نفط وبترول

الديزل من مشتقات البترول .. 5 مجالات رئيسية للاستخدام

الديزل .. مشتق بترولي ثقيل يحرّك قطاعات الصناعة والنقل

يُعتبر الديزل من مشتقات البترول الأساسية والأكثر استخدامًا على مستوى العالم، حيث يُستخدم في خمسة قطاعات حيوية، نظرًا لما يتمتع به من خصائص فنية واقتصادية جعلته الخيار الأمثل لتشغيل المركبات الثقيلة، والآلات الصناعية، ومحطات توليد الكهرباء. وقد ساهمت كفاءته العالية وعزمه القوي في جعله عنصرًا رئيسيًا في البنية التحتية الطاقية للعديد من الدول.

ويُستخلص الديزل من عملية تكرير النفط الخام، ويُصنف كوقود سائل عالي الكثافة والطاقة، ويمتاز بقدرته الكبيرة على تشغيل المحركات التي تتطلب عزمًا عاليًا وكفاءة تشغيل مستمرة، مما جعله حجر الأساس في قطاعي النقل والصناعة.

في هذا المقال، نسلط الضوء على الديزل من مشتقات البترول، من خلال استعراض خصائصه الفيزيائية والكيميائية، واستخداماته المتعددة، والفروقات بينه وبين البنزين، وتأثيره البيئي، وأبرز أنواعه المتداولة في الأسواق.

ما هو الديزل؟

الديزل (Diesel Fuel) هو أحد مشتقات البترول التي يتم الحصول عليها عبر التقطير الجزئي للنفط الخام، في درجات حرارة تتراوح بين 200 إلى 350 درجة مئوية.

ويحتوي الديزل على مزيج من الهيدروكربونات الثقيلة، ويتميز ببطء التبخر وارتفاع كثافته ومحتواه الطاقي العالي، ما يجعله مناسبًا لتشغيل محركات الديزل التي تختلف جوهريًا عن محركات البنزين من حيث التصميم وآلية الاحتراق.

الديزل من مشتقات البترول
الديزل من مشتقات البترول

خصائص الديزل الفيزيائية والكيميائية

عند الحديث عن الديزل من مشتقات البترول، لا بد من التطرق إلى خصائصه التي تمنحه هذه المكانة المميزة:

  • كثافة عالية: تتراوح كثافته بين 0.83 و0.85 جم/سم³، مما يمنحه طاقة أكبر لكل وحدة حجم مقارنةً بالبنزين.
  • نقطة غليان مرتفعة: تتراوح بين 200 و350 درجة مئوية، مما يقلل من التبخر السريع ويُحسن الأمان أثناء التخزين.
  • نقطة وميض مرتفعة: من 52 إلى 96 درجة مئوية، ما يجعله أقل عرضة للاشتعال المفاجئ.
  • احتراق بطيء ومنتظم: يُنتج عزمًا ثابتًا وقويًا، ملائمًا لمحركات الشاحنات والمعدات الثقيلة.
  • عمر أطول للمحركات: بفضل طبيعة احتراقه، تسهم مشتقات البترول مثل الديزل في تقليل التآكل وزيادة عمر المحركات.

الفرق بين الديزل والبنزين

رغم أن كليهما يُصنَّف ضمن مشتقات البترول، فإن هناك فروقات جوهرية بين الديزل والبنزين من حيث الخصائص الفيزيائية والأداء.

يتميز الديزل بكثافة أعلى ونقطة غليان مرتفعة مقارنةً بالبنزين، ما يجعله أكثر ملاءمةً لتشغيل المحركات الثقيلة، كما أن محركات الديزل تختلف في تصميمها وآلية عملها عن محركات البنزين، حيث توفر كفاءة أكبر في استهلاك الوقود، خصوصًا في المسافات الطويلة.

من ناحية الانبعاثات، يُصدر الديزل كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنةً بالبنزين، لكنه يُطلق نسبة أعلى من أكاسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة، مما قد يسبب آثارًا بيئية ضارة، كما أن تكلفة صيانة محركات الديزل غالبًا ما تكون أعلى من محركات البنزين، نظرًا لتعقيد أنظمتها وطبيعة تشغيلها.

الديزل من مشتقات البترول
الديزل من مشتقات البترول

أنواع الديزل المتوفرة في الأسواق

تتنوع أنواع الديزل من مشتقات البترول حسب درجة نقائه وتأثيره البيئي:

1. الديزل منخفض الكبريت (LSD)

يحتوي على ما يصل إلى 500 جزء في المليون من الكبريت. كان يُستخدم سابقًا على نطاق واسع، لكن تقليل أضراره البيئية أدى إلى تراجعه.

2. الديزل فائق الانخفاض في الكبريت (ULSD)

يحتوي على أقل من 15 جزء في المليون من الكبريت. يُعتبر الديزل القياسي حاليًا في معظم دول العالم لدوره في تقليل الانبعاثات وتحسين أداء أنظمة العادم.

3. الديزل الحيوي (Biodiesel)

يُنتج من مصادر نباتية أو حيوانية، ويُخلط مع الديزل التقليدي بنسب مختلفة (مثل B5، B20). يُمثل خيارًا صديقًا للبيئة ضمن فئة مشتقات البترول المتجددة.

استخدامات الديزل من مشتقات البترول

يُستخدم الديزل في مجموعة واسعة من التطبيقات الحيوية، أبرزها:

  1. النقل الثقيل: مثل الشاحنات والحافلات والقطارات والسفن.
  2. الزراعة: لتشغيل المعدات الزراعية مثل الجرارات والمضخات.
  3. البناء والتشييد: لتشغيل الجرافات والرافعات ومعدات الحفر.
  4. توليد الكهرباء: في المناطق النائية أو كخطة بديلة للطوارئ.
  5. الصناعة: لتشغيل المولدات والغلايات داخل المصانع.

وهكذا يتضح أن الديزل من المشتقات البترولية الأساسية التي لا غنى عنها في العديد من القطاعات الحيوية، إذ يسهم بشكل مباشر في دعم عجلة الاقتصاد وتشغيل المعدات الثقيلة وتوفير الطاقة في الأماكن التي تفتقر إلى شبكات الكهرباء، مما يجعله ركيزة أساسية في منظومة الطاقة الحديثة.

الأثر البيئي لاستخدام الديزل

رغم كفاءة الديزل، فإن استخدامه يُخلف آثارًا بيئية، من أبرزها:

  • أكاسيد النيتروجين (NOx): تسهم في تكون الضباب الدخاني والمطر الحمضي.
  • الجسيمات الدقيقة (PM): تُسبب أمراضًا تنفسية خطيرة.
  • انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO₂): أقل من البنزين لكل كيلومتر، لكن استخدامه الكثيف يجعل الأثر التراكمي كبيرًا.

ولمواجهة هذه التحديات، تتجه الدول إلى تقنيات نظيفة مثل مرشحات الجسيمات (DPF) وأنظمة تقليل الانبعاثات (SCR)، وتشجيع استخدام الديزل الحيوي.

الديزل من مشتقات البترول
الديزل من مشتقات البترول

مستقبل الديزل 

مستقبل الديزل يرتبط بشكل كبير بالتطورات التكنولوجية والبيئية التي يشهدها العالم اليوم. رغم أن الديزل لا يزال يستخدم على نطاق واسع في قطاعات النقل والصناعة بسبب كفاءته العالية وقدرته على توليد طاقة كبيرة، إلا أن الطلب عليه يواجه تحديات متزايدة نتيجة التشديد على تقليل الانبعاثات الكربونية والتحول نحو مصادر طاقة أكثر نظافة واستدامة، مثل الكهرباء والوقود الهيدروجيني.

في الوقت نفسه، تسعى شركات النفط والغاز إلى تطوير وقود ديزل أكثر نظافة، مثل الديزل الحيوي (Biodiesel) والديزل الهجين الذي يقلل من الانبعاثات الضارة، من المتوقع أن يستمر الديزل في لعب دور مهم خلال العقود القادمة، خاصة في القطاعات التي يصعب فيها استبداله بسهولة، مثل النقل الثقيل والشحن البحري، لكنه سيشهد تحولًا تدريجيًا نحو حلول أكثر استدامة وصديقة للبيئة.

الديزل من مشتقات البترول
الديزل من مشتقات البترول

ختامًا، يظل الديزل من مشتقات البترول الأساسية في معادلة الطاقة العالمية، بفضل كفاءته العالية وتكلفته التشغيلية المنخفضة على المدى الطويل، ومع تنامي الوعي البيئي، تُبذل الجهود لتقليل الأثر السلبي لهذا الوقود من خلال تطوير بدائل أكثر نظافة وتحسين تقنيات الاحتراق.

فيديو.. استخراج وتكرير النفط ونسب البنزين والديزل

مراجع: 

اقرأ أيضاً: 

محمد أبو الخير

محرر اقتصادي متخصص في شئون البترول والغاز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Index