مشتقات البترول الوقودية .. دليل شامل لـ 13 مشتقًا يحرّك الاقتصاد العالمي

تُعد مشتقات البترول الوقودية من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها الاقتصاد العالمي، إذ تُستخرج 13 نوعًا مختلفًا من النفط الخام عبر عمليات التقطير والمعالجة الكيميائية، وتدخل هذه المشتقات في تشغيل وسائل النقل، وتوليد الكهرباء، وتحريك المصانع، وتسخين المنازل، وحتى في الصناعات الثقيلة والبحرية.

ورغم التطور في مصادر الطاقة البديلة، فإن هذه المشتقات تظل المصدر الأهم للطاقة حتى يومنا هذا، لما توفره من كثافة طاقية عالية وسهولة في النقل والتخزين والاستخدام .. في هذا المقال، نستعرض قائمة شاملة بـ 13 نوعًا من مشتقات البترول الوقودية، مع شرح خصائص كل نوع، واستخداماته، وتأثيره البيئي، ودوره في الاقتصاد العالمي.

جدول المحتويات

أولًا: ما هي مشتقات البترول الوقودية؟

مشتقات البترول الوقودية هي المواد التي يتم استخلاصها من النفط الخام ويُستخدم معظمها كوقود لتوليد الطاقة أو لتشغيل المحركات. وهي تختلف عن المشتقات البتروكيماوية التي تدخل في صناعة المواد البلاستيكية والمطاط والمنظفات وغيرها.

ثانيًا: أنواع مشتقات البترول الوقودية واستخداماتها

1. البنزين (Gasoline)

الاستخدام الأساسي: وقود للسيارات التي تعمل بمحركات البنزين.
الخصائص: سريع الاشتعال، خفيف الكثافة، درجة غليانه منخفضة.
الأثر البيئي: يطلق ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين عند احتراقه، مما يساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.

2. الديزل (Diesel)

الاستخدام الأساسي: في الشاحنات والحافلات والقطارات وبعض مولدات الكهرباء.
الخصائص: أكثر كثافة من البنزين، ويمنح كفاءة أعلى في استهلاك الوقود.
الانبعاثات: يُصدر جسيمات دقيقة (PM) وأكاسيد النيتروجين، وهي ملوثة ضارة بالصحة.

3. الكيروسين (Kerosene)

الاستخدامات: يستخدم في وقود الطائرات النفاثة، وأحيانًا في التدفئة والطهي في بعض المناطق الريفية.
الخصائص: سائل شفاف، متوسط الكثافة، واحتراقه أقل تلويثًا من المازوت.

4. المازوت (Fuel Oil)

الاستخدام الأساسي: في تشغيل محطات الطاقة الحرارية والسفن.
الخصائص: ثقيل ولزج، يحتوي على نسبة عالية من الكبريت.
التأثير البيئي: يُعتبر من أكثر المشتقات تلوثًا للهواء بسبب احتوائه على الكبريت والمعادن الثقيلة.

5. غاز البترول المُسال (LPG)

مكوناته: يتكون غالبًا من خليط من البروبان والبيوتان.
الاستخدامات: في الطهي، التدفئة، وبعض السيارات.
الميزات: نظيف نسبيًا، وسهل التخزين في أسطوانات مضغوطة.

6. الفيول الثقيل (Heavy Fuel Oil)

الاستخدامات: في الصناعات الثقيلة والمراجل البخارية.
الخصائص: يحتوي على نسبة عالية من الكربون والسخام عند الاحتراق، ويحتاج إلى تسخين مسبق لاستخدامه.

مشتقات البترول الوقودية

7. وقود الطائرات (Jet Fuel)

الأنواع الشائعة: Jet A وJet A-1.
الاستخدام: في محركات الطائرات النفاثة والتوربينية.
الخصائص: مستقر حراريًا، ومقاوم للتجمد.

8. النافثا (Naphtha)

الاستخدامات: مادة وسيطة تُستخدم كوقود في بعض المصانع، كما تُستخدم في صناعة البنزين أو كمادة أولية في الصناعات البتروكيماوية.
الخصائص: خفيفة وسريعة التبخر، وتُعتبر من المنتجات البترولية القابلة للاشتعال.

9. الأسفلت (Asphalt / Bitumen)

الاستخدام الأساسي: يُستخدم في رصف الطرق والعزل المائي.
الخصائص: رغم أنه غير وقود مباشر، إلا أنه مشتق ثقيل من النفط يمكن حرقه في بعض الصناعات لتوليد الحرارة.

10. الكوك البترولي (Petroleum Coke)

الاستخدام: يُستخدم كوقود في الصناعات الثقيلة مثل مصانع الأسمنت والمعادن.
الخصائص: صلب كربوني عالي الكثافة، يُستخلص من عملية التكسير الحراري للنفط.

11. زيوت الوقود الخفيفة (Light Fuel Oils)

الاستخدام: وقود للتدفئة المنزلية أو في محركات السفن الصغيرة.
الخصائص: أخف من المازوت وأقل تلوثًا عند الاحتراق.

12. الغاز الطبيعي المصاحب (Associated Natural Gas)

المصدر: يُستخرج مع النفط الخام في الحقول البترولية.
الاستخدام: يُستخدم كوقود أو مادة خام في صناعة الكهرباء والأسمدة.

ملاحظة: الغاز الطبيعي بحد ذاته ليس من مشتقات البترول، ولكنه يُصنف ضمن الوقود الأحفوري، أما إن تم استخلاصه كمنتج جانبي من آبار النفط، فيُعد ضمن منظومة مشتقات الصناعة البترولية الوقودية.

13. الوقود البحري (Marine Fuel / Bunker Fuel)

الأنواع: يشمل وقود Bunker A، B، وC.
الاستخدام: يُستخدم في السفن الكبيرة، ويكون غالبًا أثقل وأكثر تلوثًا من أنواع الوقود الأخرى.

كل هذه المشتقات ناتجة عن تكرير النفط الخام، وتُستخدم في توليد الطاقة أو تشغيل محركات أو في العمليات الصناعية الحرارية، ولذلك تُصنّف كـ مشتقات بترولية وقودية.

ثالثًا: تأثير مشتقات البترول الوقودية على البيئة

رغم الأهمية الاقتصادية الكبيرة لـ مشتقات البترول الوقودية، إلا أن استخدامها يرتبط ارتباطًا مباشرًا بتلوث الهواء وارتفاع انبعاثات غازات الدفيئة. تؤدي عملية الاحتراق إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون، وأكاسيد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين، والتي تساهم في:

ظاهرة الاحتباس الحراري
الأمطار الحمضية
تلوث الهواء والأمراض التنفسية

لذلك، تتجه العديد من الدول إلى تقنيات الطاقة النظيفة والوقود البديل مثل الهيدروجين والوقود الحيوي والكهرباء لتقليل الاعتماد على البترول.

رابعًا: مستقبل مشتقات البترول الوقودية

رغم الاتجاه العالمي نحو التحول الطاقي، إلا أن مشتقات البترول الوقودية ستظل ذات أهمية استراتيجية لعقود قادمة، خاصة في القطاعات التي يصعب فيها استخدام بدائل مثل الطيران والنقل البحري والصناعات الثقيلة.

وتسعى شركات الطاقة الكبرى إلى تطوير تقنيات احتجاز الكربون، وتحسين كفاءة المحركات، وخفض الانبعاثات لمواءمة استخدام الوقود مع أهداف الاستدامة العالمية.

ختامًا؛ إن مشتقات البترول الوقودية تُشكّل العمود الفقري للطاقة في العصر الحديث، حيث توفر الوقود اللازم لتشغيل معظم أدوات ومرافق الحياة. لكن هذا الاعتماد يجب أن يترافق مع وعي بيئي، وتطوير مستدام، واستخدام تقنيات تقلل من الأثر البيئي السلبي لهذه المشتقات.