مشتقات البترول وأكثرها استخدامًا في الأسواق، بإنتاج عالمي يقدَّر بحوالي 32 مليون برميل يوميًا. وتُعد النافثا مكونًا محوريًا في صناعة البتروكيماويات، إذ تُستخدم كمادة خام أساسية لإنتاج مركبات مثل الإيثيلين والبروبيلين، اللذين يدخلان في تصنيع البلاستيك، والمطاط الصناعي، والمنظفات، والألياف الصناعية، وعدد كبير من المنتجات الكيماوية اليومية. ورغم توجه بعض الدول إلى الاعتماد على الغاز الطبيعي كبديل، فإن النافثا تحتفظ بمكانتها الاستراتيجية في سلاسل الإنتاج الصناعي، لما توفره من مرونة وكفاءة عالية في عمليات التكسير البخاري وتحويل الهيدروكربونات، مما يجعلها ركيزة أساسية تدعم تطور الصناعات الحديثة وتعزز النمو الاقتصادي العالمي.

النافثا
النافثا من مشتقات البترول

• اقرأ أيضاً: 32 مليون برميل يوميًا.. كيف أصبحت النافثا المشتق البترولي الأكثر طلبًا عالميًا؟

مشتقات البترول في الحياة اليومية

تلعب مشتقات البترول دورًا محوريًا في تفاصيل الحياة اليومية، حيث تدخل في تشغيل وسائل النقل بأنواعها من السيارات والطائرات إلى الشاحنات والمعدات الثقيلة، كما تُستخدم في توليد الكهرباء والتدفئة، وتُعد العمود الفقري لصناعة البلاستيك بمختلف أشكاله، فضلًا عن وجودها في مستحضرات التجميل والعناية الشخصية، والمنتجات الطبية مثل الحقن والقفازات، وكذلك في تصنيع الأسمدة والمبيدات في القطاع الزراعي، وفي مواد البناء ورصف الطرق، بل تمتد حتى إلى الأقمشة والملابس المصنوعة من الألياف الصناعية، ما يعكس مدى تغلغل هذه المشتقات في أدق تفاصيل الحياة العصرية.

مشتقات البترول في الحياة اليومية
مشتقات البترول في الحياة اليومية

• اقرأ أيضاً: مشتقات البترول في الحياة اليومية .. 8 قطاعات تكشف حجم الاعتماد العالمي

مستقبل مشتقات البترول

يشهد قطاع مشتقات البترول تحولًا استراتيجيًا في ظل تسارع وتيرة الانتقال نحو الطاقة النظيفة، حيث يتجه التركيز العالمي إلى تقليص الانبعاثات الكربونية وتعزيز الصناعات البتروكيماوية عالية القيمة. ورغم التحديات التنظيمية والضغوط البيئية وتقلّبات الأسواق، تبقى المشتقات البترولية عنصرًا محوريًا في الاقتصاد العالمي، خاصة في مجالات إنتاج البوليمرات واللدائن والألياف الصناعية. وتشير تقديرات دولية إلى نمو الطلب على هذه المشتقات بنسبة تقارب 30% بحلول عام 2040، مدفوعًا بالتوسع الصناعي في الدول النامية، ما يستدعي تحوّل المصافي التقليدية إلى نماذج أكثر كفاءة وابتكارًا، تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والهيدروجين الأخضر لتحقيق الاستدامة.

مستقبل مشتقات البترول
مستقبل مشتقات البترول

• اقرأ أيضاً: مستقبل مشتقات البترول .. 3 تحديات تُعيد رسم خريطة الصناعة عالميًا

ختامًا؛ يتضح أن مشتقات البترول أكثر من مجرد وقود، فهي شريان الحياة الذي يغذي كافة القطاعات، من النقل والصناعة إلى الزراعة والطب. وعلى الرغم من التحديات البيئية والتوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة، ستحتفظ هذه المشتقات بأهميتها الاستراتيجية، خاصة في قطاع البتروكيماويات الذي لا غنى عنه في عالمنا الحديث.. إن مستقبل هذا القطاع يعتمد على الموازنة بين تلبية الطلب المتزايد وتبني تقنيات مبتكرة ومستدامة تضمن استمرارية دوره المحوري في الاقتصاد العالمي.

فيديو .. ماذا ينتج برميل واحد من النفط 

مراجع:

محمد أبو الخير

محرر اقتصادي متخصص في شئون البترول والغاز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Index