تتطلب عمليات نقل الغاز المسال إجراءات وتقنيات مخصصة، بحيث يجب أن يتوافق كل من التصميم والبناء وعمليات التشغيل الخاصة بسفن نقل الغاز الطبيعي المسال مع المعايير والقوانين بما يتعلق بالمتطلبات المعمول بها على الصعيد الدولي.
ولأن عمليات نقل الغاز المسال تساعد بشكل مباشر في تلبية المتطلبات العالمية المتزايدة على الطاقة، فضلاً على أنها تساهم في الوصول إلى ما يسعى إليه العالم الآن وهو التنوع في مصادر الطاقة، خاصة النظيفة منها، تقدم بترونيوز تقرير تفصيلي شامل عن نقل الغاز المسال بالأرقام والتحليلات.
جدول المحتويات
كيف يتم نقل الغاز المسال ؟
يتم نقل الغاز المسال عبر مجموعة من المراحل التي تضمن الأمان، السلامة والكفاءة، حيث تبدأ عملية النقل بعد تمام عملية استخراج الغاز من الآبار، وبعد تنقيته ومعالجته لإزالة الشوائب والمكونات غير المرغوب فيها، وبعد تبريده إلى درجة حرارة منخفضة جدًا حتى يتحول إلى سائل وهي عملية شهيرة تعرف باسم (تسييل الغاز).
بعد ذلك تأتي مرحلة نقل الغاز المسال من خلال سفن خاصة مُصممة لحمل الغاز المسال، والتي تُعرف باسم (ناقلات غازية)، وتتميز هذه السفن بأنها مزودة بخزانات عازلة للحفاظ على درجة الحرارة المنخفضة اللازمة للحفاظ على الغاز في حالته السائلة.
سفن نقل الغاز المسال
نظراً للطبيعة الخطرة للغاز الطبيعي المسال، تلعب ناقلات الغاز المسال دوراً حيوياً في تأمين إمدادات الطاقة العالمية، بالإضافة إلى أن قطاع نقل الغاز المسال شهد تطوراً ملحوظاً، حيث باتت الناقلات الضخمة تقطع مسافات شاسعة لتلبية الطلب العالمي المتزايد، لا سيما في ظل الأزمات الطاقوية الأخيرة.
وتواجه هذه السفن العملاقة تحديات جمة، بدءاً من التقنيات المتطورة اللازمة لنقل الغاز المسال بأمان، وصولاً إلى التكاليف الباهظة لصيانتها وكذلك الخبرات الفنية العالية لتشغيلها، هذه التحديات تجعل من شحن الغاز الطبيعي المسال عملية معقدة ومكلفة.
وتواكبًا مع النمو المتسارع في تجارة الغاز المسال، شهدت صناعة الناقلات تطورات تقنية ملحوظة، حيث تم تصميم ناقلات جديدة قادرة على العمل في أصعب الظروف البحرية، بما في ذلك المناطق المتجمدة، خاصة وأن الناقلات المجهزة بأحدث التقنيات البحرية عنصرًا حاسمًا في سلسلة توريد الغاز المسال، حيث تساهم في ضمان وصول هذه السلعة الحيوية إلى الأسواق العالمية بكفاءة وأمان.
حجم وسعة سفن نقل الغاز المسال
تتراوح سعة سفن نقل الغاز المسال ما بين 145,000 إلى 266,000 متر مكعب، ويوجد تصميمان رئيسيان لخزانات سفن الغاز المسال هما:
- الخزانات المقببة أو الكروية : وهي من أغلى أنواع الخزانات، وتمثل حوالي 60% من إجمالي الناقلات، وتتميز الناقلات المقببة بخزاناتها الكروية المميزة، وتتكون من غشاء داخلي رقيق مصنوع من مواد خاصة مثل النيكل أو الألومنيوم، ويحيط به نظام عازل حراري متعدد الطبقات، حيث يحافظ هذا الغشاء على فصل الغاز المسال عن الهيكل الخارجي للسفينة.
- الخزانات الغشائية : وهي أقل تكلفة من الخزانات المققبة، وتمثل حوالي 40% من إجمالي الناقلات، وتأخذ الناقلات الغشائية الشكل المستطيل المعتاد في ناقلات النفط الخام والمنتجات، وتعتمد على غشاء ذاتي الدعم مصنوع من مواد قوية مثل الفولاذ المقاوم للصدأ، ولا يحتاج إلى نظام دعم خارجي.
مواصفات سفن نقل الغاز المسال
سفن نقل الغاز الطبيعي المسال هي سفن متخصصة مصممة لنقل الغاز المسال في حالة سائلة عند درجة حرارة منخفضة جدًا وضغط منخفض، هذا النوع من السفن يتطلب مجموعة من المواصفات الفنية الخاصة، هي:
- محركات قوية : لابد أن تحتوى سفن نقل الغاز المسال على محركات قوية ذات كفاءة عالية لتشغيل السفينة وتحقيق السرعة المطلوبة، وقد تستخدم بعض السفن أنظمة دفع متقدمة مثل الدفع الكهربائي أو الغازي.
- أجهزة استشعار وتحكم متطورة : لابد أن تحتوي سفن نقل الغاز المسال على أجهزة استشعار وتحكم متطورة لمراقبة جميع الأنظمة الموجودة على متن السفينة وضمان سلامتها، بحيث يتم ربط جميع الأجهزة في نظام مراقبة متكامل لضمان التشغيل الآمن والكفء للسفينة.
- خزانات الغاز : لابد أن تتميز خزانات الغاز بتصميم خاص لضمان عزل عالي الكفاءة للحفاظ على درجة الحرارة المنخفضة اللازمة للحفاظ على الغاز في الحالة السائلة، وتصنع الخزانات من مواد عالية الجودة وقادرة على تحمل الضغط المنخفض ودرجات الحرارة المنخفضة.
- نظام التبريد : لابد أن تحتوي سفن نقل الغاز على تقنيات تبريد متقدمة للحفاظ على درجة حرارة ثابتة داخل الخزانات.
تقديرات أعداد ناقلات الغاز المسال
ارتفعت أعداد ناقلات الغاز المسال بنسبة 4% في إبريل 2023، حيث وصل إلى 688 ناقلة، بما في ذلك 45 وحدة عائمة لتخزين وإعادة تحويل الغاز و 8 وحدات تخزين عائمة، وهي أرقام مدفوعةً بزيادة الطلب على الغاز الطبيعي المسال، لا سيما في أعقاب الأزمة الأوكرانية التي أدت إلى نقص إمدادات الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب، وقد ساهمت الاستثمارات الضخمة في قطاع بناء السفن، وخاصةً من قبل قطر والولايات المتحدة، في تعزيز هذا النمو، مما يشير إلى أهمية الغاز المسال كوقود انتقالي في عملية التحول نحو الطاقة النظيفة.
تقديرات رحلات نقل الغاز المسال
شهد قطاع نقل الغاز المسال نموًا ملحوظًا في عام 2022، حيث ارتفع عدد الرحلات البحرية بنسبة 2,7% مقارنة بالعام بعام 2021، ليصل إلى 6888 رحلة، ويعود هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى زيادة الإنتاج العالمي من الغاز المسال، كما ساهم الطلب المتزايد على الغاز المسال في أوروبا، لا سيما بعد تقليص واردات الغاز الروسي في دفع هذا النمو.
تحليل بترونيوز لسوق نقل الغاز المسال
من المتوقع أن يشهد نقل الغاز المسال في نهاية العام الجاري 2024 نموًا كبيرًا، حيث سيصل حجم النقل إلى ما بين 420 و 430 مليون طن سنويًا، بزيادة تقدر بحوالي 20 إلى 30 مليون طن مقارنة بالعام الماضي 2023، وسيتم تحقيق هذا النمو بفضل زيادة عدد ناقلات الغاز المسال العاملة، والتي من المتوقع أن تصل إلى ما يقارب 750 إلى 760 ناقلة بحلول نهاية العام، بزيادة تتراوح بين 50 و 60 ناقلة عن العام السابق، هذا التوسع في الأسطول سيؤدي إلى زيادة عدد رحلات نقل الغاز المسال بنسبة كبيرة، حيث من المتوقع أن يتم تنفيذ ما بين 6,000 و6,500 رحلة في عام 2024.
من الملاحظ أن هناك تزايد ملحوظ في حجم ونشاط تجارة الغاز الطبيعي المسال على الصعيد العالمي خلال عام 2024، وهذا النمو المتوقع له آثار إيجابية على سوق الطاقة في مصر والعالم، ويمكن تلخيصها في هذه النقاط:
- التوسع في نقل الغاز المسال سيؤدي إلى زيادة المعروض العالمي من الغاز الطبيعي، مما يساهم في تحقيق التوازن بين العرض والطلب وتقليل الضغوط على أسعار الغاز.
- النمو الواضح يعطي دليلاً على أن الغاز الطبيعي بات يمثل البديل الأنظف للوقود الأحفوري
- تزايد عمليات نقل الغاز المسال سيقلل من اعتماد دول العالم على مصدر واحد للغاز.
- من المنتظر مع هذا النمو المتوقع في أسواق نقل الغاز المسال أن يتم جذب المزيد من الاستثمارات في مجال الغاز الطبيعي المسال.
- تستطيع دول منتجة ومسوقة للغاز مثل مصر من زيادة استثماراتها في مجال صادرات الغاز المسال.
صناعة ناقلات الغاز المسال
تعتبر صناعة ناقلات الغاز صناعة معقدة، حيث تتراوح فترة بناء الناقلة الواحدة التي تصلح لـ نقل الغاز المسال بأمان وكفاءة ما بين 30 و 40 شهرًا، وتتأثر تكلفة الناقلة بعدة عوامل، أبرزها سعتها ومواصفاتها الفنية، بما في ذلك أنظمة الدفع المستخدمة، كما شهدت تكاليف بناء ناقلات الغاز ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب عدة عوامل منها ارتفاع تكاليف المواد الخام وتشديد معايير الكفاءة البيئية، على سبيل المثال، ارتفع سعر ناقلة الغاز بسعة 174 ألف قدم مكعب من 200 مليون دولار إلى 260 مليون دولار خلال فترة قصيرة.
ورغم أن السفن العملاقة التي تحمل أكثر من 200 ألف متر مكعب تتمتع بميزة اقتصادية في الرحلات الطويلة، إلا أن حجم الطلب على هذه السفن حاليًا لا يضاهي الطلب الذي شهدته خلال السنوات الأولى من الألفية الثالثة، وتشير التوقعات إلى زيادة الطلب على هذه السفن في السنوات القادمة.
أكبر ناقلات للغاز المسال عالمياً
فيما يلي قائمة بأكبر 6 ناقلات للغاز الطبيعي المسال في العالم لعام 2023، بالإضافة إلى أبرز خصائصها التقنية:
- كيو – ماكس : تُعتبر “كيو – ماكس” التي تديرها شركة قطر غاز (أكبر شركة لتصدير الغاز الطبيعي المسال عالميًا) الأكبر ضمن هذه القائمة، واسم ” كيو – ماكس ” يشير إلى قطر والحجم الكبير للناقلة، تعتمد هذه الناقلات على تقنية الأغشية لنقل الغاز بكفاءة عالية. يضم أسطول قطر غاز 14 ناقلة من هذا الطراز بسعات تتراوح بين 263 ألف و266 ألف متر مكعب، ويبلغ طولها 354 مترًا وعرضها 55 مترًا بعمق غاطس 12 مترًا، وتم بناؤها كجزء من برنامج ضخم استمر لأكثر من 5 عقود، وهي تُستخدم حاليًا لنقل الغاز إلى موانئ رئيسية حول العالم، وتتميز ناقلات “كيو – ماكس” بكفاءة استهلاكها للوقود، حيث تقلل الانبعاثات الكربونية بنسبة 35% مقارنة بالناقلات التقليدية، كما تحتوي على أول نظام عالمي لإطفاء الحرائق غير الكربوني في هذا النوع من السفن.
- كيو – فليكس : تأتي ناقلة ” كيو-فليكس ” في المرتبة الثانية، وتديرها أيضًا شركة قطر غاز، هذا الطراز قادر على نقل ضعف كمية الغاز مقارنة بالناقلات التقليدية، وتم بناء أول ناقلة من هذا الطراز عام 2007 من قبل شركة ” هيونداي “، ويتضمن الأسطول 31 ناقلة تخدم مناطق مثل الشرق الأقصى والبحر المتوسط، وتبلغ أبعادها 315 مترًا طولًا و50 مترًا عرضًا، مع غاطس بعمق 11 مترًا، وسعة تتراوح بين 210 ألف و217 ألف متر مكعب، وما يميز هذا الطراز هو تقنية إعادة إسالة الغاز، التي تقلل من الفاقد وتزيد من كفاءتها البيئية.
- غيل بهوان : تحل ناقلة ” غيل بهوان ” في المركز الثالث، تم بناؤها عام 2021 لصالح شركة “غيل” الهندية، وهي الأكبر في الهند، وكانت تستخدم لنقل الغاز من الولايات المتحدة إلى الهند لتلبية احتياجاتها المتزايدة، وتبلغ أبعاد الناقلة 298 مترًا طولًا و48 مترًا عرضًا، مع غاطس بعمق 12 مترًا، وسعة تصل إلى 180 ألف متر مكعب. تتميز بمحرك عالي الكفاءة وسرعة إبحار تصل إلى 20 عقدة.
- فيليكي نوفغورود وبسكوف : تأتي الناقلتان ” فيليكي نوفغورود ” و ” بسكوف ” في المركز الرابع، وهما تابعتان لشركة ” غازبروم ” الروسية، وتبلغ سعة كل ناقلة 170 ألفًا و200 متر مكعب، وتم تصميمهما لضمان الكفاءة والإنتاجية مع الالتزام بالمعايير البيئية، وتتميز بقدرتها على الإبحار في المناطق الجليدية بفضل هيكلها القوي ونظام الدفع ثنائي الوقود.
- بريتيش بارتنر : تحتل “بريتيش بارتنر” المركز الخامس، وقد تم بناؤها عام 2018 لصالح شركة “بي بي” البريطانية، وتُعد أكبر ناقلة غاز تمتلكها الشركة، وتبلغ سعتها 147 ألف متر مكعب. تتميز بقدرتها على الإبحار بسرعة تصل إلى 16 عقدة وتزويدها بتقنيات متقدمة مثل نظام الدفع الآلي لحقن الغاز.
- عاصم : في المركز السادس تأتي ناقلة “عاصم”، وهي ناقلة تقليدية تشغلها شركة قطر غاز. تم بناؤها عام 2009 في كوريا الجنوبية، وتبلغ سعتها 154 ألفًا و948 مترًا مكعبًا، وهي مُجهزة بمحرك مزدوج يوفر كفاءة عالية في استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات.
ما هي سعر ناقلة الغاز المسال ؟
سعر ناقلة الغاز المسال مُتغير بشكل كبير ويتأثر بعدة عوامل كالحجم والسعة وكالتكولوجيا المستخدمة، وأيضاً سوق العرض والطلب واختلاف الشركات المصنعة، وهناك تقديرات عن أسعار ناقلات الغاز المسال، ففي عام 2017؛كان متوسط تكلفة بناء ناقلة غاز مسال حوالي 320 مليون دولار، وفي بعض التقديرات حديثة وصل سعر بعض ناقلات الغاز المسال إلى 250 مليون دولار أو أكثر.
أهمية سفن نقل الغاز المسال
تساهم سفن نقل الغاز المسال بشكل رئيسي على ما يلي:
- النقل الآمن للغاز : تلعب هذه السفن دورًا حاسمًا في تسهيل نقل الغاز الطبيعي من المناطق المنتجة إلى المناطق المستهلكة حول العالم.
- الحد من انبعاثات الكربون : تساهم سفن نقل الغاز المسال في حماية البيئة حيث تنقل وقودًا نظيفًا نسبيًا مقارنة بالوقود الأحفوري التقليدي، مما يساعد على الحد من انبعاثات الكربون.
- تلبية الطلب المتزايد على الطاقة : مع زيادة الطلب العالمي على الطاقة، تلعب سفن نقل الغاز المسال دورًا هاماً في تلبية هذا الطلب.
ماذا بعد نقل الغاز المسال ؟
يتم تخزين الغاز المسال في خزانات خاصة في محطات تسمى محطات استقبال الغاز المسال، ثم يتم إعادة تبخير الغاز المسال قبل ضخه في شبكات الغاز الطبيعي لتوزيعه للمستهلكين النهائيين عبر شبكات الأنابيب، وتعرف هذه العملية تسمى إعادة التبخير أو إعادة التغويز.
محطات استقبال الغاز المسال
بعد نقل الغاز المسال عبر السفن تستقبله الدول المستورده داخل محطات تسمى محطات استقبال الغاز المسال وتقوم هذه المحطات بتخزين الغاز المسال وإعادة تبخيره وتوزيعه على شبكات الغاز الطبيعي، وهي عبارة منشآت متخصصة تستخدم لتحويل الغاز الطبيعي المسال من حالته السائلة إلى حالته الغازية وإدخاله في شبكات التوزيع أو استخدامه في الصناعات المختلفة.
التحديات التي تواجه نقل الغاز المسال
على الرغم من أهمية نقل الغاز المسال، إلا أنه يواجه بعض التحديات، مثل:
- التكلفة العالية : تتطلب عملية تسييل ونقل الغاز المسال تكاليف عالية.
- البنية التحتية : تتطلب عملية استقبال وإعادة تبخير الغاز الطبيعي وجود بنية تحتية متطورة.
- الآثار البيئية : على الرغم من أن الغاز الطبيعي أكثر نظافة من الفحم والنفط، إلا أن له بعض الآثار البيئية، مثل انبعاثات الميثان.
ما هي الطريقة المستخدمة على متن ناقلات الغاز الطبيعي المسال لاستبدال الغازات الموجودة في خزانات البضائع ؟
تُستخدم عملية تُعرف باسم “التطهير” (Inerting) لاستبدال الغازات الموجودة في خزانات البضائع، وذلك على متن ناقلات الغاز الطبيعي المسال، ويعد الهدف الرئيسي من هذه العملية هو إزالة الأكسجين والغازات القابلة للاشتعال من الخزانات لتجنب حدوث أي انفجار أو حريق.
تتم هذه العملية عادةً باستخدام غاز خامل مثل النيتروجين أو غاز العادم المعالج (IGG – Inert Gas Generator)، و الخطوات الرئيسية هي:
- تطهير الخزانات : بعد إفراغ الخزان، يتم إدخال الغاز الخامل لاستبدال الهواء (الذي يحتوي على الأكسجين) والغازات المتبقية.
- إزالة الأكسجين : يُضخ الغاز الخامل حتى تصل نسبة الأكسجين في الخزان إلى مستوى آمن (عادة أقل من 8%).
- تهيئة الخزان : يُترك الخزان في هذه الحالة لحين الاستعداد لملء الغاز الطبيعي المسال من جديد.
هذه العملية تضمن سلامة السفينة وأفراد الطاقم عند تحميل أو تفريغ الغاز المسال.
كم من الوقت يستغرق ملء ناقلة الغاز الطبيعي المسال؟
ملء الناقلة التي تقوم بعملية نقل الغاز المسال (LNG) يعتمد على عدة عوامل، منها حجم الناقلة ومعدلات الضخ في المحطة، لكن بشكل عام، قد يستغرق ملء ناقلة الغاز الطبيعي المسال الكبيرة من 12 إلى 24 ساعة، حسب سرعة المعدات وحجم الخزانات.
ما هي أكبر ناقلة غاز في العالم؟
تُعتبر ناقلات من فئة (كيو – ماكس Q-Max) أكبر ناقلة تقوم بعملية نقل الغاز المسال في العالم، هذه الناقلات يبلغ طولها حوالي 345 مترًا وعرضها 53,8 مترًا، وتستطيع نقل حوالي 266,000 متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال، وهو ما يعادل تقريبًا 160 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في حالته الغازية بعد إعادة التبخير.
كيف يتم شحن الغاز المسال؟
الشحن هو أحد أساسيات نقل الغاز المسال يتطلب عمليات تقنية معقدة ومحطات مخصصة، هذه الخطوات الرئيسية لشحن الغاز الطبيعي المسال:
- تبريد الغاز الطبيعي : يتم تبريد الغاز الطبيعي إلى درجة حرارة منخفضة جدًا (-162 درجة مئوية) لتحويله إلى سائل. هذا يقلل من حجمه بنسبة 600 مرة، مما يجعله أسهل للشحن.
- نقل الغاز المسال : بعد التبريد، يتم ضخ الغاز الطبيعي المسال إلى خزانات خاصة على متن ناقلات مخصصة تعرف بـ “ناقلات الغاز الطبيعي المسال”، هذه الناقلات مصممة لتحتفظ بالغاز في حالته السائلة تحت ضغط منخفض ودرجة حرارة شديدة الانخفاض.
- شحن الناقلة : يتم ربط الناقلة بمنشأة الشحن عبر أنابيب ضخ متخصصة. يتم ضخ الغاز الطبيعي المسال من الخزانات الأرضية في محطة التسييل إلى خزانات الناقلة. تستغرق هذه العملية عادة ما بين 12 إلى 24 ساعة.
- النقل البحري : بعد ملء الناقلة، تبدأ في الإبحار إلى وجهتها. تكون الناقلات معزولة حراريًا بشكل جيد للحفاظ على درجة الحرارة المنخفضة المطلوبة للحفاظ على الغاز في حالته السائلة.
- التفريغ في الوجهة : عند الوصول إلى محطة الاستقبال، يتم تفريغ الغاز الطبيعي المسال من الناقلة عبر أنابيب مخصصة. في محطة الاستقبال، يتم إعادة تسخين الغاز المسال وتحويله إلى حالته الغازية الطبيعية ليتم ضخه في شبكات التوزيع أو للاستخدام الصناعي.
- التخزين أو الاستخدام : بعد التفريغ، يتم تخزين الغاز في خزانات ضخمة أو ضخه مباشرة إلى المستخدمين الصناعيين أو شبكات الغاز المحلية.
هذه العملية تتطلب إجراءات صارمة لضمان السلامة، نظرًا للطبيعة القابلة للاشتعال للغاز الطبيعي المسال والظروف الشديدة التي يتم شحنه بها.
كم يمكن أن تحمل ناقلة الغاز الطبيعي المسال؟
ناقلات الغاز الطبيعي المسال (LNG) تأتي بأحجام مختلفة، ويمكن أن تحمل كميات متفاوتة من الغاز حسب حجم الناقلة، بشكل عام، الناقلات الحديثة الكبيرة تستطيع حمل ما بين 145,000 إلى 266,000 متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال، وتختلف سعة الناقلات التي تقوم بعمليات نقل الغاز المسال حسب التصميم والاستخدام التجاري للناقلة.
شحنات الغاز المسال
ثمة علاقة وثيقة بين شحنات الغاز المسال وعمليات نقل الغاز المسال، ويتعلق ذلك بطريقة تخزين الغاز المسال ونقله بأمان، فعند شحن الغاز المسال، يتم تعبئته في صهاريج خاصة مصممة لتحمل درجات الحرارة المنخفضة والضغوط المرتفعة، وتُحفظ شحنات الغاز المسال في ظروف خاصة لضمان عدم تسرب الغاز وحمايته من التبخر، ثم تتم عملية النقل عادةً باستخدام ناقلات الغاز المسال المتخصصة، والتي تُعرف أيضاً بالسفن الخاصة بنقل الغاز المسال، فعند تحويل الغاز إلى سائل، ينخفض حجمه بشكل كبير، مما يسمح بنقل كميات أكبر من الغاز في مساحات أصغر.
التجارة ونقل الغاز المسال
توفر الوسائل اللوجستية اللازمة لنقل الغاز من مواقع إنتاج الغاز المسال إلى الأسواق العالمية، بينما تجارة الغاز المسال تتعامل مع جوانب البيع والشراء والتفاوض في أسواق الغاز الدولية، وتتكامل عملية إنتاج الغاز المسال جنباً إلى جنب مع تجارة ونقل الغاز المسال لضمان تلبية الطلب العالمي وتوفير الغاز بطرق فعالة وآمنة.
