الفرق بين البروبان والبيوتان .. 6 نقاط رئيسية لفهم الفروق

يُطرح سؤال الفرق بين البروبان والبيوتان كثيرًا من قبل المستخدمين والمهنيين، خاصة عند اتخاذ القرار بشأن الغاز الأنسب للطهي، التدفئة، أو الاستخدام في الهواء الطلق، وتبرز 6 عوامل رئيسية تُساعد على تحديد الخيار الأمثل، منها درجة الحرارة، طبيعة الاستخدام، وسهولة التخزين والنقل، فلكلٍ من هذين المشتقين النفطيين خصائص ومميزات تختلف باختلاف البيئة وظروف التشغيل، مما يجعل الإلمام بهذه الفروق أمرًا ضروريًا لاختيار الوقود الأنسب.

ويُعد كل من البروبان والبيوتان من أشهر مشتقات البترول وأكثرها استخدامًا، إذ يدخلان في العديد من التطبيقات اليومية والصناعية مثل الطهي، التدفئة، والتخييم.. في هذا المقال، نستعرض الفرق بين البروبان والبيوتان من حيث الخصائص الفيزيائية والكيميائية، الأداء في درجات الحرارة المختلفة، سهولة التخزين، وأبرز الاستخدامات، لنساعدك على اتخاذ القرار الأمثل حسب حاجتك.

ما هو البروبان؟

البروبان (Propane) هو غاز هيدروكربوني يُرمز له كيميائيًا بالصيغة (C₃H₈)، يُستخرج من عمليات معالجة الغاز الطبيعي وتكرير النفط الخام، ويتمتع بخاصية التحول إلى سائل عند ضغط منخفض نسبيًا، ما يسهل تخزينه ونقله في أسطوانات، ويُعرف عند خلطه بالبيوتان باسم غاز البترول المسال (LPG).

ما هو البيوتان؟

البيوتان (Butane) هو أيضًا غاز هيدروكربوني، وصيغته الكيميائية (C₄H₁₀)، ويتم إنتاجه من نفس العمليات البترولية التي يُستخرج منها البروبان، يوجد بنوعين: البيوتان العادي (n-Butane) والبيوتان الأيزوميري (iso-Butane)، ويتميز بدرجة غليان أعلى من البروبان، ما يجعله أكثر كفاءة في درجات الحرارة المعتدلة والدافئة.

الفرق بين البروبان والبيوتان

1. درجة الغليان

البروبان: -42 درجة مئوية
البيوتان: -0.5 درجة مئوية

ما يعني أن البروبان يتبخر بسهولة في درجات الحرارة المنخفضة، مما يجعله مناسبًا للاستخدام في المناخات الباردة، على عكس البيوتان الذي تقل كفاءته في الطقس البارد.

2. الضغط اللازم للتسييل

البروبان يحتاج إلى ضغط أعلى قليلًا للتحول إلى سائل.
البيوتان يمكن تسييله بسهولة أكبر عند ضغط منخفض.

وهذا يجعل البيوتان أكثر ملاءمة للأسطوانات صغيرة الحجم مثل ولاعات السجائر وأجهزة التخييم المحمولة.

3. كفاءة الاحتراق والإنتاج الحراري

البروبان يُنتج طاقة حرارية أعلى عند الاحتراق.
البيوتان أقل إنتاجًا للطاقة بالمقارنة، ولكنه فعال عند درجات حرارة معتدلة.

لذا يُفضَّل البروبان في التطبيقات الصناعية والتدفئة في المناخ البارد.

4. الاستخدامات

البروبان: الطهي، التدفئة، تشغيل المولدات، وقود للسيارات، التبريد، الزراعة.
البيوتان: ولاعات السجائر، أجهزة التخييم المحمولة، بعض أنظمة التبريد.

وغالبًا ما يُستخدم المزيج بينهما في أسطوانات الغاز المنزلية لتوفير التوازن بين الأداء والضغط.

5. الأداء في البيئات المختلفة

البروبان يحتفظ بفعاليته في درجات الحرارة المنخفضة.
البيوتان لا يعمل بكفاءة عند انخفاض درجات الحرارة، حيث يبقى في حالته السائلة دون تبخر كافٍ للاستخدام.

6. التكلفة والتوفر

البروبان أكثر شيوعًا في الدول ذات الشتاء القاسي.
البيوتان أرخص في بعض المناطق، لكنه أقل استخدامًا في المناطق الباردة.

لماذا يتم خلط البروبان مع البيوتان؟

في العديد من الدول، يُخلط الغازان لتكوين غاز البترول المسال (LPG) بنسبة تتراوح بين 60% بروبان و40% بيوتان أو حسب الظروف المناخية.

ويُعد هذا الخليط نتيجة مباشرة لفهم الفرق بين البروبان والبيوتان، حيث يوفر أداءً متوازنًا بين الكفاءة في الطقس البارد وسهولة التخزين والاستخدام في الطقس المعتدل.

التأثير البيئي للبروبان والبيوتان

عند النظر إلى الفرق بين البروبان والبيوتان من الناحية البيئية، نجد أن كلا الغازين يُعتبران خيارين أنظف مقارنة بالفحم أو الديزل، حيث يُنتجان كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون والملوثات الضارة عند الاحتراق. كما أن غياب مركبات الكبريت والمواد السامة يجعلهما بديلين آمنين وصديقين للبيئة، وهو ما يعزز من مكانتهما كوقودين مثاليين في مرحلة التحول نحو طاقة أنظف وأكثر استدامة.

أيهما أفضل: البروبان أم البيوتان؟

عند محاولة تحديد الفرق بين البروبان والبيوتان من حيث الأفضلية، لا توجد إجابة واحدة تناسب جميع الحالات، بل يعتمد الأمر على عدة عوامل رئيسية، أبرزها:

درجة حرارة البيئة: يُفضل استخدام البروبان في البيئات الباردة لأنه يحتفظ بقدراته على التبخر في درجات حرارة منخفضة، بينما يُعد البيوتان مناسبًا أكثر للطقس المعتدل.
نوع الاستخدام: يُستخدم البروبان بكفاءة في التطبيقات الصناعية والمنزلية الثقيلة، أما البيوتان فيناسب الأجهزة المحمولة مثل مواقد التخييم والمشاعل الخفيفة.
سهولة النقل والتخزين: البيوتان يُسهل تسييله في درجات ضغط منخفضة، بينما يتفوق البروبان في مرونته وأدائه في ظروف متنوعة.

ختامًا؛ يُعَدُّ كل من البروبان والبيوتان من مصادر الطاقة الفعالة والمرنة، ولكل منهما مزايا وتطبيقات تميّزه عن الآخر، ومن خلال فهم الفرق بين البروبان والبيوتان بشكل دقيق، يمكن اتخاذ قرار مدروس لاختيار النوع الأنسب حسب طبيعة الاستخدام، سواء في المنازل أو التطبيقات الصناعية أو حتى أثناء التخييم، وفي ظل التوجه العالمي نحو حلول طاقة أنظف وأكثر استدامة، يبقى كلا الغازين خيارًا عمليًا في المرحلة الانتقالية نحو مستقبل منخفض الانبعاثات.