نفط وبترول

البروبان أحد مشتقات البترول .. 7 قطاعات حيوية تعتمد عليه كمصدر طاقة أساسي

البروبان بين الحاضر والمستقبل: طاقة نظيفة بخصائص استثنائية واستخدامات لا تُعد

يُعد البروبان واحدًا من أهم مشتقات البترول التي تُستخدم في أكثر من 7 قطاعات حيوية، بداية من المنازل وصولًا إلى الصناعات الثقيلة، فرغم كونه غازًا بسيط التكوين، إلا أن تطبيقاته المتعددة تجعله عنصرًا لا غنى عنه في منظومة الطاقة اليومية حول العالم.

ومع تزايد البحث عن بدائل طاقة نظيفة وفعالة، تزداد أهمية البروبان كمصدر آمن ومرن لتوليد الطاقة في أماكن كثيرة لا تصل إليها شبكات الغاز الطبيعي، سنتناول في هذا المقال تعريفه كأحد أهم مشتقات البترول وأبرز خصائصه الفيزيائية والكيميائية، إلى جانب استعراض شامل لاستخداماته في القطاعات المختلفة، وفوائده وتحدياته، بالإضافة إلى الفرق بينه وبين البيوتان، مع نظرة مستقبلية على دوره في التحول نحو الطاقة المستدامة.

ما هو البروبان؟

البروبان هو أحد مشتقات البترول الغازية، يُصنَّف كأحد أنواع الغازات الهيدروكربونية ضمن سلسلة الألكانات، وصيغته الكيميائية (C₃H₈)، ويتم استخلاصه من عمليات تكرير النفط الخام أو من الغاز الطبيعي، ويُعد من الغازات القابلة للاشتعال عديمة اللون والرائحة في حالته النقية، وغالبًا ما يُضاف إليه مركب كريه الرائحة لاكتشاف التسرب عند الاستخدام التجاري والمنزلي.

كيف يتم استخراج البروبان؟

يُستخرج البروبان خلال عمليات معالجة الغاز الطبيعي وتكرير النفط، فعند فصل المكونات الهيدروكربونية في وحدات المعالجة، يتم الحصول عليه إلى جانب غازات أخرى مثل الإيثان والبيوتان، وبعد الفصل، يُضغط إلى صورة سائلة لتسهيل تخزينه ونقله، ويُعرف حينها باسم غاز البترول المسال (LPG) عندما يُخلط مع البيوتان.

البروبان
البروبان

خصائصه الفيزيائية والكيميائية

يتميّز البروبان بعدد من الخصائص الفيزيائية والكيميائية التي تجعله واحدًا من أكثر مشتقات البترول استخدامًا وانتشارًا في العالم، وإليك أبرز خصائصه الفيزيائية والكيميائية:

  • الحالة الطبيعية: غاز عديم اللون والرائحة، في حالته الطبيعية، يكون غازًا عديم اللون والرائحة، ولأغراض الأمان، تتم إضافة مادة ذات رائحة نفاذة (عادة الإيثانثيول) إليه لتسهيل اكتشاف أي تسرب.
  • درجة الغليان: من أهم خواصه هي درجة غليانه المنخفضة التي تصل إلى نحو -42 درجة مئوية، ما يعني أنه يتحول بسهولة من الحالة السائلة إلى الغازية عند درجات حرارة منخفضة نسبيًا، هذه الخاصية تسهّل استخدامه في البيئات الباردة وتجعله مثاليًا للعديد من التطبيقات، خاصة في التدفئة والطهي.
  • قابلية الاحتراق: عالية، وهو ما يجعله مصدرًا ممتازًا للطاقة الحرارية في المنازل والمصانع والمركبات، وعند احتراقه الكامل، يُنتج ثاني أكسيد الكربون والماء فقط، دون انبعاث كميات كبيرة من الملوثات، مما يمنحه ميزة كوقود أنظف مقارنةً بالعديد من المشتقات البترولية الأخرى.
  • الكثافة: يأتي في صورته الغازية أقل كثافة من الهواء، مما يجعله يهبط إلى الأسفل عند حدوث تسرب، وهو أمر يستدعي الحذر عند استخدامه في الأماكن المغلقة.
  • سهولة التخزين: عند تعريضه إلى ضغط معتدل، يتحول إلى سائل يمكن تخزينه في أسطوانات مضغوطة بكفاءة عالية، ما يسمح بنقله واستخدامه في المناطق النائية التي لا تصلها شبكات الغاز الطبيعي.

كل هذه الخصائص مجتمعة تفسر لماذا يُعَدُّ البروبان خيارًا مرنًا وفعّالًا للطاقة في مختلف القطاعات.