الإمدادات ونقل الغاز المسال
العلاقة بين إمدادات الغاز المسال ونقل الغاز المسال هي علاقة تكاملية. فإمدادات الغاز المسال تشمل كل ما يتعلق بتأمين وإنتاج الغاز المسال، بينما يشمل نقل الغاز المسال العمليات الضرورية لنقل هذا الغاز إلى الوجهات النهائية، ولن تكون الإمدادات قادرة على الوصول إلى المستهلكين إلا بعد إتمام عملية النقل بنجاح لذا فإن إمدادات الغاز المسال عنصر رئيسي ومكمل لعملية النقل، حيث يسهمان معًا في ضمان توفر الغاز المسال في الأسواق.
الفرق بين الغاز الطبيعي والغاز المسال
ما هو الغاز الطبيعي ؟
هو الغاز الذي يتواجد في الطبيعة ويتكون أساساً من الميثان (CH4) وهو غاز خفيف وغير مكثف، يُستخرج عادة من حقول الغاز الطبيعي أو يتم اكتشافه مع النفط.
ما هو الغاز المسال ؟
الغاز المسال هو عبارة عن غاز طبيعي تم تبريده إلى درجة حرارة منخفضة جدًا، مما يحوله من حالته الغازية إلى الحالة السائلة، فتحويل الغاز الذي لا يُرى إلى سائل يمكن تخزينه ونقله بسهولة، والغاز المسال هو شكل من أشكال الطاقة النظيفة والفعالة، وله دور مهم في تلبية احتياجات الطاقة المتزايدة في العالم.
الفرق الرئيسي بينهما هو في الحالة الفيزيائية: الغاز الطبيعي يكون في حالة غازية في الظروف العادية، بينما الغاز المسال يكون في حالة سائلة نتيجة التبريد.
مواصفات الغاز المسال
الغاز المسال هو وقود نظيف وفعال ومرن، وله دور مهم في تلبية احتياجات الطاقة المتزايدة في العالم، وهو غاز طبيعي تمت معالجته وتبريده لدرجة حرارة منخفضة جداً، مما يحوله من الحالة الغازية إلى الحالة السائلة، هذه العملية تسهل عملية نقل الغاز المسال وتخزينه بشكل كبير، وأهم مواصفات الغاز المسال هي:
- درجة الحرارة: يتم تخزين الغاز المسال عند درجة حرارة تصل إلى حوالي -162 درجة مئوية تحت الصفر.
- الكثافة: كثافة الغاز المسال أقل بكثير من كثافة الماء، مما يجعله أخف وزناً.
- الحالة: سائل عديم اللون والرائحة والطعم.
السمية: غير سام ولكن يسبب الاختناق إذا تم استنشاقه بكميات كبيرة. - القوة الحرارية : يتميز الغاز المسال بقوة حرارية عالية، مما يجعله وقودًا نظيفًا وفعالًا.
- التكوين: يتكون الغاز المسال بشكل رئيسي من الميثان، بالإضافة إلى كميات صغيرة من الهيدروكربونات الأخرى.
استخدامات الغاز المسال
بعد أن تحدثنا عن كل ما يخص نقل الغاز المسال عبر الناقلات المخصصة لذلك، لابد أن نتعرف على استخدامات الغاز المسال:
- توليد الكهرباء : يستخدم الغاز المسال في محطات توليد الكهرباء كوقود أساسي.
- صناعة البتروكيماويات : يستخدم في إنتاج المواد البتروكيماوية الأساسية.
- وقود للنقل : يستخدم كوقود للسيارات والشاحنات والسفن.
- تدفئة المباني : يستخدم لتدفئة المنازل والمباني التجارية.
فيديو .. كيف تعمل ناقلات الغاز العملاقة
المراجع
• ” سفن نقل الغاز المسال ” – العمانية لنقل الغاز المسال
• ” صناعة ناقلات الغاز المسال ” – الموقع الإلكتروني لشركة شل مصر
• ” ناقلات الغاز المسال ” – قطر للطاقة
• ” تقرير عن النقل البحري للغاز المسال ” – أوابك للطاقة
• ” مستقبل ناقلات الغاز المسال ” – مجلة الطاقة والغاز oil and gas
تعليق واحد