دليل شامل لإعادة تدوير الزيوت المعدنية.. 5 مراحل ضرورية تحافظ على البيئة

في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي يواجهها العالم، باتت إعادة تدوير الزيوت المعدنية المستعملة ضرورة ملحّة وليست خيارًا، فهذه الزيوت التي تُستخدم بشكل واسع في أكثر من 5 قطاعات حيوية، أبرزها: النقل والصناعة والزراعة، تتحول بعد انتهاء صلاحيتها إلى ملوثات خطيرة تهدد التربة والمياه والهواء إذا لم تُعالج بطريقة آمنة.

ومع تنامي الوعي البيئي، تتجه العديد من الدول والمؤسسات إلى اعتماد عمليات إعادة تدوير الزيوت المعدنية بهدف تقليل الأثر البيئي وتعظيم الاستفادة من الموارد.. في هذا المقال، نأخذك في جولة معرفية حول مراحل إعادة تدوير الزيوت المعدنية في 5 خطوات أساسية، مع تسليط الضوء على فوائدها البيئية والاقتصادية.

جدول المحتويات

ما هي الزيوت المعدنية المستعملة؟

الزيوت المعدنية المستعملة هي زيوت تشحيم فقدت خواصها الفيزيائية والكيميائية نتيجة التعرض للحرارة والضغط والشوائب خلال التشغيل. تشمل هذه الزيوت:

زيوت محركات السيارات والشاحنات.
الزيوت الصناعية في المصانع والآلات.
الزيوت العازلة في المحولات الكهربائية.

ويُعد التخلص العشوائي من هذه الزيوت أحد أخطر مصادر التلوث، إذ تحتوي على معادن ثقيلة ومركبات ضارة يصعب تفكيكها طبيعيًا.

فوائد إعادة تدوير الزيوت المعدنية

قبل التطرق للمراحل، من المهم فهم أهمية إعادة تدوير الزيوت المعدنية، والتي تتمثل في:

حماية البيئة: تقليل تلوث التربة والمياه الجوفية والهواء.
توفير الموارد: الاستغناء عن استخراج كميات إضافية من النفط الخام.
خفض الانبعاثات: تقليل البصمة الكربونية المرتبطة بإنتاج الزيوت الجديدة.
تعزيز الاقتصاد: توفير فرص عمل في مجال إعادة التكرير، وخفض تكلفة الزيوت الصناعية.
دعم الاستدامة: تقوية مبدأ الاقتصاد الدائري في استخدام الموارد الطبيعية.

مراحل إعادة تدوير الزيوت المعدنية.. 5 خطوات ضرورية

1. جمع الزيوت المستعملة

أولى خطوات إعادة تدوير الزيوت المعدنية تبدأ بجمع الزيوت من ورش صيانة السيارات والمصانع ومحطات توليد الكهرباء، ويتم نقلها إلى مراكز المعالجة في حاويات خاصة تمنع التسرب والتلوث.

ملاحظة: من المهم فصل الزيوت المعدنية عن النفايات الأخرى لتجنب تدهور جودة الزيت المعاد تدويره.

2. الترسيب وإزالة الشوائب الأولية

تُخضع الزيوت لعملية ترسيب في خزانات ضخمة، حيث تُفصل المياه والرواسب الثقيلة مثل الأتربة والمعادن، تساعد هذه الخطوة في تحضير الزيت لمرحلة المعالجة العميقة.

3. المعالجة الفيزيائية والكيميائية

يتم تسخين الزيت وتدويره عبر فلاتر خاصة لإزالة الجزيئات الدقيقة، تليها عمليات كيميائية لفصل المكونات الضارة مثل الكبريت والمعادن الثقيلة، وقد تُستخدم تقنية التقطير الفراغي للحصول على منتج نقي.

4. إعادة التكرير

تُجرى عملية تكرير دقيقة للزيت تهدف إلى استعادة خواصه الأصلية من حيث اللزوجة والنقاء، وتُشبه هذه المرحلة إلى حد بعيد عملية تكرير النفط الخام، لكنها أكثر تعقيدًا بسبب تنوع الملوثات.

5. الاختبار والتعبئة

قبل طرح الزيت المعاد تدويره في الأسواق، يخضع لسلسلة من الاختبارات للتحقق من مطابقته للمواصفات القياسية الدولية، بعدها يتم تعبئته في عبوات وتسويقه كـ”زيت معاد التدوير” صالح للاستخدام الصناعي أو في محركات محددة.

تحديات إعادة تدوير الزيوت المعدنية

رغم فوائدها، تواجه عمليات تدوير الزيوت بعض العقبات، منها:

قلة الوعي بأهمية فصل الزيوت المستعملة.
نقص البنية التحتية في بعض الدول لجمع ومعالجة الزيوت.
ارتفاع التكاليف الأولية للمعدات والتكنولوجيا.
مخاطر السلامة بسبب احتواء الزيوت على مكونات سامة وقابلة للاشتعال.

تجارب عالمية ناجحة

تشير تقارير الوكالة الدولية للطاقة إلى أن دولًا مثل ألمانيا وكندا واليابان طوّرت منظومات فعّالة لـ إعادة تدوير الزيوت المعدنية، إذ ألزمت الشركات والورش بتسليم الزيوت المستعملة إلى جهات معتمدة، مما أدى إلى تقليل نسب التلوث وتحقيق وفر اقتصادي كبير.

ختامًا، تمثل إعادة تدوير الزيوت المعدنية خيارًا استراتيجيًا يجمع بين الحفاظ على البيئة وترشيد الموارد وتحقيق الجدوى الاقتصادية، وإذا ما تم دعم هذا التوجه بوعي مجتمعي وتشريعات صارمة، فإننا نقترب أكثر من بناء اقتصاد مستدام يضمن للأجيال القادمة بيئة نظيفة وآمنة.