استخدامات البروبان

يُستخدم البروبان على نطاق واسع في العديد من القطاعات الصناعية والمنزلية والزراعية، ومن أبرز استخداماته:

  1. في الاستخدام المنزلي: الطبخ والتدفئة في المنازل الريفية أو الأماكن غير المتصلة بشبكات الغاز الطبيعي، تشغيل سخانات المياه والمواقد.
  2. في الاستخدام الصناعي: مصدر وقود في الأفران الصناعية وأجهزة اللحام والقطع، يساعد في تشغيل المولدات في مواقع البناء والمناطق البعيدة عن الشبكات الكهربائية.
  3. في قطاع الزراعة: يستخدم في تشغيل معدات الري والتدفئة في البيوت المحمية، كما يستخدم في تجفيف المحاصيل مثل الذرة والحبوب.
  4. كوقود للسيارات: يُعرف باسم غاز السيارات (Autogas)، ويُعد بديلًا نظيفًا للبنزين والديزل، كما يُستخدم في بعض الحافلات والمركبات التجارية لتقليل الانبعاثات الكربونية.
  5. في التبريد والتكييف: يدخل في تصنيع بعض مركبات التبريد (مثل R-290)، وهو خيار صديق للبيئة مقارنة بالغازات الاصطناعية الضارة بالأوزون.
  6. التخييم والأنشطة الخارجية: يُعد وقودًا مثاليًا لأغراض التخييم والرحلات، حيث يُستخدم في مواقد التخييم، مصابيح الإضاءة، وسخانات المياه المحمولة، مما يوفر راحة وسهولة في الاستخدام خارج المنزل.
  7. الاستخدامات الطبية ومختبرات الأبحاث: يُستخدم أحيانًا في أجهزة التعقيم وفي بعض التطبيقات المخبرية التي تتطلب درجة حرارة ثابتة ومتحكم بها، مما يبرز تنوع استخداماته في مجالات حساسة.

بشكل عام، تتعدد استخدامات البروبان لتشمل جوانب حياتنا اليومية والصناعية والزراعية، مما يجعله غازًا ذا أهمية كبيرة بفضل خصائصه المتعددة كوقود فعال ونظيف، ودوره المتزايد في دعم التوجهات البيئية والتنمية المستدامة.

البروبان
البروبان

فوائده

يُعد البروبان، بفضل خصائصه المتعددة، مصدرًا للطاقة يحمل في طياته العديد من المزايا التي تجعله خيارًا مفضلًا في مختلف القطاعات، تتجلى هذه الفوائد في جوانب الكفاءة، التأثير البيئي، وسهولة التعامل معه، وإليك أبرز الفوائد:

  • كفاءة طاقوية عالية: يتميز بقدرته على إنتاج حرارة كبيرة مقارنة بالعديد من الغازات الأخرى، مما يجعله وقودًا فعالًا في تطبيقات التدفئة والعمليات الصناعية التي تتطلب درجات حرارة عالية.
  • انبعاثات منخفضة: يُعد وقودًا نظيفًا نسبيًا، حيث ينتج عند احتراقه انبعاثات أقل بكثير من الملوثات مقارنة بالفحم أو الزيت الثقيل، هذا يساهم في تقليل البصمة الكربونية وتحسين جودة الهواء.
  • سهولة النقل والتخزين: إحدى أبرز مزاياه هي سهولة نقله وتخزينه، حيث يُمكن ضغطه وتخزينه في أسطوانات أو صهاريج مخصصة، مما يجعله متاحًا للاستخدام في المناطق النائية أو التي لا تتوفر بها شبكات الغاز الطبيعي.
  • تكلفة مناسبة: يُعتبر خيارًا اقتصاديًا في العديد من الحالات، خاصة في المناطق البعيدة عن شبكات الغاز المركزي، حيث يُوفر بديلاً عمليًا وميسور التكلفة لتلبية احتياجات الطاقة.

تُبرز هذه الفوائد مجتمعة مكانة البروبان كبديل طاقوي عملي ومستدام، يساهم في تلبية الاحتياجات المتنوعة للطاقة مع مراعاة الجوانب الاقتصادية والبيئية، مما يعزز من دوره كمصدر حيوي في المستقبل.

تحديات البروبان

رغم مميزاته، يواجه استخدام البروبان بعض التحديات:

  • مخاطر التسرب والانفجار: إذا لم يُستخدم في بيئة آمنة أو لم يتم اكتشاف التسرب سريعًا.
  • التأثر بتقلبات الأسعار: تأثر الإمدادات بأسعار النفط العالمية، كونه مشتقًا بتروليًا.
  • البنية التحتية: يتطلب نظام توزيع خاص لنقله وتخزينه بشكل آمن.
البروبان
البروبان

الفرق بين البروبان والبيوتان

كلاهما من غازات البترول المسال، لكن توجد فروق رئيسية:

الفرق بين البروبان والبيوتان
الفرق بين البروبان والبيوتان

مستقبل البروبان في ظل التحول نحو الطاقة النظيفة

مع التوجه العالمي نحو تقليل الانبعاثات الكربونية، يُنظر إلى البروبان كحل وسيط بين الوقود الأحفوري والطاقة النظيفة، فبفضل نظافته النسبية وتعدد استخداماته، يمكن للبروبان أن يلعب دورًا مهمًا في المرحلة الانتقالية للطاقة، خاصة في الدول النامية والمناطق الريفية.

ختامًا؛ يُعد البروبان من أهم مشتقات البترول متعددة الاستخدامات، لما يتمتع به من خصائص كفاءة وسهولة في النقل والتخزين، ومع تزايد الاهتمام ببدائل الطاقة النظيفة، من المتوقع أن يستمر دوره في توفير الطاقة النظيفة والفعالة في المستقبل القريب، خاصة في الأسواق التي تحتاج إلى حلول اقتصادية وآمنة للطاقة.

فيديو .. كل ما تريد معرفته عن البروبان 

مراجع:

اقرأ أيضاً: 

here
تابعنا على جوجل
theer

محمد أبو الخير

محرر اقتصادي متخصص في شئون البترول والغاز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى