غاز طبيعي

تاريخ تطور غاز السيارات .. 1992 البداية ونمو التجربة في طوكيو والعالم

تاريخ تطور غاز السيارات .. من فكرة بديلة إلى واقع عالمي

عند الحديث عن تاريخ تطور غاز السيارات، لا بد من الإشارة إلى أن أولى تجارب استخدام الغاز الطبيعي كوقود للسيارات بدأت في الفترة بين عامي 1992 و1994؛ نتيجة الارتفاع المتزايد في أسعار البنزين والديزل.

وكانت دول مثل إيطاليا وباكستان والأرجنتين من أوائل من تبنوا هذا التوجه، عبر إطلاق برامج رسمية لتشجيع استخدام الغاز في قطاع النقل، وبفضل الفارق الكبير في الأسعار بين الغاز والوقود التقليدي، اتجه كثير من مالكي السيارات، لا سيما في أوروبا وآسيا، إلى التحول نحو هذا البديل.

ويشهد العالم تحولًا تدريجيًا في قطاع النقل، مدفوعًا بالحاجة إلى بدائل أنظف وأرخص للوقود التقليدي، ويُعتبر الغاز الطبيعي أحد أهم هذه البدائل، إذ مثّل منذ ظهوره حلًا واعدًا للمستهلك والبيئة على حد سواء. في هذا المقال، نستعرض تاريخ تطور غاز السيارات منذ نشأته وحتى انتشاره في بعض دول العالم.

تاريخ نشأة سيارات الغاز 

بدأت تجربة استخدام الغاز الطبيعي في السيارات خلال التسعينات من القرن العشرين، نتيجة الارتفاع المتزايد في أسعار البنزين والديزل، وبسبب الفارق الكبير في الأسعار بين الغاز والوقود التقليدي، اتجه كثير من مالكي السيارات، لا سيما في أوروبا وآسيا، إلى التحول نحو الغاز.

وقد ساعد تطور تقنيات تحويل السيارات للعمل بالغاز، إلى جانب وفرة الغاز في بعض الدول، على فتح الباب أمام هذا النمط الجديد من الوقود، ولم يكن الهدف في البداية بيئيًا بحتًا، بل اقتصاديًا بالدرجة الأولى، حيث ساهم الغاز في خفض تكاليف التشغيل بشكل واضح.

تاريخ تطور غاز السيارات
تاريخ تطور غاز السيارات

تاريخ تطور غاز السيارات 

رغم مرور عقود على ظهور سيارات الغاز، إلا أن نسبتها من إجمالي السيارات حول العالم لا تزال محدودة. من أصل أكثر من 600 مليون سيارة تسير على الطرقات عالميًا، لا تمثل السيارات العاملة بالغاز سوى نحو 3% فقط، وهو ما يعكس تحديات الانتشار المرتبطة بالبنية التحتية والوعي العام.

لكن في المقابل، يُلاحظ أن أوروبا كانت من أوائل القارات التي تبنت هذا التحول، حيث تضم اليوم نحو 10 ملايين سيارة غاز، تخدمها شبكة من 20 ألف محطة وقود مخصصة لهذا النوع من الوقود.

أبرز الدول توسعًا في انتشار غاز السيارات 

أدى تطور غاز السيارات إلى انتشار ملحوظ في دول محددة، لعبت دورًا رائدًا في هذا المجال، ومن أبرز هذه الدول:

  • تركيا: تحتل مكانة متقدمة عالميًا من حيث عدد السيارات العاملة بالغاز.
  • بولندا: وفّرت بنية تحتية متكاملة ومحطات وقود تدعم هذا الخيار.
  • كوريا الجنوبية: اعتمدت الحكومة برامج تشجيعية للتحول إلى الغاز.
  • إيطاليا: كانت من أوائل الدول الأوروبية التي استخدمت الغاز على نطاق واسع.
  • أستراليا: تشجع الأفراد على استخدام الغاز ضمن سياسات بيئية شاملة.

ويُلاحظ أن هذه الدول تجمع بين عوامل متعددة: ارتفاع أسعار الوقود التقليدي، توفر الغاز الطبيعي، ودعم حكومي فعّال.

تاريخ تطور غاز السيارات
تاريخ تطور غاز السيارات

العاصمة طوكيو: تجربة فريدة من نوعها

من التجارب اللافتة في تاريخ تطور غاز السيارات ما حدث في العاصمة اليابانية طوكيو، حيث تعمل نحو 90% من سيارات الأجرة بالغاز، ويُعد هذا المعدل من الأعلى عالميًا، ويدل على نجاح السياسات البيئية والاقتصادية التي انتهجتها المدينة.

دعم حكومي وتحفيز للتحويل

لعبت السياسات الحكومية دورًا محوريًا في تعزيز استخدام الغاز في السيارات، خاصة في بدايات هذا التوجه، على سبيل المثال، كانت الحكومة البريطانية تقدم معونات مالية لتحويل السيارات من البنزين إلى الغاز حتى عام 2005، وقد ساعدت هذه الخطوة على خفض تكاليف التحويل وتحفيز المستخدمين على التغيير، رغم أن هذا الدعم توقف لاحقًا لأسباب اقتصادية وبيئية مرتبطة بالسياسات الشاملة للطاقة.

فيديو .. دعم حكومي لدعم تطور غاز السيارات في مصر 

تحديات مستقبلية أمام انتشار أوسع

ورغم كل ما تحقق، فإن تاريخ تطور غاز السيارات لم يخلُ من التحديات. من أبرزها:

  • قلة عدد محطات الغاز في بعض الدول.
  • كلفة التحويل الأولية المرتفعة نسبيًا.
  • ضعف الوعي بمزايا الغاز كوقود بديل.
  • منافسة السيارات الكهربائية التي تتصدر أجندة المستقبل.
تاريخ تطور غاز السيارات
تاريخ تطور غاز السيارات

التكنولوجيا وغاز السيارات

شهدت السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا في تكنولوجيا تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي، ما أسهم في تحسين كفاءة المحركات وزيادة الأمان وتقليل الانبعاثات الضارة، فقد أصبحت أنظمة الحقن الحديثة قادرة على ضبط كمية الغاز بدقة متناهية، ما يحقق أداءً متوازنًا دون التأثير السلبي على عمر المحرك، كما أن التحسينات في الخزانات أسهمت في تقليل الوزن وزيادة المسافة التي يمكن قطعها دون الحاجة لإعادة التزود بالوقود، وهو ما عزز من ثقة المستهلكين في هذا الخيار البديل.

غاز السيارات والاستدامة البيئية

يُعد الغاز الطبيعي من أنظف أنواع الوقود الأحفوري، إذ ينتج عنه انبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة مقارنةً بالبنزين والديزل.

وبفضل هذه الخصائص، أصبح غاز السيارات أحد الخيارات الرئيسية في خطط الدول الرامية إلى تقليل التلوث وتحسين جودة الهواء في المدن الكبرى، كما يسهم في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية وتقليل الاعتماد على واردات النفط، وهو ما يمنح هذا النوع من الوقود أهمية استراتيجية في ظل التحديات المناخية العالمية.

ختامًا، يبقى تاريخ تطور غاز السيارات جزءًا مهمًا من مسار التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، وبينما حققت بعض الدول خطوات متقدمة، لا يزال الاعتماد العالمي عليه محدودًا، ولكن مع استمرار البحث عن حلول بيئية واقتصادية، قد نشهد في السنوات القادمة توسيعًا أكبر لاستخدام الغاز، خاصةً إذا ما ترافقت هذه الجهود مع سياسات داعمة وتطور في البنية التحتية.

تاريخ تطور غاز السيارات
تاريخ تطور غاز السيارات

مراجع:

اقرأ أيضاً: 

here
تابعنا على جوجل
theer

محمد أبو الخير

محرر اقتصادي متخصص في شئون البترول والغاز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى