غاز طبيعي

مستقبل غاز السيارات .. تطور متسارع ونمو بنسبة 100% في محطات التموين خلال عقد

غاز السيارات .. بديل مستدام يفرض نفسه على خريطة الطاقة المستقبلية

يكتسب مستقبل غاز السيارات أهمية متزايدة كبديل فعال ومستدام للوقود التقليدي، لا سيما مع تزايد الاهتمام باستخدام الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) في المركبات، وتوجه بعض الدول النامية لزيادة عدد محطات التموين بنسبة تصل إلى 100% خلال العقد المقبل لتلبية الطلب المتسارع.

في هذا المقال، نسلط الضوء على مستقبل غاز السيارات من خلال تحليل الاتجاهات الحالية والتوقعات المستقبلية محليًا وعالميًا.

ما هو غاز السيارات؟

غاز السيارات هو الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) المستخدم كوقود بديل للبنزين أو السولار في تشغيل المركبات. يتم ضغط الغاز الطبيعي وتخزينه في اسطوانات خاصة داخل السيارة. يمتاز بانخفاض تكلفته مقارنة بالوقود السائل، وبأنه أقل تلويثًا للبيئة.

مستقبل غاز السيارات
مستقبل غاز السيارات

الاتجاهات العالمية في استخدام غاز السيارات

شهدت السنوات الأخيرة توسعًا ملحوظًا في استخدام غاز السيارات في العديد من الدول، خاصة في آسيا وأمريكا اللاتينية. وتشير الإحصائيات إلى أن:

  • انتشار عالمي واسع: تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 28 مليون مركبة تعمل حاليًا بالغاز الطبيعي حول العالم، ما يعكس حجم التوسع في الاعتماد على هذا الوقود البديل.
  • أسواق نشطة في آسيا وأمريكا اللاتينية: دول مثل الهند، باكستان، وإيران تقود هذا التحول، وتُعد من بين أكبر الأسواق نموًا في استخدام غاز السيارات، بفضل برامج الدعم والتحفيز المحلية.
  • دعم حكومي متزايد: يشكل الدعم الحكومي أحد أبرز العوامل الدافعة في مستقبل غاز السيارات، حيث تُقدم العديد من الدول المتقدمة والنامية حوافز مالية وإعفاءات ضريبية لتشجيع الأفراد والشركات على التحول إلى الغاز الطبيعي.
  • توسيع البنية التحتية: تتجه العديد من الحكومات إلى زيادة عدد محطات تموين الغاز، وتطوير شبكات الإمداد لضمان توفر الغاز بشكل آمن وسلس، مما يُسهم في تعزيز ثقة المستخدمين.
  • تأثير بيئي إيجابي: الاعتماد على الغاز الطبيعي بدلاً من البنزين أو السولار يُسهم في خفض الانبعاثات الضارة، ما يجعل من استخدامه خطوة أساسية في أي خطة وطنية أو دولية لمكافحة التغير المناخي.

إن الرؤية العالمية المتزايدة نحو مستقبل خالٍ من الكربون تُعزز من مكانة غاز السيارات كوقود بديل قادر على إحداث نقلة نوعية في قطاع النقل. ومع الدعم السياسي والتكنولوجي المستمر، يُتوقع أن يشهد مستقبل غاز السيارات نموًا متسارعًا خلال السنوات القادمة، مدفوعًا بالابتكار، وتوسيع البنية التحتية، وازدياد وعي المستهلك بأهمية الطاقة النظيفة.

مستقبل غاز السيارات في مصر

تسير مصر بخطى ثابتة نحو تعزيز الاعتماد على الغاز الطبيعي كوقود بديل في قطاع النقل، ضمن رؤية شاملة لتحقيق الاستدامة وتقليل الانبعاثات. وتُعد مبادرة “تحويل وإحلال السيارات” أحد أبرز ملامح هذه الاستراتيجية، حيث تركز الدولة على تحويل المركبات للعمل بالغاز الطبيعي لما له من فوائد اقتصادية وبيئية.

ويتجلى مستقبل غاز السيارات في مصر من خلال عدة محاور رئيسية، أبرزها:

  • توسيع البنية التحتية لمحطات تموين الغاز على مستوى الجمهورية، لضمان سهولة الوصول والتزود بالوقود في مختلف المحافظات.
  • تقديم تسهيلات تمويلية وتحفيزية، تشمل برامج تقسيط مدعومة وإعفاءات ضريبية للمواطنين الراغبين في تحويل سياراتهم للعمل بالغاز الطبيعي.
  • إدخال أجيال جديدة من السيارات المُجهزة بمحركات تعمل بالغاز الطبيعي مباشرة من المصنع، ما يعزز الكفاءة ويقلل الحاجة للتحويل اليدوي.

وبحسب التقديرات الرسمية، يُتوقع أن يصل عدد السيارات المحولة للعمل بالغاز الطبيعي في مصر إلى نحو مليون سيارة خلال السنوات القليلة القادمة، ما يعكس طموح الدولة في ترسيخ مكانة الغاز كعنصر أساسي في مستقبل النقل المستدام.

مستقبل غاز السيارات
مستقبل غاز السيارات

المزايا الاقتصادية والبيئية

في إطار الحديث عن مستقبل غاز السيارات، لا يمكن إغفال المزايا المتعددة التي يقدمها هذا الوقود البديل، سواء من الناحية الاقتصادية أو البيئية، مما يجعله خيارًا مثاليًا لتحقيق النقل المستدام.

أولًا: المزايا الاقتصادية

  • انخفاض تكلفة التشغيل: يُعد الغاز الطبيعي أرخص بكثير من البنزين أو السولار، حيث تُقدّر نسبة التوفير في التكلفة التشغيلية بما يصل إلى 50%، ما يخفف العبء على المستهلكين ويوفر نفقات تشغيل المركبات على المدى الطويل.
  • تقليل الاعتماد على الوقود المستورد: من خلال التوسع في استخدام الغاز المنتج محليًا، تقل حاجة الدولة إلى استيراد كميات ضخمة من الوقود التقليدي، وهو ما يُسهم في تحسين الأمن الطاقي.
  • دعم الاقتصاد الوطني: يساعد التحول إلى الغاز في تقليل الضغط على ميزان المدفوعات، ويُعزز من توجيه العملة الصعبة إلى قطاعات تنموية أخرى.

ثانيًا: المزايا البيئية

  • خفض الانبعاثات الضارة: يسهم غاز السيارات في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات السامة الأخرى مقارنة بالوقود التقليدي، مما يدعم أهداف البيئة والمناخ.
  • الحد من التغيرات المناخية: بفضل انخفاض البصمة الكربونية، يُعتبر الغاز الطبيعي خيارًا أساسيًا في استراتيجيات مكافحة التغير المناخي.
  • تقليل التلوث الضوضائي: ينتج عن محركات الغاز صوت أقل مقارنة بمحركات البنزين، مما يسهم في تحسين جودة الحياة والبيئة الحضرية.

التحديات التي تواجه انتشار غاز السيارات

رغم ما يقدمه الغاز الطبيعي من فوائد بيئية واقتصادية، إلا أن مستقبل غاز السيارات لا يخلو من بعض التحديات التي قد تُبطئ من وتيرة انتشاره، خاصة في الدول التي لا تزال في مراحل مبكرة من التحول الطاقوي. وتشمل أبرز هذه التحديات:

  • نقص محطات التموين في بعض المناطق: لا يزال عدد محطات تموين الغاز محدودًا في بعض المحافظات والمناطق الريفية، ما يؤدي إلى تردد البعض في الإقبال على التحويل خوفًا من صعوبة الوصول إلى الوقود.
  • ارتفاع تكلفة التحويل الأولية: بالرغم من التوفير على المدى البعيد، إلا أن تكلفة تحويل بعض أنواع السيارات للعمل بالغاز قد تكون مرتفعة نسبيًا، ما يشكل عبئًا على فئات واسعة من المواطنين، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.
  • الحاجة إلى تعزيز الوعي المجتمعي: ما زال كثير من المواطنين يفتقرون إلى المعلومات الدقيقة حول فوائد الغاز الطبيعي مقارنة بالوقود التقليدي، وهو ما يتطلب تكثيف حملات التوعية والإعلام لتصحيح المفاهيم وتوضيح مزايا التحول.

ورغم هذه التحديات، فإن الجهود الحكومية المستمرة لتوسيع البنية التحتية، وتقديم الحوافز، ودعم التصنيع المحلي لمكونات التحويل، تُبشّر بمستقبل واعد لانتشار غاز السيارات، خاصة في ظل التوجه العام نحو الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة.

التوقعات المستقبلية لغاز السيارات

تتجه الأنظار بقوة إلى مستقبل غاز السيارات باعتباره ركيزة أساسية في خطط النقل المستدام، وتشير العديد من الدراسات والتقارير الدولية إلى أن الطلب على الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) سيشهد نموًا سنويًا مركبًا يتجاوز 7% حتى عام 2032، مدفوعًا بعدة عوامل استراتيجية:

  • زيادة الاستثمارات في البنية التحتية: من المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة توسعًا كبيرًا في إنشاء محطات تموين الغاز، خاصة في الدول النامية، حيث تخطط بعض الحكومات لزيادة عدد المحطات بنسبة تصل إلى 100% خلال العقد المقبل لتغطية الطلب المتزايد.
  • تطور تكنولوجيا المحركات ثنائية الوقود: ستواصل الشركات تطوير محركات متقدمة تعمل بنظام الوقود المزدوج (بنزين/غاز)، مما يحسن الأداء ويزيد من كفاءة استهلاك الطاقة ويمنح السائقين مرونة أكبر في التنقل.
  • انخراط الشركات العالمية في التصنيع: بدأت كبرى شركات تصنيع السيارات مثل فيات وتويوتا وهيونداي في إنتاج موديلات مُخصصة للعمل بالغاز الطبيعي، وهو ما يعزز من انتشار هذه التكنولوجيا ويخفض تكاليف التحويل تدريجيًا.

وبحلول عام 2030، يُتوقع أن يتجاوز عدد السيارات العاملة بالغاز الطبيعي حول العالم حاجز 50 مليون سيارة، مقارنة بـ 28 مليون حاليًا، ومن المتوقع أن يصاحب مستقبل غاز السيارات دور محوري في تقليل الانبعاثات الكربونية، ما يساهم بشكل مباشر في دعم أهداف اتفاق باريس للمناخ والتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون.

مستقبل غاز السيارات
مستقبل غاز السيارات

ختامًا؛ يُعد مستقبل غاز السيارات واعدًا كخيار واقعي لتحقيق نقل أكثر استدامة وفعالية. ومع تطور البنية التحتية، والدعم الحكومي، وتزايد الوعي البيئي، من المتوقع أن يشهد هذا القطاع نموًا كبيرًا في السنوات المقبلة. إن الاستثمار في تكنولوجيا الغاز الطبيعي يمثل ركيزة أساسية في التحول نحو اقتصاد أخضر ونقل منخفض الانبعاثات.

فيديو .. مستقبل غاز السيارات بين التحديات والمميزات 

مراجع:

اقرأ أيضاً: 

here
تابعنا على جوجل
theer

محمد أبو الخير

محرر اقتصادي متخصص في شئون البترول والغاز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى